أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها














المزيد.....

حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها


سامي ابراهيم فودة

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 00:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما تبدأ "الرؤوس" تسقط… فاعلم أن الحكاية وصلت لذروتها.
ففي قلب حي الصبرة، لم يكن المشهد اشتباكًا بين بلطجية، ولا ثأرًا بين عائلات، ولا تصفية "عملاء" كما تحاول أبواق التنظيم أن تبرّر. ما حدث اليوم هو زلزال داخلي يهزّ بنية حماس من الأعماق… تصفيات ميدانية بين قياداتها، وصراع دموي على النفوذ بعد توقيع اتفاق الاستسلام الذي شرّخ جسد الحركة وفضح انقسامها بين من باعوا غزة، ومن شعروا بالخيانة.
انفجار داخل البيت الواحد

في غزة اليوم، لم يعد الرصاص موجّهًا نحو الاحتلال فقط، بل أصبح يُطلق في صدور أبناء البيت الواحد.
فبعد عامٍ من الحرب والدمار، وبعد أن هدأت أصوات المدافع، انفجرت الخلافات المكبوتة داخل التنظيم الذي كان يُقدَّس بالصمت والولاء.
الذين حملوا راية "المقاومة" بالأمس، أصبحوا اليوم أهدافًا لرفاقهم، والذين صمتوا طويلاً خوفًا، بدأوا يرفعون رؤوسهم في وجه من صادر القرار والكرامة.

ما جرى في الصبرة هو بداية مرحلة جديدة… مرحلة الحساب الداخلي.
لم تعد البنادق موجهة إلى الخارج، بل إلى من كان بالأمس حليفاً في النفق وغرفة العمليات.
إنها حرب صامتة خرجت إلى العلن، ودماءٌ تسيل داخل الحركة التي وعدت الناس بالعزّة، ثم أورثتهم الذلّ والجوع والمقابر.

انقسام القيادة… وكسر المعبد من الداخل

الانقسام في حماس لم يعد سياسيًا أو تنظيميًا فقط، بل تحوّل إلى صراع ميداني مسلح.
جناحٌ يرى أنّ توقيع الاتفاق مع الاحتلال خيانة لدماء الشهداء، وجناحٌ آخر يبررها بالواقعية السياسية حفاظًا على الكرسي والسلطة.
وبينهما يقف شعبٌ منكوب، يدفن أبناءه كل يوم، ولا يعرف لماذا يُقتل من جديد بعد أن نجا من القصف والموت الجماعي.

من الصبرة خرجت الرسالة الأولى:
أن الملف الأمني انفجر، وأنّ الولاءات تصدّعت، وأنّ كل ما بُني على الخوف والولاء الأعمى بدأ ينهار.
من ظنّ أن الحكم بالحديد والنار سيبقى إلى الأبد، اكتشف أن النار بدأت تأكل أصحابها.

سقوط الأقنعة

لم يعد ممكناً تزييف المشهد أو تغليفه بشعارات المقاومة.
القيادات التي كانت تملأ الشاشات بالنار والخطب، صارت اليوم تختبئ خلف الحواجز خوفاً من رصاص إخوتها.
الذين اتهموا الناس بالخيانة، باتوا يُتَّهمون اليوم بنفس التهمة داخل صفوفهم.
الزمن تغيّر، والدم الفلسطيني لم يعد يُغسل بالشعارات، بل صار شاهداً على كذب المشروع الذي أكل الوطن قبل أن يبدأ بأكل نفسه.
في ختام سطور مقالي

عندما تبدأ "الرؤوس" تسقط… فاعلم أن الحكاية وصلت لذروتها.
ليس لأنّ المؤامرة اكتملت، بل لأنّ الكذب انتهى عمره الافتراضي.
ومن خان غزة في العلن، سيغرق في دماء رفاقه في الخفاء.
هكذا تموت الحركات التي جعلت من الولاء أهم من الوطن، ومن الحزب أهم من الشعب، ومن الكرسي أهم من الحقيقة.
لقد بدأت النهاية، وصوت الرصاص في الصبرة… هو إعلان أول صفحة في كتاب السقوط.



#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية..الكبسولة الأمنية – أسرار تُبتلع ولا تموت
- القيامة التي قامت... وانطفأت على رقمٍ بائس
- القصيدة.. -ملوك الحرية-
- عامان على النكبة الجديدة… غزة بين الرماد والرجاء
- حين تأخّر الرد… دفعت غزة الثمن: قراءة في مناورة -حماس- أمام ...
- -غزة على صفيح المراوغة: دماء الشعب تُقايض على الطاولة السياس ...
- غزة… في قفص الاتجار والمتاجرة
- لا للغراب دليلًا… لا للخراب مصيرًا
- غَزَّةُ الحُذاءُ الّذي صَفعَ السُّكون
- بين تعطيل الدبلوماسية وتصنيع المبررات لابتلاع الضفة
- عنوان القصة: بيسان فياض… الفتاة التي دفنوها وهي تنبض بالحياة
- -أبو وديع.. وداع الدمعة والخلود
- على هذه الأرض… من لا يستحق الحياة
- أبو علي طانيوس… رحيل القامة التي حملت فلسطين في قلبها-
- سماسرة القبور… عارٌ على شرف الوطن
- انهيار السلطة… حلم الأبالسة وكابوس الشعب
- حماس بين فكّ الارتباط العسكري والانهيار المحتوم… قراءة في ال ...
- حقائب المال ومسرحية الحصار: كيف تُدار المعايير المزدوجة بين ...
- منع الرئيس محمود عباس: تصعيد أمريكي واستحضار تجربة عرفات
- الولايات المتحدة... القاتل الصامت في مجلس الأمن


المزيد.....




- عرض مبهر لـ -Anyma- في مصر وانطلاق موسم الرياض.. الأبرز في أ ...
- مصر تتحرك لتعويض فجوة الطاقة.. والسيسي يلتقي ممثلي -أباتشي- ...
- بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 ...
- العاهل الأردني لبي بي سي: -الشرق الأوسط سيُواجه مصيراً مظلما ...
- قمة شرم الشيخ: الوسطاء يوقّعون اتفاق دونالد ترامب لوقف إطلاق ...
- قمة شرم الشيخ.. قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا يوقعو ...
- بين الدفاع الجوي وصواريخ -توماهوك-.. زيلينسكي يزور واشنطن هذ ...
- نهاية -كابوس طويل ومؤلم-.. توقيع وثيقة وقف الحرب في قطاع غزة ...
- قمة شرم الشيخ: اتفاق تاريخي حول مستقبل غزة
- فرنسا: ساركوزي يودع السجن في 21 أكتوبر تنفيذا لحكم في قضية ا ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي ابراهيم فودة - حين تسقط الرؤوس… حماس تبدأ بأكل نفسها