|
الخروج عن السرب حرية
احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 16:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"الكاتب لا ينهي روايته أبدًا بل يتخلى عنها"- غابرييل ماركيز
تنويه: هذا المقال كتبته وأنا أغادر صحراء الصحف الورقية العربية، لرحاب أوسع من الحرية ملأت فيه الرواية كل مداري: حان وقت إجازة للتنفُّس بعد أربعون سنة كتابة... وفاء للحرف والكلمة والقلم، ما أعظمها من حساسية، الكاتب غير الصحفي، هذا ما فهمتهُ بعد تجربة حقبة أربعين سنة برحى طواحين الكتابة وأتون القلم، بين مجلة وجريدة وصحيفة، وهنا أيضًا فرق لن أدخل بالتفاصيل...لم أتعب يومًا ولم أتوقّف بسبب مرض أو سفر أو إجازة إلا بحالةٍ طارئة خارجه الإرادة حين يستعصي القلم وتبدو النفس تتوق للتنفُّس والتحرُّر من مسئولية الكلمة...أشعر بأنني كنت سجين الكلمة، لكونها عصية على الكاتب عندما يدرك حساسيتها...فتخيّل أربعون سنة تحمل على ظهرك جبل اسمه الكتابة الحرة. لا أقول تعبت ولكن حان أخذ استراحة، تنفُّس ونقاهة وتحرّر من عبئ الوقت ومواعيد الكتابة ومطاردة التسليم وردود الفعل، والاكتفاء بكتابة خارج السرب حتى لا أكون ملتزمًا بمسئولية مرهقة كالتي حملتها لسنواتٍ...مع جرائد ورقية انتهى موسم الورق في أنحاء العالم وحلت مواسم التحليق والتألق في فضاءات الكترونية بلا قيود. القلم يتعب قبل الكاتب صدقوني لذلك استقال وحلَّ مكانه الكيبورد...والكيبورد مغري بدرجة لا تصدق للكتابة ولكنه لا يقل خطورة وتهوُّر عن القلم لا فرق بينهما برحلة الكتابة، تأخذك مسافات تعلم أو لا مداها...كنت بهذه المدة كاتبًا مسئولًا أمام نفسي ومجتمعي، مسئولاً أمام الحياة ذاتها... لم أُجرح ولم أتعد ولم أسيء ويكفيني أنني لم أتورط بترهات ردود وشجارات ومماحكات عقيمة، لأنني كنت أدرك أن الأسلوب هو الكاتب ...أكتب ما تشاء ما يخلد برأسك بطريقة يقرأها الجميع من دون تعريض أو تحريض أو إساءة هذا هو الكاتب. لا تكن عبدًا لإيديولوجيا ولا تستبدل الإله بصنم أو صنم بأي إله. لا تخشى العالم لو ثار ضدك لأنك ستكتشف بعد حين هذا العالم قد سار على طريقك. أنت وعقلك المستنير خارج مدار القطيع وهذا يكفيك اليوم في عالمٍ حُرّ. ربما هذا الأسلوب أتعبني وربما أبعدني عن الإثارة وربما لم يعجب البعض أو يغري البعض ولكنه اسلوبي الأثير الذي جعل من الراحل الكبير سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان طيب الله ثراه يقول لي يومًا وبحضور الجميع..."لا تتوقف يا أحمد عن الكتابة لأنك تعرف ما تكتب عنهُ"...هذه صعوبة القلم والكلمة والحرف، أنك تعرف ما تكتب عنه ولهذا تعاني... لم أعاني يومًا، فقد كنت أنسج مقالاتي من وحي ما أعرفه وأحسه وأؤمن به حتى لو خالفت السرب ونقضت الموروث وهذه مجازفة وجسارة! مقابل أربعون سنة حروف وكلمات وخطوط حمراء وصفراء وخضراء، وذهن منهك وأفكار تحتشد وطريق طويل متشعب وبعد رحيل من ظلّ حافزًا للكتابة أجد نفسي بحاجة للتنفُّس لوقتٍ ولفترة أرى خلالها من زاوية مختلفة...لم أهجر الكتابة بالطبع فهي الأوكسجين بدونه تغادر الروح ولكن للتنفس أشكال مختلفة، فلتكن وقفة مؤقتة مع الذات والموضوع أفهم ماذا يجري؟ ... لأنني بلغتُ ناصية أسميتها التفكُّر. ولأنني بمنطقة حساسة الوفاء فيها نادر! تنويرة: تسقط الأورق مؤقتًا وتبقى الأغصان أبدًا لتورق ثانية!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الشعب العربي مسكين؟!!
-
أيها الروائي الحزين تبًا لأضواء المدينة المارقة!!
-
الصورة وتزويرها في حرب غزة
-
العالم العربي...فيك، فيك، فيك.
-
نزهة في حديقة الجهل وللعقل الرحمة!!
-
تمجيد الجهل!
-
مخدر اسمه فلسطين...
-
الغانية والبحر رواية أحمد جمعة
-
حرروا العقول قبل تحرير فلسطين
-
حماس والتصفيق الأعمى!
-
فلسطين تصفي فلسطين!
-
سياسة أم تياسة؟!
-
الربيع الأفريقي بعد الكاريبي
-
هل تبقى الدول العربية حتى العام 2070 ؟!
-
حان وقت التغيير
-
العالم يتحرّر ونحن نتقيّد!
-
أموت ولا أركع...
-
مافيات ثقافية وجرائم اغتصاب أدبية!!
-
باربي ضد الفضيلة!!
-
هل أنت حر!!
المزيد.....
-
قراصنة إيرانيون أرسلوا وثائق سرية من حملة ترامب إلى أشخاص مق
...
-
روسيا تطور درونات ضاربة جديدة
-
انفجارات أجهزة اللاسلكي والبيجر.. كيف حدثت؟
-
سكان -بالم بيتش- يروون تفاصيل محاولة اغتيال ترامب
-
كندا تفرض عقوبات على إسرائيليين لانتهاك حقوق الفلسطينيين
-
ليبيا..عقيلة صالح ينتقد المجلس الرئاسي ويحذر من تداعيات -خاط
...
-
رئيس التشيك: إصلاح البنية التحتية بعد الفيضانات سيستغرق سنوا
...
-
ماذا سيبحث مع بايدن؟.. بن زايد في أول زيارة رسمية إلى الولاي
...
-
من الأشخاص والجهات الذين ما زالوا يستخدمون أجهزة البيجر؟
-
الجمهوريون يحاولون تمرير مشروع قانون إثبات جنسية الناخبين ال
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|