احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 16:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حياتنا العربية مبنية من الأساس على الدين في كلِّ مجالات ومرافق الحياة بدًا من الدين والسياسية والجنس وهو الثالوث المُحرَّم منذ اليوم الأول للدين إلى هذه الساعة التي هُزمنا فيها ولم تقم لنا حتى اللحظة قائمة بين الأمم إلا في الكلام والنفط والتباهي بالماضي. حياتنا بُنيّت حديثًا منذ القرن العشرين وحتى الدقيقة الراهنة على الدين ولكن بصورة أشمل تجاوزت الثالوث المحرم لتطال الاقتصاد والتعليم والصحة والزواج والطلاق والموت والحياة والنجاح وهو الذي لم نره بعد والفشل في مواكبة أمم العالم. حياتنا قامت على الدين وما زالت وستبقى ربما ليوم الدين!!! وسيظلّ رمزها اللحية الطويلة والحجاب الأسود.
الهزيمة في تاريخنا العربي ليست من اليوم ولا منذ القرن العقد الماضي القرن الماضي، بل الهزيمة بدأت منذ اليوم الهجري الأول حتى الساعة نشأت وترعرعت في ظلِّ الدين الذي ألغى العقل وحرَّم الفلسفة والسؤال واحتكر الحقيقية المطلقة ولا يؤمن بالنسبي، منذ ذلك الحين حين المرأة صارت إنسانة من الدرجة الثالثة وفي بعض الحقب الدينية من الدرجة السابعة، أصبح الدين هو جدار الفصل العنصري والعرقي والإنساني والحضاري وسم ما شئت من جدران الفصل وإلى هذه الساعة حتى لو حاولت بعض الأنظمة العربية قي محاولة لتبيض وجه الدين وضعها في مجالس نيابية وشورية ووزارية لن ينفع ذلك كله لأن الحجاب الديني سوف يطاردها ويوشمها بأنها في النهاية امرأة أدنى من الرجل حتى لو كانت وزيرة ونائبة فالرجل هو الذي صنعه الدين منذ النشأة في المقام الأول ولا يمكن معارضة ذلك وإلا حكم عليك بالخروج من الدين، أليس ذلك هو الحُكم بالإعدام.
حياتنا الآن من المهد إلى اللحد دين وكأننا نعيش فقط لتلبية طلبات المرشد الديني والمفتي وخطيب الجمعة وبرنامج فضيلة الشيخ الذي يجيب الملايين من القطيع على كل ما يتعلق بحياتهم. حياتنا اليوم بنوك إسلامية واقتصاد إسلامي وزواج إسلامي وهذا لا مفرّ منه وإلا بطل أيّ زواج. ماذا نأكل وماذا نلبس وماذا نشرب؟ كيف ننام وكيف نصحو وكيف ننظف أسنانا بعد الأكل وكيف نمارس حياتنا الجنسية وكيف نربي أولادنا؟ ما هو محرّم وما هو محلّل؟ باختزال، لا نفعل شيئًا إلا بعلم الدين ورجال الدين ومن في صفهم وهذا كله مشرّع ومصدّق وموقّع وبرضى الحكومات العربية التي سمحت بل ورعت النظام الذي قضى على ما تبقى في هذه الحياة.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟