إفتتاحية جريدة نضال العمال(في مواجهة إفلاس الطبقة الرأسمالية وعملائها السياسيين، نحن بحاجة إلى حزب عمالي ثوري!)ناتالى ارتو.فرنسا.

عبدالرؤوف بطيخ

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 09:48
المحور: الصحافة والاعلام
    

امام عناد ماكرون، ومساوماته، وحساباته المهنية، وخياناته، واستقالاته المفاجئة، وإعادة تعييناته:
"المشهد الذي يقدمه السياسيون البرجوازيون مؤسف. وفي ظل الفوضى الحالية، فإن فرصة حكومة ليكورنو المرتجلة في النجاة من مراجعة الميزانية ضئيلة".
إن هذه الأزمة السياسية الألف تشير إلى إفلاس الطبقة السياسية البرجوازية.
العمال، ليس لديهم ما يندمون عليه:
"هذه الحكومات لم تكن يومًا في صفهم! الوزراء الذين تعاقبوا على الحكم لعقود تركوا ملايين النساء والرجال يموتون في صفوفهم، بينما لم يكن المجتمع يومًا بهذا الثراء. يدّعون القيادة، لكنهم عاجزون عن حل مشاكل بسيطة كضمان حصول الجميع على وظيفة وسكن وراتب لائق. وليس ذلك بسبب عجزهم، بل لعدم اكتراثهم" لم يحكم هؤلاء السياسيون إلا لصالح الزعماء، وتحديدًا لصالح أغنى فصيل لديهم. بل إنهم يفعلون ذلك بنجاح، لأن حال الأثرياء لم يكن يومًا أفضل حالًا. لكن من الواضح اليوم أن هؤلاء السياسيين لم يعودوا يعرفون حتى كيفية إدارة نظامهم الخاص، وهم عاجزون عن أداء ما تطلبه منهم البرجوازية.
يخشى الرأسماليون والممولون من عدم إقرار الميزانية في موعدها. لكن ما يجب أن يقلقنا، نحن العمال، هو أن هذه الميزانية لا يمكن أن تكون إلا ميزانيةً لمحاربة عالم العمل. لأن ليكورنو سيكرر بشكل عام ميزانية بايرو. أي ميزانية تتطلب توفيرًا يتراوح بين 30 و40 مليار دولار، وستزيد فيها الميزانية العسكرية بمقدار 7 مليارات أخرى. من أين ستحصل الحكومة على هذه الأموال؟ .حذّر رئيس اتحاد أرباب العمل الفرنسي (MEDF) وكبرى العائلات الرأسمالية من أنهم لن يتحملوا الفاتورة. لن يقبلوا إلا بمساهمة رمزية. وهكذا، وكما هو الحال دائمًا، ستجد الحكومة المال في جيوب العمال والعاطلين عن العمل والمتقاعدين والمرضى.لإسكات هذا الطعم المر، سيُلقي ليكورنو بعض العظام للسياسيين اليساريين، مُوهمًا إياهم بتقديم بعض التنازلات. لكنه سيُعيد بيده اليمنى ما تنازل عنه بيده اليسرى، لأنه ليس مُكلفًا بدفع أموال لأرنو وبولوريه ومولييه وسعاده، بل بخدمتهم ضد الطبقة العاملة. لذا، فإن الحزب الاشتراكي، ومن يُوهمون الناس بوجود أي أمل إيجابي من حكومة ليكورنو، كتعليق إصلاح نظام التقاعد مثلاً، يُخدعون العمال.
لكن الخداع موجود أيضًا من جانب الأحزاب التي تريد حل ماكرون أو حتى رحيله.
يُقسم التجمع الوطني من جهة، وحزب فرنسا الأبية من جهة أخرى، بقدرتهما على إدارة النظام بتطبيق سياسات أفضل للعمال. هذه أكاذيب، لا سيما وأن النظام الرأسمالي في أزمة، ويتجه نحو الحرب، والشركات الكبرى أكثر جشعًا من أي وقت مضى. في مثل هذا السياق، لا يمكن للعمال تحقيق أي تقدم دون مواجهة كبار رجال الأعمال والأثرياء. وهذه ليست سياسة التجمع الوطني أو الحزب الليبرالي الفرنسي. وهذا واضح للجبهة الوطنية لأن بارديلا ولوبان أمضيا وقتهما في إلقاء الزهور على كبار رجال الأعمال وأعطاهم ضمانة خدمتهم حتى قبل وصولهما إلى السلطة.
أما حزب العمال الفرنسي، الذي لم يكن ليحصل على الأغلبية لولا ارتباطه مجددًا بالحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي، فإنه يُركز هجومه على ماكرون متجنبًا التشكيك في أصحاب العمل. بل على العكس، يهدف إلى إقناع الناس بأن سياساته ستكون مفيدة للأعمال، وبالتالي للعمال، وكذلك لأصحاب العمل. كما لو كان من الممكن تحقيق كلا الهدفين!.
خريطة الطريق للحكومة القادمة والتي تليها، سواءً أكانت يسارية أم يمينية أم يمينية متطرفة، مكتوبة بالفعل. إنها ما تطالب به الطبقة الرأسمالية. في السلطة، لن يقدم كلاهما سوى المزيد من اللامساواة والاستغلال والحرب. لذا، فلنكفّ عن انتظار المنقذ النهائي!..نحن العمال، الحل بأيدينا. نعرف كيف ننتج الثروة، ونستطيع أن ندير المجتمع دون طفيليات الرأسماليين وأتباعهم غير المسؤولين.
لذا، نحن بحاجة إلى بناء حزب يقاتل من أجل الإطاحة بالرأسمالية ولكي يتولى العمال السيطرة على الشركات والمجتمع بأنفسهم.
نُشر بتاريخ 13/10/2025
*******
الملاحظات:
المصدر:جريدة نضال العمال التى يصدرها (الاتحادالشيوعى الأممى-التروتسكى)فرنسا.
رابط الافتتاحية الأصلى بالفرنسية:
https://www.lutte-ouvriere.org/portail/editoriaux/face-faillite-classe-capitaliste-larbins-politiques-faut-parti-travailleurs-revolutionnaires-187715.htmlرابط الصفحة الرئيسية للجريدة :
https://www.lutte-ouvriere.org/portail/index.html
رابط موقع الاتحادالشيوعى الاممى-التروتسكى:
https://www.-union--communiste.org/fr
-كفرالدوار23اكتوبر2025.

#عبدالرؤوف_بطيخ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل