أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - نبض الصبر الفلسطيني.. صمود الموظفين والعمال رغم كل شيء














المزيد.....

نبض الصبر الفلسطيني.. صمود الموظفين والعمال رغم كل شيء


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8517 - 2025 / 11 / 5 - 11:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


مقدمة:
بين أزمة الرواتب وانقطاع مصادر الرزق، يقاوم الموظفون والعمال والعاطلون بإصرار يليق بشعب يرفض الانكسار، صانعين بذلك نبض الحياة اليومية في فلسطين.
في ظل أعوام من الأزمات المالية، والانقسام، وقهر الاحتلال وإجرامه، وتداعيات جائحة كورونا التي لا تزال آثارها حاضرة، يقف الموظف والعامل الفلسطيني في مواجهة واقع معقّد. يعملون بأجور ناقصة، أو بلا عمل ثابت، لكنهم لا يغادرون مواقعهم في حياة الوطن.

النص الرئيسي:
في هذا الوطن المحاصر بالضغوط والضائقة، هناك من يواصل العمل ليس لأن الظروف عادلة، بل لأن الحياة يجب أن تستمر. الموظفون والعاملون الفلسطينيون، الذين لم يتقاضوا رواتبهم كاملة منذ أعوام، ما زالوا يفتحون الأبواب صباحًا ويؤدون واجبهم رغم أن الجهد تجاوز حدود الطاقة، والراتب تجاوز حدود الصبر.
هم قلب الحياة اليومية في فلسطين: المعلم الذي يدخل الصف بابتسامة رغم الهموم، الممرض الذي يناوب في المستشفى بلا يقين من راتبه، الموظف الذي يوقع المعاملات وهو مدين لدكان الحي، ورجل الأمن الذي يحرس أمن المواطنين ويفكر في تأمين قوت أسرته. كل واحد منهم يحمل في روحه صبر المزارع؛ يؤدون واجبهم رغم أنهم منهكون من جهد الوظيفة وواجب الأرض معاً. كل واحد منهم يقدم شكلاً من أشكال المقاومة الهادئة، نضالًا لا يُرى في نشرات الأخبار لكنه يحافظ على نبض المجتمع.
أما العمال الذين فقدوا وظائفهم منذ جائحة كورونا، خصوصًا من كانوا يعملون في الداخل الفلسطيني المحتل، فكثير منهم عاد إلى جذره الأصيل. إنهم الموظفون الذين هم في الأساس مزارعون بأرواحهم، يسقون الأرض بجهدهم اليومي. بعضهم يحاول إيجاد مصدر رزق يومي، يفتح مشاريع صغيرة، لكنهم جميعاً يزرعون في أرض قاحلة على أمل أن تُثمر. إنهم يرفضون أن تتوقف الحياة، ولا يتوقفون عن غرس حبة القمح أو سقي شجرة الزيتون؛ فصمودهم هو استمرار لدورة الحياة الوطنية التي تربطهم بأرضهم والقضية.
نداء المسؤولية:
أما من في مواقع المسؤولية، فليست المسألة مجرد تذكير بسيط: خلف تلك الأرقام الباردة في التقارير، وجوه حقيقية وبيوت تتآكل تنتظر راتبًا ناقصًا لتسد حاجاتها. العدالة ليست فقط في القرارات الكبرى، بل في الإحساس اليومي بمن يتعبون بصمت. تكريمهم، والتقدير العميق لهم، والاعتراف بجميلهم هو الأساس للحفاظ على خيوط الثقة بين الناس ومؤسساتهم.
ما يفعله الموظفون والعاملون والعاطلون الصابرون اليوم ليس مجرد تأقلم، بل شكل من أشكال البقاء الوطني. إذا كان الوطن يعيش رغم كل الأزمات، فلأنه يسكن في قلوب هؤلاء البسطاء الذين قرروا ألا يتوقفوا.

خاتمة:
هؤلاء الموظفون والعمال والعاطلون الصابرون ليسوا مجرد قوى بشرية عاملة، بل هم الدرع الحقيقي للوطن، ورمز النضال والصمود والمقاومة اليومية. في صبرهم وإصرارهم يختصر الفلسطيني معنى البقاء، ويثبت أن الروح الوطنية لا تُقهر، وأن الأمل يُصنع بأيدي من يرفضون الاستسلام مهما ثقلت عليهم الظروف. إنهم الفخر الحقيقي الذي يستحق الاحتفاء، وقصتهم تذكير دائم بأن قوة الوطن الحقيقية لا تقاس بالمباني أو القرارات، بل بالنبض اليومي لأولئك الذين يواصلون الحياة كشجرة الزيتون؛ متجذرين يزرعون الأمل في قلب كل بيت رغم ثقل الألم والصعاب.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الترف بعد الفقر.. هندسة الوعي وتغيّر الغايات
- الدفة وتعدد القباطنة... والعواصف المستمرة
- الشك الهيكلي الجماعي... وباء الاستبداد والاضطهاد
- الأمة التي تصرّ على اختراع العجلة السياسية والتنموية
- الاحتواء السياسي ومشتقاته...انتداب ووصاية جديدة
- الطريق الأقصر إلى الحضارة والتقدُّم... حين يصبح العقل هو الث ...
- وراثة الأحزاب… موت الفكرة وخلود الكرسي
- فلسطين... طائر الفينيق والبراق
- الثراء السريع… حين يصبح المال علامة استفهام
- النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة
- المؤسسات... المرآة الحقيقية للدولة
- الاستعمار بالمدافع... والاستحمار بالعقول
- فلسفة الحكم الرشيد... ترسخ العقد الوطني
- بين الفلسفة والصفات والإدراك... مسارات تكوين الشخصية والفكر
- قراءة في رحلة البحث عن الحقيقة
- الإعلام الرقمي… من منبرٍ للمعرفة إلى ساحةٍ للفوضى
- التعسف الوظيفي: كيف يحوّل المؤسسات من إنتاجية إلى ضغط؟
- حين يصبح الفاسد قديسًا... جمهورية النزاهة الوهمية
- فلسفة التنكّر والجحود… هندسة اليأس وتدمير الأمم
- الزمن الرقمي… يفضح النفاق


المزيد.....




- -نيويورك سلّمت مفاتيحها لمؤيد لحماس-.. فوز زهران ممداني يشعل ...
- أوكرانيا تضرب مصفاة نفط في عمق روسيا.. شاهد لحظات الهجوم
- بعد تهديده بخفض التمويل.. ترامب يلمح إلى انفتاحه على مساعدة ...
- مصر..-المال السياسي- يثير جدلا مع اقتراب التصويت في انتخابات ...
- ما هو مؤتمر -كوب30-؟ وما أهميته على صعيد التغير المناخي؟
- -إما دفع الفدية أو الموت-: بي بي سي توثق شهادات -صادمة- من أ ...
- رحلة العودة تنتهي بمأساة: مصرع 30 شخصاً في حادث سير مروّع جن ...
- المكسيك: القبض على رجل تحرش بالرئيسة كلاوديا شينباوم أثناء ل ...
- بعد تعرضها للتحرش في الشارع - رئيسة المكسيك تقرر مقاضاة المع ...
- السورية راما دوجي.. -القوة الناعمة- خلف فوز زهران ممداني برئ ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - نبض الصبر الفلسطيني.. صمود الموظفين والعمال رغم كل شيء