أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -حماس والمستوطنات: لعبة جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني-














المزيد.....

-حماس والمستوطنات: لعبة جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني-


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 21:30
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي يُسفك فيه الدم الفلسطيني بشكل يومي، وفي ظل معاناة شعبنا من الحصار والعدوان المستمر، تأتي تصريحات موسى أبو مرزوق، القيادي البارز في حركة حماس، لتشكل استهزاءً بمقدسات الشعب الفلسطيني وآماله في التحرير والوحدة الوطنية. حديثه عن أن "المستوطنات لن تكون آمنة إذا نُزع سلاح حماس" يحمل في طياته رسالة مشوّهة وغير مسؤولة، لا تعكس سوى نزعة السلطة والمحافظة عليها حتى لو كان ذلك على حساب شعبنا وأهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال.

الرد على تصريحات موسى أبو مرزوق:

تأتي تصريحات أبو مرزوق في وقت حساس للغاية، إذ يسعى الفلسطينيون إلى إعادة بناء وحدتهم الوطنية والتصدي للمخططات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية. فبدلاً من أن يتحمل المسؤولون في حماس مسؤولياتهم الوطنية ويدركوا حجم التحديات التي تواجه شعبنا، نجدهم يكررون نفس الأخطاء القديمة، وينغمسون في الترويج لأفكار تعزز الانقسام وتعطل أي أفق لتحقيق المصالحة.

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقبل بتصريحات كهذه، التي لا تسهم إلا في تعزيز الاحتلال وتسميم أجواء المقاومة الفلسطينية. حديث أبو مرزوق عن "المستوطنات" هو حديث يُراد له أن يمرر رسالة مغلوطة تفيد بأن حماس قد تكون مستعدة للقبول بالاحتلال على حساب مصالح الشعب الفلسطيني. كيف لنا أن نتحدث عن أمن المستوطنات بينما يُهدم يوميًا منزل فلسطيني في الضفة الغربية، وتستمر سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم في القدس؟ أليست هذه التصريحات بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لاستمرار تهديده واعتداءاته على شعبنا؟

حماس ومستقبل الشعب الفلسطيني:

من المعلوم أن حماس، منذ سيطرتها على غزة، اختارت أن تكون طرفًا في معادلة سياسية ضيقة، على حساب مشروع المقاومة الشاملة والتمثيل الحقيقي لكافة فئات الشعب الفلسطيني. ومع كل يوم يمر، تتضح أكثر نواياها في الحفاظ على سلطتها في غزة، بغض النظر عن مصلحة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وداخل الأراضي المحتلة. تصريحات أبو مرزوق تؤكد هذه النية، حيث يحاول القادة في حماس تجميل واقعهم بالحديث عن "الأمن" المزعوم للمستوطنات، في حين أن هذا لا يعدو كونه تغطيه لمواقفهم المتخاذلة التي باتت مكشوفة.

لعبة السياسة والدماء الفلسطينية:

إن ما تقوم به حماس الآن هو لعبة سياسية بائسة، تُساوم فيها على دماء أبناء شعبنا الفلسطيني، وتراهن على الحفاظ على مصالحها السياسية على حساب المبادئ الوطنية التي كانت في يوم من الأيام المحرك الرئيس للمقاومة الفلسطينية. كيف لحركة تدعي أنها تقاوم الاحتلال أن تُصدر تصريحات من هذا النوع، التي لا تضر إلا بمصالح الشعب الفلسطيني وتخدم المخططات الإسرائيلية؟

إن حماس لا تفوت فرصة لإظهار تناقضاتها الحادة. فبينما ترفع شعار "المقاومة"، نجدها في أوقات أخرى تتصرف بما يتماشى مع مصالحها الشخصية وحساباتها السياسية، دون أي اعتبار للمستقبل الذي يطمح له شعبنا. حركة حماس اليوم تمثل وجهًا جديدًا من الخيانة، التي لا تقل عن خيانة أولئك الذين باعوا فلسطين منذ عقود.

الجواب على الشارع الفلسطيني:

لقد دأب شعبنا الفلسطيني على مدار عقود طويلة على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة. ولا يمكن لأحد، مهما كان، أن يشوّه هذه الحقيقة. نحن نعلم أن وحدتنا هي سلاحنا الأقوى، وأنه لا بديل عن التكاتف بين جميع القوى الوطنية، سواء في الضفة الغربية أو غزة، من أجل تحقيق أهدافنا المشروعة.

إن تصريحات موسى أبو مرزوق إنما تُمثل محاولة جديدة لتشويه هذه الوحدة، ولإظهار حركة حماس كبديل للمنظمة الوطنية الفلسطينية، وهي محاولات بائسة لتصدير صورة غير حقيقية. الواقع أن شعبنا بات أكثر وعيًا بمخططات حماس، ورفضها الدائم للتعاون مع القوى الوطنية الأخرى يعزز من قناعتنا بضرورة إبعادها عن المشهد السياسي في غزة، وفتح المجال لعودة الشراكة الوطنية الحقيقية.

في ختام سطور مقالي :

إن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالمساومة على حقوقه أو دمائه. إننا ندرك تمامًا أن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي يتطلب منا موقفًا واحدًا موحدًا، بعيدًا عن مصالح الفصائل أو حساباتها الشخصية. تصريحات أبو مرزوق ما هي إلا محاولة لتشويه المسار الوطني الفلسطيني وتقديم الحركة كحارس للوجود الإسرائيلي، في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون إلى الوحدة والتضامن. لن تظل غزة أسيرة لأي حزب أو حركة، وسنبقى نقاوم الاحتلال بكل السبل، ولن يكون للمستوطنات مكان في أرضنا الحرة.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين
- قصيدة: -نوفمبران… من الأوراس إلى القدس-
- أمريكا… الشريك الكامل في جريمة إبادة غزة
- مروان.. سيف الشمس
- -حين يصبح الموت مشهدًا احتفاليًا، ينهار معنى العدالة-
- -رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد
- رواية : وراء القضبان… حكاية صمود
- ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي
- حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء
- حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام ...
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة


المزيد.....




- ذعر بحيّ إيرلندي من أسد هارب.. فهل كان أسدًا فعلًا؟
- صور أولى لطائرة -كانتاس- للرحلات المباشرة بين سيدني ولندن ون ...
- بمشاعل مضيئة وألعاب نارية.. متظاهرون يعطلون حفلًا موسيقيًا إ ...
- فيديو متداول بمزاعم وجود -آثار مٌقلدة في المتحف المصري-.. هذ ...
- فشل محادثات اسطنبول بين باكستان وافغانستان.. وكابول تؤكد أن ...
- الدنمارك ستحظر بعض وسائل التواصل للأطفال دون هذا السن!
- هاف بوست.. بايدن تجاهل معلومات بشأن انتهاك إسرائيل القانون ا ...
- نجاة عائلة أحرق مستوطنون منزلها في رام الله والاحتلال يعتدي ...
- استمرار اعتداءات المستوطنين على تجمعات بدوية بالأغوار
- إسرائيل تتحكم في كميات وأسعار وأصناف الغذاء الداخل لغزة


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -حماس والمستوطنات: لعبة جديدة على حساب دماء الشعب الفلسطيني-