أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي














المزيد.....

ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 18:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


في المشهد السياسي المليء بالتناقضات، لا يمكن لمن يعرف دونالد ترامب أن يصفه بالساذج أو محدود الفهم. فالرجل الذي قاد الإمبراطورية الأمريكية بعقلية "رجل الصفقات" لا يتحرك بعفوية، بل بخطة مرسومة تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية مع مشاريع النفوذ والهيمنة. ومن هنا، فإن حديث البعض عن منح ترامب لحركة حماس "شهادة الأيزو" ليس مزحة سياسية ولا اتهامًا عبثيًا، بل هو توصيف رمزي عميق يكشف عن بعدٍ خفي في مشروع التهويد الأمريكي–الإسرائيلي لفلسطين.

"الأيزو"… المعنى الذي يتجاوز المصطلح
في الأصل، شهادة الأيزو (ISO) تُمنح للمؤسسات التي تطبّق أعلى معايير الجودة والتنظيم. لكن في هذا السياق، جاءت العبارة على سبيل السخرية المرّة: فترامب لم يُصدر شهادة حقيقية، بل منح حماس "شهادة جودة" في تنفيذ مهامٍ تخدم مخططه الأكبر، وهو تفكيك الجبهة الفلسطينية الداخلية، وتحويل المقاومة إلى سلوكٍ سلطوي يعيد إنتاج القهر بأدوات محلية.

ذكاء ترامب السياسي لا سذاجته
ترامب ليس غبيًا كما يظن البعض من قادة "الحركات الإخوانجية"، بل هو مدرك تمامًا أن دعم هذه الجماعات – ولو بشكل غير مباشر – يحقق أهدافًا استراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل معًا. فحين تُغرق حماس نفسها في صراعات داخلية، وتُقدم على تقليم معارضيها، وتنفذ إعدامات ميدانية تحت ذريعة "العمالة والخروج عن القانون"، فإنها – من حيث لا تدري – تُنجز مهمة إسرائيلية الطابع بامتياز: إضعاف المجتمع الفلسطيني من الداخل، وتحويل غزة إلى كيان خائف منزوع الإرادة.

شهادة على "جودة التخريب"
منح ترامب لحماس "شهادة الأيزو" هو إشارة رمزية إلى أنه يرى فيها "نموذجًا ناجحًا" في إدارة الانقسام والسيطرة عبر القوة، لا عبر الوعي. فكل عملية قمع أو إعدام، وكل إسكات لصوتٍ معارض، هو خطوة جديدة نحو التهويد السياسي والاجتماعي الذي أراده ترامب ضمن "صفقة القرن"، ولكن بأيدٍ فلسطينية هذه المرة.

مشهد الغابة المظلمة
في غزة اليوم، لم يعد الخطر فقط من صواريخ الاحتلال وطائراته، بل من ثقافة الرعب التي تتغذى على الخوف وتبرّر القتل تحت لافتات "الوطنية" و"الشرعية الثورية". هذا ما يدركه ترامب جيدًا، وما يراهن عليه الإسرائيليون أكثر من أي سلاح. فحين يتحول الفلسطيني إلى خصمٍ لأخيه، وتُدفن الحقيقة باسم المقاومة، تُصبح الطريق إلى التهويد سالكة بلا جهد.

في ختام سطور مقالي:
ترامب ليس ساذجًا، بل ممثل بارع في مسرحية طويلة الإعداد. أما "شهادة الأيزو" التي منحها لحماس، فهي ليست اعترافًا ببطولة، بل مكافأة رمزية على "جودة الأداء" في تفكيك الذات الفلسطينية. إنّ أخطر ما نواجهه اليوم ليس فقط الاحتلال، بل عقلية استبدادية تُعيد إنتاج الاحتلال داخلنا بثوب المقاومة.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء
- حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام ...
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة
- -أبو وديع.. وداع الدمعة والخلود
- على هذه الأرض… من لا يستحق الحياة
- أبو علي طانيوس… رحيل القامة التي حملت فلسطين في قلبها-
- سماسرة القبور… عارٌ على شرف الوطن
- انهيار السلطة… حلم الأبالسة وكابوس الشعب
- حماس بين فكّ الارتباط العسكري والانهيار المحتوم… قراءة في ال ...
- حقائب المال ومسرحية الحصار: كيف تُدار المعايير المزدوجة بين ...
- منع الرئيس محمود عباس: تصعيد أمريكي واستحضار تجربة عرفات


المزيد.....




- لماذا تشعر روسيا بالقلق إزاء صواريخ توماهوك؟ مراسل CNN يوضح ...
- الاتحاد الأوروبي يكشف متى سيكون -جدار المسيرات- جاهزا لمواجه ...
- الحوثيون يُعلنون مقتل رئيس أركان جيشهم.. ووزير الدفاع الإسرا ...
- مسؤول إسرائيلي: قدمنا معلومات حول مواقع جثث بعض الرهائن في غ ...
- لماذا انتخابات عمدة نيويورك مهمة؟
- تطور جديد بقضية مقتل سلوان موميكا.. السويد تصدر مذكرة توقيف ...
- مقتل شخص وفقدان اثنين بسبب تداعيات إعصار ضرب ساحل ألاسكا
- الحوثيون يؤكدون مقتل رئيس الأركان محمد الغماري.. ويتوعدون تل ...
- متطوعون يشرعون في إجلاء المدنيين من مدينة كوستيانتينيفكا الت ...
- ماذا يعني تفويض ترامب لوكالة -سي آي إيه- بتنفيذ عمليات سرّية ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - ترامب وحماس… بين شهادة -الأيزو- ومسرحية التهويد السياسي