أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - إعادة اكتشاف الصهيونية














المزيد.....

إعادة اكتشاف الصهيونية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 13:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن الحديث عن مواجهة حضارية تمثل أمريكا طرفها المتحضر الذي يريد أن يثور مستوى وعينا كشرقيين خاصة ( متخلفين بالطبع ) و لا سيما مستوى إدراكنا للإنسان , هذا هو على الأقل ما يدعيه فوكوياما و الليبراليين و المحافظين الجدد..طبعا ترافق هذا الطرح مع عملية "إعادة بناء" لفهمنا لواقعنا تمت بشكل أساسي تحت ظروف تغول السلطة على المجتمع و تشديد قهرها للمجتمع و قمع أي حراك مستقل و في ظروف إعلان الغرب الرأسمالي انتصاره في الحرب الباردة و إعلان تفوق نموذجه الاقتصادي السياسي..كان هذا التردي في وضعنا كشعوب هو الأرضية لهذه المراجعة لفهمنا للواقع باتجاه تشخيص مصادر تلك القهر و احتمالات الخروج من أسره..كانت أمريكا هي المحور الأول لهذا الجدل نحو تغيير رؤيتنا للواقع بين صديق أو نموذج متفوق سيأتينا بالديمقراطية أو عدو يريد الهيمنة على منطقتنا..الكثيرون لم ينفوا هذه الازدواجية لكنهم قالوا بأن محصلة هذه الازدواجية هي إيجابية نحو فرض حالة أرقى سياسيا و ثقافيا نحو إعادة اكتشاف الإنسان العربي و نقله إلى ساحة الفعل و المشاركة عدا عن تكريس حقوقه في مواجهة عسف السلطة..من الطبيعي أن تحضر إسرائيل إلى جانب حليفها أمريكا بين اعتبارها عدوا تاريخيا لا يمكن المساومة معه أو النظرة البراجماتية لإمكانية التعايش معها خاصة مع موقف النظام العربي الرسمي الذي اعتبر "السلام" معها "موقفا إستراتيجيا" و أيضا تحديد طبيعة الصراع الدائر من صراع بين أصوليات أو قوميات متناقضة لدرجة إنهاء أحدها للآخر أو صراع مع شرطي الغرب الاستعماري أو صراع مع حالة سياسية عسكرية متفوقة تتطلب الاعتراف بها و لو مؤقتا بل و ضرورة الاعتراف بقوتها و تفوقها مقابل ضعفنا البنيوي المستفحل..في الحقيقة تعيد الأحداث لتأكد أن إسرائيل تمثل تماما نقيض كل ما يجري نسبته للمشروع الأمريكي سواء عالميا أو إٌقليميا..تقوم إسرائيل على خطاب إيديولوجي ماضوي مغرق في رجعيته سواء في منطق علاقته بالآخر الإلغائية و مصدر شرعيته التي تستمد من نصوص توراتية تعود لألفي عام..خلافا لما يقال عن أن الشكل الديمقراطي للنظام السياسي يتناقض مع سيطرة الأصولية على وعي المجتمع و ضرورة علمنة الوعي العام كشرط لتحقق التحول الديمقراطي نجد في إسرائيل تعايشا غريبا بين أصولية يهودية مغرقة في عدائها للآخر حتى درجة إلغائه الشامل و بين الشكل "الديمقراطي" للنظام الذي يضمن صراعا تنافسيا بين نخب سياسية و فكرية تتفاوت في درجة عدائها للآخر و تتفاوت حدود هذا التباين في الموقف من الآخر بين تبنيها لمشاريع الترانسفير أو القبول بصيغة مشوهة هزيلة لحكم ذاتي على مناطق معزولة مفككة..هذا نراه أيضا في لبنان حيث تتعايش أيضا حالة من الطائفية السياسية و الفكرية التي تقسم المجتمع عميقا وفق خطابات طائفية ماضوية المضمون على جانب صيغة "ديمقراطية" للسلطة تقوم أساسا على محاصصة محددة سلفا , و قد رفعت إلى مصاف الدستور بل العقد الاجتماعي الذي يقوم عليه البلد , بين القيادات الطائفية..إن قدرة إسرائيل على تحقيق درجة عالية من التقدم التقني و مستوى معيشي عالي لشعبها تقارن بالغرب المتقدم تؤكد أن الأصولية بفكرها الماضوي لا تشكل عائقا حقيقيا أمام تحقيق مستوى عالي من الحضارة المادية رغم خصوصية الحالة الإسرائيلية بسبب زخم الدعم الخارجي الغربي أساسا و دعم المنظمات الصهيونية العالمية..إن إسرائيل كدولة تمثل هذا المشروع الأصولي اليهودي هي أكثر همجية و رجعية من أي مشروع أصولي يدعي خطاب المحافظين أو الليبراليين الجدد مواجهته و هي في تماهيها مع الفاشية في نظرتها للآخر و ممارساتها ضد الآخر تثبت زيف و نفاق دعوات المحافظين الجدد لتغيير الشرق..إن حقيقة اعتبار دولة إسرائيل "الدولة الديمقراطية الوحيدة" في المنطقة المحاصرة من شعوب متخلفة يعكس الرؤية الحقيقية للمركزية الغربية التي تدعي دورا عالميا تبشيريا يبرر قيامها باستعمار العالم لنشر "قيمها" الحضارية التي تمزج بين عنصرية صريحة ضد الآخر و بين التأكيد على أن الحضارة تتماهى معها مع وجودها و قيمها و أن الآخر ما هو إلا عدو أو رافض أو خارج على "الحضارة"..إن صعود "الهمجية" الجديدة باسم الليبرالية إنما يمثله هذا الانتقال الرمزي من إعلان نيتشه عن ميلاد عصر الإنسان الذي أراد أن يطيح بكل الأصنام في سبيل إطلاقه حتى موت الإنسان عند فوكو و هو محاصر من مؤسسات سلطوية تنتهك أعماق جسده و عقله و تقونن نشاطه في إطار حالة من الاستلاب - السجن , الجنون..
ترافقت الفوضى الخلاقة و الشرق الأوسط الجديد الذي دعت إليه السيدة رايس بالمزيد من تهميش إنسانيتنا و من انتهاكها , بتزايد مريع في استلاب الإنسان حتى في أبسط حقوقه بداهة حقه في الحياة..إن المشروع الأمريكي المتماهي بشكل لا يقبل الانفصام مع المشروع الاستيطاني الإسرائيلي يمثل متمما لقهر الأنظمة إن لم يكن الأصل..إن بدء تاريخ الإنسان يحتاج لتفكيك كل المؤسسات التي قامت على تدجينه و قهره و ليس استبدالها بأخرى أو محاولة تعديلها



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة و المجتمع
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية


المزيد.....




- -الصواريخ بتعدي فوق روسنا زي الحمام الزاجل-.. محمد رمضان يعت ...
- الحرس الثوري يكشف تفاصيل ضربة مستشفى سوروكا في إسرائيل.. وصو ...
- إعلام عبري: الصواريخ الإيرانية أصابت أهدافا مباشرة في مدن تل ...
- سياسة برلين الشرق أوسطية على نار الصراع بين إيران وإسرائيل
- تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي واتهامات إيرانية للوكالة ا ...
- نجم عابر قد يهدد استقرار نظامنا الشمسي
- بوتين وشي جين بينغ: لا حل عسكريا لقضايا الشرق الأوسط
- زاخاروفا: -بريكس- نواة النظام العالمي الجديد
- الكونغرس الأمريكي.. مشروع قرار يلغي -قانون قيصر- المفروض على ...
- توجيهات أمريكية بفحص الحضور الإلكتروني لطالبي التأشيرات التع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - إعادة اكتشاف الصهيونية