أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - هل أنت حر!!














المزيد.....

هل أنت حر!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإعلام المظلّل الخفي، ورائه حكومات وشركات وعصابات، كما يتناهى لك في البداية إعلام برئ أو ربما تظن أنه في ركن ما يعود لأفراد وشخصيات عامة ذات نفوذ أو مغردين وذباب الكتروني هي كلها من أبرز صرعة وصرخة بذات الوقت، في عصر الميديا اليوم، أنه يبدو لك ذهبياً من الخارج ويغريك بركوب موجته الجذابة ولكن سرعان ما سيجرفك بطوفانه دون إرادة منك ويزج بك في فوضى عارمة، أشبه بزلزال يدمر شعبك ووطنك بيدك أنت وحدك، هذا الإعلام، المستتر، يهدم الأمم ولا تراه، يحرق الشعوب ولا تلمسه، لا توجد له دولة محددة بالذات، ولا وزارة ولا مبنى ولا موقع تلمسه، لا عنوان رسمي ولا تراه بالعين المجردة، ولذلك فهو أقوى من كل وزارات الإعلام الرسمية، وهو يتحدى محطات وقنوات وإذاعات البث الحكومية التي تهدر عليها سنوياً ملايين الدولارات والدنانير والريالات والدراهم، هذا الاعلام يتسلل إليك من بيتك ومكتبك ومقهاك وحتى فراشك، يغرس فيك فيروس التدمير ويشكك في نفسك وفي مجتمعك وفي شعبك، ويبدأ بتمزيق وحدتك ويثير فيك الحقد والكراهية، ويجعلك شريراً تصل بك عاطفة الشر لأن تفكر بقتل جارك. ورغم ذلك فأنك تروج لهذا الإعلام ويقودك دون إرادة منك، دون معرفة بمن يوجهك إلا حين تستيقظ وتبصر ماذا فعلت بنفسك وبجارك.
هذا الإعلام مثل حقنة السم، يتنقل بين صفوف البشرية، يزرع فيك بذور الفتن والشكوك والخوف ويجعل الإنسان غير واثق من خطواته، أنظر حولك إيها القارئ، وأنت تقرأ كل شيء يأتيك عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تتفاعل مع هذه الحقن المتتالية والجرعات غير المرئية من سموم بشكل أخبار وشائعات وأفكار وعواطف? جمل وعبارات وصور على هيئة مسيجات وستيكرات وغيرها تحقنك بها كل دقيقة وساعة من يومك، حتى وأنت تضع رأسك على وسادة آخر الليل، لا تكف عن تجرّع تلك السموم لتبدأ نهارك وقد تفاعلت تلك الجرعات بداخلك وبدأت تأتي مفعولها لتحويلك لكائن مسلوب الإرادة، لا فكرة لديك عن العالم، ولا حرية ولا وعي بنفسك، لا تستطيع أن تفكر بحرية وتختار بوعي وتفهم ما يدور حولك لأنك أضحيت أسير تلك الحقن ومقيد لوحشٍ أكبر منك، سلب حريتك وجعلك تتصرف بإرادته وأنت مصدق أنك تتصرف بحريتك. هذه نتيجة ما زرعه فيك الإعلام السري الذي لم تستطع أقوى الحكومات في العالم السيطرة عليه، لأنه ببساطة عدو غير مرئي لتحاربه.
والآن قد حان لك أن تعرف سر هذا الإعلام، المظلّل، أنك تحمله معك طوال يومك وربما ينام معك في فراشك وتبذل ما في وسعك لحمايته وأنت لا تفطن أنه من يدمرك، إنه يكمن في جهاز هاتفك ومن خلاله تبث الحكومات والشركات والأفراد فيروساتهم إليك فيما أنت تتغذى منها معتقداً أنك حر.
لا تأمن لأقرب الأصدقاء لأنك تحبه فقط وهو يخبرك بشيء ولا تؤمن لحكومة مهما اثبتّت لك أنها تسمح بالتفكير خارج صندوقها لأنه يتعارض مع أمنها، وتأكد أن كل ما له علاقة بالحرية والتعبير، يصدم بالحكومات والشركات والأفراد والعصابات إذا لم تنتبه لخطوط مسارك وفهم كيف يعمل العالم الآن خارج إطار القيود!!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول رواية على الأرض نسبيًا!!!
- أبو العلاء المعري يعزي بغداد -القرنفل التبريزي
- متى تكون الحياة أفضل للجميع؟
- فصل من رواية -خريف العرش-
- حلبة القطيع البشري
- فصل من رواية -خريف العرش - الإمام الأحمر
- مستقبلنا بالفوتوشوب!!
- الآن، يتعرى ولا يخجل القلم %
- بيضة القمر منذ صدرت محرّمة!!
- سيمور هيرش يعلن موت رئيس التحرير!!
- موت رئيس التحرير!!!
- العدو الذي نظنهُ صديق؟!!
- الاغتيال والتكفير الطريق الأمثل للشهرة...
- كذب المسئولون ولو صدقوا!
- نهاية الرخاء وبداية التنجيم!
- الشعوب والأنظمة متفاهمة، هل هذا حقيقي؟!!
- ألف عام ولن يُحل الصراع العربي اليهودي..
- رمزية الحلم الثوري اللاتيني...
- هل وصلنا حافة الحرب الخليجية الرابعة؟!
- حين أخشى الشعب أكثر من النظام!


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد جمعة - هل أنت حر!!