أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - ليست رواية ما لم يمسها الشيطان !














المزيد.....

ليست رواية ما لم يمسها الشيطان !


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 15:05
المحور: الادب والفن
    


تعيش الرواية بداخلي من قبل أن أنسج أولى خيوطها، تتنفس واقع أو خيال ما وراء الوقائع، من قبل التفكير بالورقة أو الكيبورد، فكرة الرواية تنبت قبل أن تولد! ابحث عن شرفة ترفع راية الحرية المتاحة لأبعد الحدود، فرواية حياة إنسان، ليست سهلة المنال، حتى لا أقول أصعب من صعود قمم الجبال، فهي توازي سباق الظلّ الذي تخلفه ظهيرة عارية من الظلال، فالكتابة كالجري تحت وابل الأمطار أو التصدي لقطار مارق أسفل جسر منحدر عند نهاية طريق صحراوي...
تهشيم الواقع هو حرفة الروائي، هذا البناء القديم، هذا الدكتاتور المتعالي، أو ذاك المحيط بلا قرار، أو ذاك المستنقع الراكد، تلك الصورة القذرة، ذلك الوطن الغادر، أو تلك، خديعة الأصدقاء، لاجئ كنت أو مسلوب الحرية، مقيد بالسلاسل، سجين جدران الاسمنت، أو مقيد بزواج فاشل، أو حب عديم الرائحة...أنت بطل الرواية بكل صور متخيّلة من واقع تعيشه وتبحث عن قلم أو كيبورد يحررك من هذا الواقع...فتتلقى دعوة الكاتب وإذا كنت محظوظًا بكاتب يزعم كسر القيود وعبور المسكوت عنه بلا خجل...فأنت محظوظ حقًا...
الصعود إلى ظهر الرواية، يتطلب عجلات خرافية، ووقود أسطوري، وجرأة توازي متاهة في غابة أمازونية...هل قرأت لمجازفين من كتاب بلاد سلسلة جبال الأنديز...؟ سترى الفرق هناك عندما تصعد الملائكة والشياطين متنافسين في سباق محتوم بالنهايات الفاجعة...فزمن الدكتاتوريات سائد رغم تساقطها في السنوات الراهنة ومرشحة للآتية، فالمستنقعات والمتاهات ما زالت تشكل هناك دوائر وحقول وطواحين ترفد الروايات بالأنفُّس المحتومة...ما زالت بقايا الدكتاتوريات تنوخ في بعض ثنايا جبال الأنديز...ليست رواية ما لم يمسها شيطان...هذا شعار اللاتينيين...
تحفة الرواية مثل حسناء مشوهة...مثل سماء ساقطة من أعلى أو إله في صورة إنسان...لا غرابة في الالتباس فالكاتب يروي ما يدور في خياله وليس ما تمليه عليه الحكومة...الرواية خريطة عقلية لبلاد عجائبية، لمخلوقات خرافية تبحث عن فكّ طلاسم قيودها التي لا تعرف كيف كُبلت بها ومتي؟ الرواية تأتي وقت لا تكون فيه سعادة، وقت يخرج الوحش من الغابة...يشيع في الأرجاء شائعات أبلغ من الحقائق...ففي الأنظمة الدكتاتورية، الشائعات أجمل من الحقائق، لأن الحقائق ليس ورائها سوى الأحزان والاكتئاب...السعادة تأتي من الشائعات بينما الأحزان تتراكم من الوقائع...من هنا تتغذى شرايين الرواية المقتدرة على التنفُّس في أجواء القيود...وهي كثيرة، دينية وسياسية وغرامية وجزافية...قيود في شكل نجوم جزافية...
تعيش الرواية بداخلي فترة زمنية وتموت بمجرّد ولادتها، لأنها فقدت حرية التنفُّس ودخلت في ثنايا المكتبات وضاعت بين الرفوف أو اعتقلت بقاعات الجمارك...وهكذا طارت الرواية أو انتحرت حرية انتقالها على باب الجهات الرسمية وحتى الشعبية، أسيرة الموروث. أنتهز كل مناسبة جنائزية لتهنئة كل رواية خارج السرب...رواية تخطت حدود المسموح والمسكوت...



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب ويهود بلا علمانية
- شعوب تعبد جلاديها!
- الله فرنسا والله العرب...وصراع البقاء!!
- نقرأ ونكتب ونتألم...
- عندما يفقد شعب ذاكرته...
- الخالق الأول والخالق الثاني للكوْن!!
- إذا الشعب يومًا أراد الحياة، فسحقًا للحياة!!
- الرواية العربية، حسناء في حي الفقراء!!
- شعر مهسا أميني وقود ثوري
- مشكلتنا إلغاء العقل ودفنه مع التابوت!
- خلف الأسوار الناعسة
- عندما يُطعن القلم
- -الورقة الخضراء- قراءة في رواية عاصفة
- بانتظار حقنة أخيرة...
- مات النقد،، عاش الناقد!
- موت رواية، ولادة رواية!!
- عن رواية -شاي مع ماريو فيتالي-
- من الإصلاح إلى الانقلاب...
- الوقت والضرورة تقتضيان التغيير
- لا حل ثقافي حتى الآن!!


المزيد.....




- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...
- فيلم -Scream 7- ومسلسل -Stranger Things 5- يعدان بجرعة مضاعف ...
- طبيبة نرويجية: ما شاهدته في غزة أفظع من أفلام الرعب
- -ذي إيكونومست- تفسر -وصفة- فنلندا لبناء أمة مستعدة لقتال بوت ...
- لن تتوقع الإجابة.. تفسير صادم من شركة أمازون عن سبب تسريح نح ...
- حزب الوحدة ينعى الكاتب والشاعر اسكندر جبران حبش


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - ليست رواية ما لم يمسها الشيطان !