أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد














المزيد.....

-رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمنٍ قلّ فيه الثبات على المبدأ، ورجَحت فيه كفّة المساومة على الكرامة، رحل عماد. لم يكن مجرد اسم يتردد في سجلات النضال، بل كان روحًا تسري في جسد الوطن، حكاية تروى، وصوتًا ظل عاليًا حتى خفتَ نبضه الأخير.

العقيد عماد محمد إبراهيم أبو حمد لم يكن عابرًا في المشهد الفلسطيني؛ بل كان من أولئك الذين يكتبون التاريخ بدمهم، ويجسدون معناه بمواقفهم. رجل من غزة، خرج من رحم النكبة، حاملاً في قلبه وجع التهجير من بئر السبع، وفي عقله حلم العودة، وفي يديه فعل المقاومة.

عاش نقيًا... ورحل كريمًا

في ريعان شبابه، ومع أولى شرارات الانتفاضة الأولى، لم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة، لكنه كان أكبر من عمره بمراحل. التحق باللجان الشعبية لحركة فتح، وعمل بصمت وبكفاءة، حتى بات اسمه مألوفًا في أروقة العمل الوطني.
سُجن ثلاث سنوات ونصف في سجون الاحتلال، خرج منها أكثر عنادًا، وأكثر وفاءً لفلسطين. وعندما عادت طلائع السلطة الفلسطينية، لم يتردد في الانخراط في صفوف الشرطة الوطنية، مدركًا أن معركة البناء لا تقل قداسة عن معركة البندقية.

تدرّج في المناصب، لكنه لم يتغير. بقي كما هو: جنديًا في معركة الكرامة، ووجهًا باسمًا في وجوه زملائه، وصوتًا لا يعرف المجاملة على حساب الحقيقة.

كتائب الأقصى... والجرح الذي لم يندمل

عندما تفجّرت انتفاضة الأقصى، كان من أوائل من حملوا على عاتقهم تأسيس كتائب ش/هداء الأقصى في غزة. كان مؤمنًا أن المعركة لا تزال طويلة، وأن الاحتلال لا يفهم سوى لغة المقاومة.
دفع ثمن هذا الإيمان غاليًا، فاستهدفته طائرات الاحتلال عام 2005، في محاولة اغتيال غادرة، نجا منها بأعجوبة، لكنه ظل يحمل أثرها في جسده حتى وفاته.
نزف كثيرًا، وتعافى قليلًا، لكنه لم يشكُ. نقلوه إلى مصر للعلاج، وهناك بقي لسنوات، جسدٌ أنهكته الإصابة، وروحٌ لم تنكسر.

الوداع الأخير... ولا وداع لمن لا يُنسى

في مساء الأحد 19 أكتوبر 2025، أسلم عماد الروح، إثر وعكة صحية مفاجئة، لكن الحقيقة أن قلبه كان متعبًا منذ سنوات، مذ سقط رفاقه في الميدان، ومذ غاب الحلم خلف جدران الانقسام والخذلان.

شيّعه محبوه في القاهرة، كما يليق برجلٍ عاش كبيرًا ومات كريمًا. ودّعوه في مسجد الشه/يد جمال عبد الخالق عامر، وواروه الثرى في مقابر أحمد عصمت في عين شمس، لكن ذكراه بقيت حيّة لا تُدفن.

الروح التي لا تموت

المناضلون لا يرحلون فعلاً... هم يتركون لنا ما نقتدي به، ما نُحاسَب به أمام أنفسنا: هل كنّا على قدر الموقف؟
رحل عماد، لكن صدى صوته باقٍ في زنازين النقب، في شوارع غزة، في حكايات زملائه، وفي وجوه أبنائه الثمانية الذين سيرثون منه الكبرياء لا المال، الشجاعة لا الندم.

سلامٌ على من قاتل بشرف، وخدم بإخلاص، ومات دون أن ينكسر.
سلامٌ عليك يا عماد... أيها الوطن حين يتجسد في رجل.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية : وراء القضبان… حكاية صمود
- ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي
- حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء
- حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام ...
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة
- -أبو وديع.. وداع الدمعة والخلود
- على هذه الأرض… من لا يستحق الحياة
- أبو علي طانيوس… رحيل القامة التي حملت فلسطين في قلبها-
- سماسرة القبور… عارٌ على شرف الوطن
- انهيار السلطة… حلم الأبالسة وكابوس الشعب
- حماس بين فكّ الارتباط العسكري والانهيار المحتوم… قراءة في ال ...


المزيد.....




- عائلات أرجنتينية تبيع ممتلكاتها في أسواق السلع المستعملة لتغ ...
- مسؤول روسي يؤكد إصابة خمسة أشخاص بينهم طفل في هجوم بمسيرة أو ...
- أوغندا.. مصرع أكثر من 40 شخصا في تصادم حافلتين قادمتين من ات ...
- هدم القسم الشرقي من البيت الأبيض لبناء قاعة للرقص بتكلفة 250 ...
- استشهاد طفل في نابلس ومستوطنون يحرقون مركبات برام الله
- تقرير: تزايد الإحباط تجاه إسرائيل في البيت الأبيض
- ترامب يحرج صحفية.. سألته عن إسرائيل بـ-لكنة جميلة-
- مادورو رئيس فنزويلا يتحدث بالإنجليزية ويوجه رسالة الى أمريكا ...
- ليتوانيا تتهم روسيا بانتهاك متهور وصفته ألمانيا بالاستفزاز ا ...
- ستارمر يدعو إلى مزيد من الضغط على روسيا قبل اجتماع لدول -تحا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - -رجلٌ على هيئة وطن-.. في وداع المناضل العقيد عماد أبو حمد