احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 15:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس كالاتحاد السوفيتي ولا كروما القديمة...الرأسمالية لا تسقط منذ أذن لها التاريخ أن تسود...تثخن، تهزل، تضعف، تصبح ضبابيّة، لكنها تجدّد دمائها ثم تنهض بزيٍ جديد وهي ترفل بقوة تصدم أولئك الذين أثاروا الأسئلة...متى تسقط أمريكا وقصدهم من السؤال متى تسقط إسرائيل والمغزى أيضًا متى ينتصر العرب؟!!
ما حدث في ولاية تكساس بعد إزالة السياج العازل مع المكسيك، عاد الحلم لمعظم العرب الذين ينتظرون مع أجيالهم الغابرة والحاضرة، سقوط أمريكا منذ القرن التاسع عشر، ظنًا أنهم سيخترعون على أنقاضها الحضارات العلمية الشمولية...بل وبلغ الحلم ببعضهم لإلقاء أمريكا في البحر وهم يقصدون من وراء الصمت والستار إسرائيل التي ترتكب المجازر ويغض العالم الطرف عنها، وقد غضوا الطرف عن مجاز العرب ضد العرب...وهي ملاحم تبدو إسرائيل أمام نظام الأسد، الأب والابن، والقذافي وصدام وسائر الأنظمة التي تذبح الأصوات الحرة بطريقة صمت الحملان وهي تقاد للمذبح ولا تعي أن السكين بانتظارها، فمن لم يمت بالسيف مات بالحبل أو بالعزل وهو أشد فتكًا من الرصاص...
متي تسقط أمريكا؟ ما يحدث أن العرب هم الذين سقطوا...ومن علامات السقوط هذه اللغة الاسترقاقية الرمادية التي تعم أرجاء العالم العربي بهذا الوقت بالذات وكل ما يهم الأصوات الصاخبة هو سقوط أمريكا والموت لإسرائيل تعويلاً على حركة اعتراضيّة وأزمة من أزمات العالم الحُر في ولاية تكساس وقد تم احتوائها وعلى أصوات معارضة في إسرائيل لمصلحة إسرائيل وليس تعاطفًا مع العرب، كل هذه الظواهر أطلقت أصوات ملايين العرب تأمل بسقوط أمريكا وموت إسرائيل وتناسوا أن العرب سقطوا وصاروا علامة هذه الزمان في البلاهة...
أمريكا لن تسقط لا اليوم ولا غدًا وإسرائيل لن تموت لا اليوم غدًا...لكن من سقط وانتهى أمره، هم عرب ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة والسودان... وبقية الدول الأخرى التي سقطت في التخلف والجهل وكبت الحريات وطمس جرائم الاغتيالات الصامتة والرمادية، من عزل وابعاد واقصاء وحتى قطع الرزق وهو أشد من قطع العنق...ترى من سقط في رأيكم؟
قبل أن ندعو بالموت لأمريكا وإسرائيل تعالوا ننتشل أنفسنا كعرب من الموت اليومي، متمثلًا بالفقر والدكتاتوريات وهما أشد فتكًا من الموت الذي ينتهي عنده العالم بصمت...إننا مثل الحملان في صمتها، ننقاد للمذبح بصمتٍ والسكين تدنو من رقابنا...لقد سقطنا وأمريكا تتفرج ولم تنقذنا من سكين الدكتاتوريات، بل تبتسم وتضحك من دعوتنا لموتها هي وإسرائيل...
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟