تركيا: من الإبادة الأرمينية إلى الإبادة الكردية ..

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تخرج إيران من الباب فتدخل تركيا من الشباك السوري، تخرج روسيا البراميل المتفجرة، فتدخل المليشيات الإرهابية الإسلامية، يهرب حزب الله نصر الله الشيعي، فتدخل النصرة السنية الجولاني... هذا ما كُتب على سوريا العربية التي لم تلمسها قدم عربية، فكل الذين داهموها واحتلوها أجانب جاءت مؤخرًا تركيا السلطانية العثمانية الاخوانية تحن لتاريخها الاستعماري بعصر الذكاء الاصطناعي لتفرض استعمارها القديم، فبعد أن هرمت وترهلت هذه الإمبراطورية الظلامية وشبعت من المجازر بحق الشعوب وكانت ذروتها الإبادة التاريخية الجماعية للشعب الأرمني ويومها شهد العالم تلك المذابح وخرس فها هي تعود بثوبٍ أردوغاني يرتدي البدلة السوداء وربطة العنق لتضع إرهابيًا كالجولاني واليًا على سوريا وسط خرس عربي ولا كأن 23 دولة عربية بالساحة.
هذه الإمبراطورية العجوز التي أسقطها الزعيم العلماني كمال أتاتورك، تعود في عهد أردوغان الحالم بمجد السلطان لتقتحم سوريا وتحتلها بمليشيات إرهابية سنية بعد هرب ميلشيات شيعية إيرانية، ورغم أن تركيا تحتفظ رغمًا عن حكمها الاخوانجي بطابعها العلماني متمثلاً بوجود الملاهي الليلية والحريات الخاصة وطابعها الغربي وانشار الحانات الليلية وحتى محلات الدعارة المرخصة رسميًا، تفرض على سوريا نظامًا داعشيًا وتحتل البلاد المفترض أن تكون عربية وتضع واليًا أصوليًا وتلبسه بدلة غربية وربطة عنق أسوة بأردوغان الاخواني...
تركيا تضرب عدة عصافير بحجارتها الظلامية، السيطرة على بلد عربي وإعادة المجازر التاريخية بحق الأكراد والدروز ويذكُّر الشعب الشامي المشانق التي نُصبت للأحرار الأولين كبيت الأطرش وغيرهم وها هي تبدأ الحملة بمشروع إبادة للشعب الكردي السوري، وللأسف يبدو أن الأمريكان كعادتهم على وشك بيع الشعب الكردي والتخلي عنه بعد أن قاتل داعش نيابة عنهم وعن العالم أجمع، والعالم يتفرج أمام مشروع الإبادة التركي...
أليس من العار أن نشهد اليوم إبادة الشعب الكردي ونخرس كما كان العالم قبل عقود حين وقف متفرجًا على إبادة الشعب الأرمني؟ أليس من العار على 23 دولة عربية تزعم بعضها أنها عظيمة وذات مكانة صامتة وتكتفي بالتفرُّج كالأخرس، مكتفية بإعلان خجول مما يسمى بجامعة العار العروبية؟!!!
خلاصة الكارثة المستمرة بالعالم العربي...خرجت إيران ودخلت تركيا...أما الخريطة للشرق الأوسط الجديد فبيد إسرائيل وبرسم من البيت الأبيض القادم وانتظروا الطوفان القادم مع إطلالة الحادي والعشرين من كانون الثاني / يناير القادم 2025 نأمّل أن تقوم إسرائيل كالعادة بما عجز عنه العرب!!

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل