أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين















المزيد.....

نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 21:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


في مطلع تشرين الثاني، لا تهبّ رياحٌ عادية، بل تستيقظ ذاكرة الأمة على نداءٍ يجلجل في صدور الأحرار:
"هنا الجزائر... وهنا فلسطين!"
من جبال الأوراس إلى جبال القدس، من دماء المجاهدين إلى دموع الأمهات، يولد نوفمبر كل عام كأنّه صلاة الثورة في معبد الحرية، ووصية الشهداء للأجيال أن لا تنام الضمائر ولا يهدأ الحلم.

في الأول من نوفمبر 1954 دوّى صوت الرصاص في ليلٍ ثقيلٍ أنهكته سلاسل الاستعمار، فكانت الجزائر أول من كتب بدمها بيان الولادة الجديدة للأمة العربية. لم تكن ثورتها مجرّد انتفاضةٍ على الاحتلال، بل كانت انفجار وعيٍ جمعي، وإعلان ميلادٍ للعروبة في أبهى صورها. حمل المجاهد الجزائري بندقيته كما يحمل العاشق قلبه، وخرج يهتف:
"نموت كي تحيا البلاد!"
وفي صدى هذا الهتاف، سمع الفلسطيني صوته، وردّد معه من خلف الأسلاك والأسوار:
"ونحيا لنحرر البلاد!"

ثم شاء القدر أن تتكرر المعجزة، ولكن هذه المرة في الخامس عشر من نوفمبر 1988، يوم وقف القائد الرمز ياسر عرفات على أرض الجزائر ليعلن من منبرها قيام دولة فلسطين، وكأنّ التاريخ أراد أن يُوثّق أن المهد الذي ولدت فيه الحرية الجزائرية، هو ذاته الذي سيحتضن مولد فلسطين الشرعية والسياسية والوجدانية.

يا له من توأمٍ مقدّسٍ بين الجزائر وفلسطين!
الجزائر حررت أرضها من براثن الاستعمار، وفلسطين تحرر الوعي الإنساني من غشاوة الكذب الصهيوني. الجزائر كتبت بالدم معنى الكرامة، وفلسطين تكتب بالصمود معنى الخلود. كلاهما علّمتا العالم أن الحرية لا تُمنح... بل تُنتزع انتزاعًا من بين أنياب الطغاة.

نداء إلى الأدباء والمثقفين العرب والفلسطينيين

أيها الحراس على بوابة الوعي،
يا من تحملون القلم كالسيف، وتكتبون بالمداد كما يُكتب بالنار،
إنّ نوفمبر ليس ذكرى تاريخية فحسب، بل اختبارٌ دائمٌ للذاكرة، وسؤالٌ موجّهٌ إلى ضمائر الأمة:
هل ما زال فينا نبض الثورة؟
هل ما زالت أقلامنا تُشعل الوعي كما أشعلت بنادق الأوراس ليل الاستعمار؟

ما يجمع بين ثورة الجزائر وإعلان دولة فلسطين ليس تشابه تواريخ ولا توافق مناسبات، بل وحدة مصيرٍ وجذرٍ ونبضٍ واحد.
الأولى انتصرت على السلاح الفرنسي، والثانية تصارع أبشع احتلالٍ عرفته البشرية.
الأولى حررت الأرض، والثانية تحرر الوعي.
وكلتاهما ترفضان النسيان والخنوع والانكسار.

فيا شعراء العروبة ويا كتّاب المقاومة،
لا تتركوا ذاكرة الأمة تذبل،
اكتبوا كما يقاتل المجاهد،
واصرخوا بالكلمة الحرة كما يُطلق الرصاص في وجه الظلم.
اكتبوا كي تبقى القدس قبلة الأحرار،
وكي تبقى الجزائر منارة التحرير،
وكي تظل غزة جرحًا مفتوحًا على فجرٍ قادمٍ لا محالة.

ما بين الأوراس والقدس... حكاية لا تموت

كل أمٍّ جزائرية ودّعت ابنها في الجبل، كأنها أمٌّ فلسطينية تودّع شهيدًا في غزة.
كل أسيرٍ فلسطيني في زنازين الاحتلال، هو صدى لمجاهدٍ جزائري في معتقلات المستعمر.
كل شهيدٍ يسقط على تراب فلسطين، ينهض معه شهيدٌ من ذاكرة الجزائر ليقول:
"نوفمبر لم يمت... بل يسكن في عروقكم."

إنّ ما بيننا ليس جغرافيا ولا تضامنًا عابرًا، بل دمٌ وتاريخٌ وهوية.
إنها شراكة قدرٍ ومصير، رسمتها الثورة الجزائرية بمداد الدم، وثبّتها الإعلان الفلسطيني بالحبر الشريف على الورق.

في ختام سطور مقالي
في ذكرى نوفمبر المجيد،
وفي اقتراب ذكرى إعلان دولة فلسطين،
نجدد العهد أن نبقى الأوفياء للحرية وللكلمة وللشهداء.
لن نسمح للزمن أن يمحو ذاكرة الثورة، ولا للخذلان أن يصادر حلم الشعوب.
فبين الجزائر وفلسطين لا حدود، وبين الثورة والكرامة لا انفصال.

سيظل نوفمبر موعدنا الأبدي مع الفجر،
وسيظل القلم سلاحنا حين تصمت البنادق،
وسيبقى المجد للشعوب التي تعرف أن الحرية تُصنع بالوعي أولًا، ثم بالدم الطاهر ثانيًا.

المجد للجزائر التي فجّرت ثورتها فحررت الأمة،
والمجد لفلسطين التي ما زالت تكتب بدمها سفر الخلود.
وسيبقى نوفمبر شاهدًا على أن الأمة التي أنجبت الأوراس والقدس... لا تموت أبداً.

بقلم: سامي إبراهيم فودة

في مطلع تشرين الثاني، لا تهبّ رياحٌ عادية، بل تستيقظ ذاكرة الأمة على نداءٍ يجلجل في صدور الأحرار:
"هنا الجزائر... وهنا فلسطين!"
من جبال الأوراس إلى جبال القدس، من دماء المجاهدين إلى دموع الأمهات، يولد نوفمبر كل عام كأنّه صلاة الثورة في معبد الحرية، ووصية الشهداء للأجيال أن لا تنام الضمائر ولا يهدأ الحلم.

في الأول من نوفمبر 1954 دوّى صوت الرصاص في ليلٍ ثقيلٍ أنهكته سلاسل الاستعمار، فكانت الجزائر أول من كتب بدمها بيان الولادة الجديدة للأمة العربية. لم تكن ثورتها مجرّد انتفاضةٍ على الاحتلال، بل كانت انفجار وعيٍ جمعي، وإعلان ميلادٍ للعروبة في أبهى صورها. حمل المجاهد الجزائري بندقيته كما يحمل العاشق قلبه، وخرج يهتف:
"نموت كي تحيا البلاد!"
وفي صدى هذا الهتاف، سمع الفلسطيني صوته، وردّد معه من خلف الأسلاك والأسوار:
"ونحيا لنحرر البلاد!"

ثم شاء القدر أن تتكرر المعجزة، ولكن هذه المرة في الخامس عشر من نوفمبر 1988، يوم وقف القائد الرمز ياسر عرفات على أرض الجزائر ليعلن من منبرها قيام دولة فلسطين، وكأنّ التاريخ أراد أن يُوثّق أن المهد الذي ولدت فيه الحرية الجزائرية، هو ذاته الذي سيحتضن مولد فلسطين الشرعية والسياسية والوجدانية.

يا له من توأمٍ مقدّسٍ بين الجزائر وفلسطين!
الجزائر حررت أرضها من براثن الاستعمار، وفلسطين تحرر الوعي الإنساني من غشاوة الكذب الصهيوني. الجزائر كتبت بالدم معنى الكرامة، وفلسطين تكتب بالصمود معنى الخلود. كلاهما علّمتا العالم أن الحرية لا تُمنح... بل تُنتزع انتزاعًا من بين أنياب الطغاة.

نداء إلى الأدباء والمثقفين العرب والفلسطينيين

أيها الحراس على بوابة الوعي،
يا من تحملون القلم كالسيف، وتكتبون بالمداد كما يُكتب بالنار،
إنّ نوفمبر ليس ذكرى تاريخية فحسب، بل اختبارٌ دائمٌ للذاكرة، وسؤالٌ موجّهٌ إلى ضمائر الأمة:
هل ما زال فينا نبض الثورة؟
هل ما زالت أقلامنا تُشعل الوعي كما أشعلت بنادق الأوراس ليل الاستعمار؟

ما يجمع بين ثورة الجزائر وإعلان دولة فلسطين ليس تشابه تواريخ ولا توافق مناسبات، بل وحدة مصيرٍ وجذرٍ ونبضٍ واحد.
الأولى انتصرت على السلاح الفرنسي، والثانية تصارع أبشع احتلالٍ عرفته البشرية.
الأولى حررت الأرض، والثانية تحرر الوعي.
وكلتاهما ترفضان النسيان والخنوع والانكسار.

فيا شعراء العروبة ويا كتّاب المقاومة،
لا تتركوا ذاكرة الأمة تذبل،
اكتبوا كما يقاتل المجاهد،
واصرخوا بالكلمة الحرة كما يُطلق الرصاص في وجه الظلم.
اكتبوا كي تبقى القدس قبلة الأحرار،
وكي تبقى الجزائر منارة التحرير،
وكي تظل غزة جرحًا مفتوحًا على فجرٍ قادمٍ لا محالة.

ما بين الأوراس والقدس... حكاية لا تموت

كل أمٍّ جزائرية ودّعت ابنها في الجبل، كأنها أمٌّ فلسطينية تودّع شهيدًا في غزة.
كل أسيرٍ فلسطيني في زنازين الاحتلال، هو صدى لمجاهدٍ جزائري في معتقلات المستعمر.
كل شهيدٍ يسقط على تراب فلسطين، ينهض معه شهيدٌ من ذاكرة الجزائر ليقول:
"نوفمبر لم يمت... بل يسكن في عروقكم."

إنّ ما بيننا ليس جغرافيا ولا تضامنًا عابرًا، بل دمٌ وتاريخٌ وهوية.
إنها شراكة قدرٍ ومصير، رسمتها الثورة الجزائرية بمداد الدم، وثبّتها الإعلان الفلسطيني بالحبر الشريف على الورق.

في ختام سطور مقالي
في ذكرى نوفمبر المجيد،
وفي اقتراب ذكرى إعلان دولة فلسطين،
نجدد العهد أن نبقى الأوفياء للحرية وللكلمة وللشهداء.
لن نسمح للزمن أن يمحو ذاكرة الثورة، ولا للخذلان أن يصادر حلم الشعوب.
فبين الجزائر وفلسطين لا حدود، وبين الثورة والكرامة لا انفصال.

سيظل نوفمبر موعدنا الأبدي مع الفجر،
وسيظل القلم سلاحنا حين تصمت البنادق،
وسيبقى المجد للشعوب التي تعرف أن الحرية تُصنع بالوعي أولًا، ثم بالدم الطاهر ثانيًا.

المجد للجزائر التي فجّرت ثورتها فحررت الأمة،
والمجد لفلسطين التي ما زالت تكتب بدمها سفر الخلود.
وسيبقى نوفمبر شاهدًا على أن الأمة التي أنجبت الأوراس والقدس... لا تموت أبداً.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة: -نوفمبران… من الأوراس إلى القدس-
- أمريكا… الشريك الكامل في جريمة إبادة غزة
- مروان.. سيف الشمس
- -حين يصبح الموت مشهدًا احتفاليًا، ينهار معنى العدالة-
- -رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد
- رواية : وراء القضبان… حكاية صمود
- ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي
- حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء
- حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام ...
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة
- -أبو وديع.. وداع الدمعة والخلود


المزيد.....




- مصادر تكشف لـCNN هوية الدولة التي ستنضم الليلة إلى الاتفاقيا ...
- -أصبح متطرفا حديثا-.. وزير الداخلية الفرنسي يكشف معطيات جديد ...
- أنباء عن انضمام كازاخستان إلى -اتفاقات أبراهام- مع إسرائيل
- بشبة العلاقة بحماس.. ضبط أسلحة في النمسا وتوقيفات في لندن وب ...
- غارات إسرائيلية على جنوب لبنان وحزب الله يرفض التفاوض ويؤكد ...
- لماذا أسقطت واشنطن عقوباتها عن أحد أبرز حلفاء موسكو في أوروب ...
- تطورات لبنان ورسائل حزب الله
- الملل الزوجي.. حين يصمت الود ولا يرحل
- ما رسائل حزب الله وإسرائيل بعد يوم سياسي وميداني حافل؟
- فوضى في قطاع الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - نوفمبر... حين تتعانق الثورة والحرية بين الجزائر وفلسطين