احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7824 - 2023 / 12 / 13 - 14:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تنصت للأغلبية دائمًا ففي الغالب تكون مدفوعة مع الرياح، هذا كان شعاري دائمًا...الشعوب العربية قوافل من المساكين، غالبًا من السهل غشهم وتمرير الترهات بين جنباتهم، يسهل جدًا النصب عليهم بمجرّد نصب كمين في شكل شخصية غامضة، أو صنم لدكتاتور أو حتى شخصية كاريكاتيرية كالمسمى بعصرنا الألفي (أبو عبيدة) العادة الغريزيّة في البشر أن تنصب على فرد أو جماعة، أو حتى مؤسسة أو قبيلة، لكن تنصب على شعب بشماله وجنوبه، بنخبته المثقفة والأدبية والسياسة، بشعرائه ورواته وحتى ملائكته وشياطينه، فهذا لم يحدث إلا فوق سطح الكرة الأرضية. هذا ما نعيشه ونشهده ليس هذه الأيام الغرائبيّة مع حرب غزة ولكن الحصان الشعبي وقع في الفخ منذ عقود بل وحقب وبلغت المجاعة الفكرية والتنويرية ذروتها هذه الفترة الحرجة التي بدا فيها الشعب العربي باستثناء قلّة مستنيرة تواجه طوفان حماس والجهاد وتنفي كل من له عقل حتى أضحى الصوت العاقل الوحيد هو الخارج عن الملّة والسرب والمنفى خارج الوعي والتنوير.
كتبت منذ فترة وبداخلي غرابة مما يحدث للعقل، إنه إذا أردت اختبار دولة أو شعب، ضعهما بأزمة تتعلق بوباء أو حرب أو مجاعة، وأنظر كيفية السلوك أمام التحدي، سترى الجميع يتصرفون بجهالة وخرافة، بدواعي أنانية عاطفية، ستنكشف معادن البشر، وسترى عجائب الأخلاقيات، وغرائب العقليات، وكأنما بل ومؤكد أن هنالك على الطرف الآخر من يسعى لتجهيل الناس في تغييب للعقل والمنطق. مثل خطيب مسجد جاهل يقود قطعان من العقول بينهم المثقف والسياسي وحتى المفكر بالمعيار العربي إلى أدنى الغوغاء والذين لا مأخذ عليهم ولا لوم طالما من يسوّق الأفكار الظلامية والخرافية اجتاح عقول النخب والطلائع الذين فقدوا دورهم في تطوير المجتمع وازدهار الحياة، وانقادوا يصنعون ويروجون خرافة تقتل الناس وهم أحياء يرزقون، أيّ جيلٍ سيخرج من هذا الجحيم؟ فإذا كنا بعصر شبلي شميل وسلامة موسى وطه حسن وقاسم أمين مرورًا بزمن جلال صادق العظم قد واجهنا طوفان الجهل ووقف بوجهِهِ هؤلاء المفكرون والمستنيرون فمن سيتكفل بهذه الحقبة المظلمة من عالمنا الذي لن أسرد تفاصيل الأسباب والنتائج لأنني ملّلت وزهقت وسأمتُ من تكرارها ومعي كوكبة من التنويريين المنبوذين من قبل الشعوب والحكام...يا للهول!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟