سينما :إخترنا لك مفال (ارتفاع سانتياغو- (Santiago Rising فيلم من إخراج: نيك ماكويليام – انفجار من الغضب والأمل: بقلم دييغو كاتالان.انجلترا.

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8518 - 2025 / 11 / 6 - 14:11
المحور: قضايا ثقافية
    

"سانتياغو رايزنج" الفيلم الوثائقي الجديد من إنتاج شركة( ألبورادا فيلمز )للمخرج نيك ماكويليام، هو تصوير قوي "للانتفاضة الثورية التي صدمت تشيلي في نهاية عام "2019.
في 18 أكتوبر 2019، انتفض شعب تشيلي ضد الطبقة الحاكمة كما لم يفعل منذ عهد ديكتاتورية بينوشيه، في نهاية الثمانينيات. في تلك الليلة، أضاءت النيران الشوارع والطرق السريعة في جميع أنحاء البلاد محيطة بآلاف الحواجز، بينما التهمت النيران عشرات محطات المترو والمتاجر الكبرى والصيدليات التابعة للاحتكارات القليلة، بالإضافة إلى المباني المؤسسية للشركات التي تسيطر على الخدمات الأساسية التي تم خصخصتها قبل 30 عامًا. كان الشعار الذي انتشر كالنار في الهشيم في الأيام التالية هو بالضبط: "ليست 30 بيزو، بل 30 عامًا". كانت الشرارة التي أشعلت الفتيل هي ارتفاع سعر تذكرة المترو بمقدار 30 بيزو (3 بنسات جنيه إسترليني). لكن هذا لم يكن سوى القطرة الأخيرة في كوب كان يفيض بغضب الطبقة العاملة المتراكم بعد سنوات من الإساءة والاختناق بسبب التقشف والديون.
بعد قرابة شهر من الاحتجاجات المتنامية، التي تغلبت على قمع الشرطة الوحشي (حيث خرج أكثر من مليوني شخص إلى الشوارع في يوم واحد)، وواجهت خطر إضراب شامل وغير محدد، أصبحت الحكومة على شفا الانهيار. كان عليها أن تستخدم ورقتها الرابحة الأخيرة. وافقت على اتفاق سري مع أعضاء الكونغرس للدعوة إلى استفتاء شعبي يقرر انعقاد الجمعية التأسيسية. بعد مرور عام تقريبًا، حظيت الجمعية التأسيسية بتأييد أكثر من 78% من الأصوات ، ورغم القيود العديدة التي فُرضت عليها منذ إنشائها، اعتُبر ذلك انتصارًا شعبيًا ساحقًا.
سافر المخرج والناشط البريطاني "نيك ماكويليام" إلى سانتياغو، عاصمة تشيلي، في ديسمبر 2019، بعد شهرين من الانتفاضة الشعبية وشهر واحد من توقيع الميثاق التأسيسي، ليسلط الضوء على الحقيقة القاسية التي تخفيها وسائل الإعلام الرسمية. ينطلق الفيلم من ساحة إيطاليا، التي أُعيدت تسميتها بساحة الكرامة بعد الثورة. تقع هذه الساحة في قلب المدينة، وكانت مركزًا لهذه الانتفاضة وثورات سابقة. يعكس الفيلم الوثائقي بأمانة كلا الجانبين. من جهة، نرى فرحة شعب يشعر بأنه استيقظ أخيرًا من سبات طويل ويشق طريقه نحو مستقبل واعد. ومن جهة أخرى، نرى إرهاب الدولة الوحشي، ونتائجه المأساوية المتمثلة في الموت والتشويه. يثير هذا التصوير الضوئي والظلالي لدى المشاهد مزيجًا من الأحاسيس: التعاطف والغضب، والمرارة والوهم، والأهم من ذلك كله، رغبة عارمة في التحرر.
انطلاقًا من هذا المحور المركزي، يتحرك الفيلم في دوائر متحدة المركز: جغرافيًا، نحو نقاط محيطية في العاصمة، ولكن أيضًا تاريخيًا، مُنشئًا رابطًا بين نضالات الماضي والحركة الحالية، وكذلك مع المعارك القادمة. في الأحياء الفقيرة نفسها التي كانت معقلًا لمقاومة الديكتاتورية، تتحدى إذاعة محلية اليوم رقابة الدولة؛ أو تمزج نجمة هيب هوب وطنية صوتها بأصوات مئات الأشخاص في أغنية احتجاجية. النساء اللواتي تعرضن للتعذيب على يد الجيش في السبعينيات والثمانينيات اليوم جزء من جيش من النساء اللواتي يُنددن بمضايقات الشرطة من خلال النشيد الوطني " مغتصب في طريقك"، الذي يُؤدى في جميع أنحاء المدينة في أعمال احتجاجية مؤثرة مُصممة خصيصًا. وبدون أي إلحاح، يصل الميكروفون تلقائيا إلى أيدي أبطال سانتياغو المجهولين ـ الطلاب، والناشطون من أجل الحقوق البيئية، والمقاتلون من أجل مطالب الشعوب الأصلية، وجيران الجمعيات الإقليمية ـ ويسمح لهم بقول الحقيقة، وإحباطاتهم، وأحلامهم.
الفيلم الوثائقي، كتاريخ هذه الحركة ذاتها، ينتهي بنهاية مفتوحة، ويترك أسئلةً كثيرةً عالقةً. لماذا لم تنجح حركةٌ بهذه الحيوية، بكلّ هذه الشراسة والجمال في آنٍ واحد، في تحقيق النصر؟ ما هي الاستنتاجات التي يُمكننا استخلاصها للعودة إلى ساحة المعركة والخروج منتصرين؟ ما الدروس التي تُقدّمها ثورة أكتوبر التشيلية لنضالات الدول الأخرى؟ بصفتنا ماركسيين، من واجبنا معالجة هذه الأسئلة بمنظورٍ أمميٍّ وأخوي.
(التضامن مع العمال التشيليين والشعوب المضطهدة في جميع أنحاء العالم!)
8 فبراير 2021
*******
ملاحظة المترجم
المصدر:مجلة(دفاعا عن الماركسية)النظرية الفصلية التى يصدرها الاممية الشيوعية الثورية.انجلترا.
رابط مشاهدة الفيلم:
https://vimeo.com/493406542?&signup=true#_=_
رابط المقال الاصلى بالإنجليزية:
https://marxist.com/santiago-rising-review.htm
رابط قسم الفن بالمجلة:
https://marxist.com/art.htm
رابط الصفحة الرئيسية للمجلة:
https://marxist.com/
-كغرالدوار1ديسمبر2022.

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل