احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8142 - 2024 / 10 / 26 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أذا كنا في زمن الآخرين بالطرف الآخر من الكرة الأرضية، فلابد من أننا بالطرف الهجري، ونسير بخطى الأرقام الهجرية، بالخطأ حدث فلتان وزلت الكرة الأرضية من هذا الطرف وانحرفت من غير قصدٍ لومضة سريعة نحو الطرف الآخر الذي يحتوي التاريخ الميلادي والتقطنا بعضًا من نفايات ومخلفات هذا الطرف ومن يومها ونحن نتمسك فيه وكان من تداعياته بعض المخلفات التي تتراوح بين الفكرية والمادية والمثالية.
هذا يفسر الإغفاءة التي كنا فيها وتمثلت بالتاريخ الذي كرس الصحوات الدينية ثم نكبها بعصرٍ قصير شهد بعض الانتفاضات التاريخية جلّها شرقية وليست حتى عربية وثم أعادها بدورة "صحوة" دينية وفي رواية أخرى نكبة تاريخية إلى الطرف الهجري من التاريخ لنقبع فيه اليوم أممًا وشعوبًا وحكومات، فقد تداعت أمم الكوْن الحية لعالمٍ شهد تحولات يمكن اعتبارها خلقًا جديدًا للعالم بينما الحال الذي علينا اليوم يعود للخلق الأول الذي غير ثوبه في هيئة عالمٍ منفصل عن الكوكب الذي يبدأ وينتهي عند الألفية الثالثة.
باختصار ملّلت إدانة وتجريم وتصغير عالمنا لأنه يحتوي على كل هذه الصفات ومن غير التوقيت ولا الجدوى لمزيدٍ من النقد والهجاء وجلد الذوات لأنها لم تعد تستشعر شيء وكما يقال من غير الجدوى تحريك النائم وهو ميت وعالمنا منذ فلتت ما يسمى بالصحوة الدينية متمثِّلة بالردّة السلفية والاخوانية والولائية المنتظرة كل هذه الموجات ليست سوى منارات تدلّ على الطرق والشوارع والعوالم التي تعود للتاريخ الهجري وما تزيين بعض واجهاتنا بعلامات وأرقام التاريخ الميلادي سوى محاكاة لكوننا أُلقي بنا على الطرف المهمل من الكرة الأرضية ووجد بعضنا وهم قلة أنفسهم صدفة بالطرف الآخر الميلادي من الكوكب، أما بقية الشعوب والحكام "والطليعة" النبيهة فهي مجرّد تقليد يحاكي ما نلتقطه من مزبلة الطرف الآخر من الكوكب وهي النفايات التي وُجِدت بفضل ما توفر في ساحتنا من معادن وثروات مختبئة سرعان ما انتزعت منا ونالنا الفتات ونال جلادونا نصيب الأسد وتُركت الغابة لرعاية الصدفة التي أوجدتها بهذا الطرف من العالم.
بشرى سارة: ثمة إعلان صدر مؤخرًا من الطرف الآخر الميلادي من العالم يدعو الطرف الهجري الذي ننتمي إليه لمشاركته حفلة بمناسبة... والله لا أعرف ما هي المناسبة، أترك لكم التخمين!!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟