أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - السياسة و المجتمع















المزيد.....

السياسة و المجتمع


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك سؤال بديهي يطرح نفسه بقوة اليوم..إنه التساؤل عن غاية السياسة و هدفها..و ما هي النقطة المحورية في السياسة..إن نظرة على الصراع السياسي الراهن في منطقتنا يظهر بوضوح مركزية مؤسسة الدولة سواء في الخطابات السياسية السائدة أو في حالة الصراع و الجدل السياسي..فالصراع الحالي هو صراع للفوز بالسلطة صراع حول مكان داخلها أو كسب النفوذ الأساسي داخلها..و السياسة كفعل نخبة محترفة للسياسة تعبر عن مصالح و رغبات هذه النخبة التي تستمد وضعيتها الراهنة في "قيادة و توجيه" الحياة السياسية من ظروف تاريخية و اجتماعية تفرضها كسلطة فعلية أو قائمة بالتمثيل السياسي لتشكيلات اجتماعية سياسية في وضعية تمنحها قوة و تأثيرا هائلين في استقلالية نسبية عن المجتمع و عن أي تأثير تحتي جماهيري مؤثر على مواقفها أو سياساتها..يمكن مثلا أن نشاهد أن الصراع السياسي في لبنان يدور حول المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الحريري أي أنه باختصار يتمحور حول الثأر لمقتل الحريري ! نعم الثأر لمقتل الحريري و محاولة القتلة النجاة يستهلك البلد و يبرر انتهاك المحرمات الوطنية في سبيل لحظة الثأر من القاتل..يمكن اليوم في ظل حالتنا الراهنة كمجتمعات ( و هذه الشخصنة للسياسة كانت بالتأكيد أساس الأحداث "الهامة" في تاريخنا ) أن يتمحور الصراع حول غاية ضيقة بهذا المستوى..و من يظن أن هذا الهدف و الغاية يمكن أن يعبر عن حالة سياسية طائفية يتسيدها الزعماء كحالة لبنان أو حكومات تتساوى فيها سياسة البلد برغبة الحاكم كسوريا أو السعودية نذكره أن هذا ينطبق على بلد يفترض أنها أطلقت الديمقراطية في العصر الحالي كحالة تخضع مؤسسة السلطة و سياساتها للمجتمع و منطق مصالحه كفرنسا..لم يبدأ حصار النظام السوري حتى قتل الحريري و أشارت أصابع الاتهام إلى مسئوليته عن الاغتيال..حالة الغضب من خسارة صديق حميم كالحريري مثلت بداية القطيعة بين شيراك و النظام و بين النظام العربي الرسمي و النظام..اليوم لم يعد محور السياسة الدولية هو محاولة تفادي خطر موت جماعي للبشرية بواسطة حرب نووية بين فريقين متعارضين إيديولوجيا كما كان الحال أيام الحرب الباردة هذا الواقع الذي ننساه اليوم و نحن نتمتع بمزايا سياسة القطب الواحد عالميا , طبعا سيكون من السهل علينا تفادي استنتاجات مريعة إذا ما وقفنا إلى جانب المتغلب توافقا مع الموقف الذي اتخذته المؤسسة الدينية الإسلامية في القرون الوسطى مقرة بشرعية إمامة المتغلب أمام سلطة تستمد شرعيتها من قوة الأمر الواقع من قمع الخصوم و المجتمع و لكن ما أن نتمكن من استعادة عقولنا من أسر تفسيرات المنتصر حتى نرى حقيقة أو وجها لها في ذلك الصراع الذي امتد أربعة عقود استبيح فيه كل شيء في سبيل النصر على العدو الإيديولوجي يقابل حالة الطبقة السياسية العربية التي تأخذنا إلى حروبها الخاصة بل و حروبها الثأرية تحت شعارات إلغاء الآخر و تخوينه..حالة أخرى تظهر لنا مركزية السلطة كمرجعية سياسية و قانونية تحتكر الحق و تحديد مفاهيم أساسية كالوطنية و العمالة هي عملية إعدام صدام حسين..طبعا كما كان صدام و زمرته الطرف الذي يحدد مضمون العمالة و الوطنية من يحدد حدوث الجرم و درجته و عقابه فمع استبداله بسلطة تشكلت من القوى المعارضة له التي اكتوت بنيران قمعه الوحشي استمر الطرف المتحكم بالسلطة ( المعارضة السابقة هنا ) بأن يكون المرجعية فيما يتعلق بتحديد معنى الوطن و ماهية الوطنية و العمالة..إن شرعية التدخل الخارجي أو لا شرعيته ( بين إيراني و أمريكي و سوري و فرنسي , بين تدخل سلبي أو إيجابي وفق بعض الخطابات الرائجة كالتدخل السوري في لبنان و الإيراني في العراق أو على العكس التدخل أو حتى الاحتلال الأمريكي في أي مكان من شرقنا المستباح ) و الوطنية و العمالة و التخوين هي قضايا مختلف عليها بشدة في الجدل السياسي الدائر , يمكن هنا أن نرصد تلك الثقة الكبيرة لجمهور أي من الأطراف السياسية بالمواقف السياسية لقياداتها و إيمانها الذي لا يتزعزع بصحة موقفها من هذه القضايا الخلافية..هذه الثقة بصوابية الموقف السياسي للزعامات السياسية بل و التحشيد الجماهيري خلف أطروحاتها وصولا إلى اتهام الآخر بالعمالة و تخوينه يعكس الفشل في صياغة حالة عامة وطنية تتجاوز التقسيمات الطائفية و المذهبية و العشائرية حالة من الفهم أو التحديد المشترك المجتمعي الذي يعكس مصالح المجتمع كبنية قائمة متماسكة ذات مصالح و مضمون و هوية يتجاوز تشكيلاته الاجتماعية العقيدية الأساسية-الطائفية و القبلية..هنا تصبح السلطة سلطة الأمر الواقع هي مرجعية الحق و الباطل هي من يحدد أية جرائم تستحق العقاب و تحدد درجة العقاب..هنا نعيد كمجتمعات إنتاج حالة تاريخية تقر بإمامة المتغلب و تضعه في أساس وحدة الجماعة كمرجعية دينية فوق إنسانية غير قابلة للنقد..هنا أيضا نقف أمام حالة كان فيها تعاون المعارضات العربية مع خصوم أنظمتها عادة وفق منطق عدو عدوي صديقي بما في ذلك أميركا و إسرائيل ممارسة روتينية , و شرعية في حال تكللت بالنجاح..طبعا على الطرف المقابل فقد كانت الأنظمة مستعدة للمساومة على أي شيء في سبيل السلطة حتى على أقدس المقدسات الوطنية حتى مع الشيطان سواء مباشرة كما فعلت الأنظمة التي "تصالحت" مع المشروع الأمريكي-الإسرائيلي أو بشكل غير مباشر عندما تعاملت أنظمة أخرى "إيجابيا" مع المصالح الأمريكية و تهادنت مع الحالة الإسرائيلية معتبرة هذه المهادنة "سياسة إيجابية" أي سياسة تؤجل الحسم و لو أنها لا تؤسس للمقاومة حتى قرر المشروع الأمريكي الإسرائيلي عدم كفاية هذا الموقف المتفرج إزاء معاناة شعوب المنطقة و ضرورة أن تحسم هذه الأنظمة موقفها إلى جانب المشروع الأمريكي الإسرائيلي بشكل نهائي طارحا تغيير هذه الأنظمة..
في ظل هذا الدور المركزي لمؤسسة الدولة يتركز الفعل السياسي على التمهيد للوصول إلى السلطة أو التمسك بها بكل قوة متاحة و التعامل مع كل معطيات الواقع الإقليمي و الدولي و الداخلي انطلاقا من هذا الاعتبار و في سبيل هذه الغاية..هنا نجد أن الجماهير الملتفة حول الزعامات التقليدية ستقبل بالحجج التي تسوقها تلك الزعامات مبررة سواء التعامل مع الأجنبي أو التنازل في القضايا الوطنية أو اتهامات التخوين ضد الآخر الطائفي أو المذهبي استنادا إلى تعامله مع الأجنبي الآخر , هذا هو دور الجماهير في الصراع الحالي الدور الذي يعيد , أيضا , إنتاج وضعيتها الهامشية بالنسبة للفعل و الممارسة السياسية في مجتمعاتنا..نرى كيف تمارس معارضات الأمس ذات القهر الذي مارسه بالأمس النظام الذي عارضته و عانت من قمعه ( إن لم يكن أكثر شراسة حتى ) و يصبح التغيير هنا عبارة عن تغيير النخبة الحاكمة بأخرى..لا يجري التغيير حتى باتجاه تقنين قهر الدولة و طبيعتها كمؤسسة قمعية بل باتجاه انفلات أجهزتها و السعي لتكريسها بالحديد و النار للإسراع ببناء مؤسساتها القمعية التي تدين بالولاء للسلطة الجديدة لبناء شرعيتها الخاصة مقابل تشكيك الخصم السياسي ( الذي هو في الحقيقة عبارة عن زعامات تقليدية مقابلة ) بهذه الشرعية..قد يبدو التشكيك في شرعية مؤسسة الدولة الراهنة حالة من الكفر أو من الهرطقة بالمعنى السياسي الدارج لكن يبدو أن إدخال الإنسان , الإنسان العادي الذي يتجاوز حدود المقدس التي يستهلك إنسانيته أمام "قدسية" انتمائه الطائفي أو العقيدي , إلى التاريخ يحتاج إلى قطع حبله السري مع وضعية المقدس الرائجة مع التركيبة الطائفية العقيدية القبلية السياسية و الفكرية و الدينية السائدة و ليس مع المقدس بالضرورة , يحتاج إلى بناء وعيه بذاته كإنسان ( فأنا أشك أنه أمامنا الكثير من الخيارات فإما أن نبقى في حالة استسلام لأنظمة القهر تاركين الصدفة و إرادة الأقوى لترسم مصائرنا أو أن نسلم عقولنا لدوغمائيات الطائفة السياسية أو الدينية و نقر بالولاء المطلق لزعمائها و نتأهب لمرحلة جديدة من مطاردة الساحرات و إحراق كتب الهراطقة وصولا إلى تأسيس حالة شعبوية كالهتلرية يصبح الخلاص منها مرهونا بالصدفة أو أن نبدأ بممارسة إنسانيتنا فننتفض على حالة القهر مهما كان مبررها أو درجة "قدسيتها" ) إلى تفكيك مؤسسات الدولة القمعية باتجاه تعزيز حالة اجتماعية أكثر حرية أكثر إنسانية نحو تغيير أنظمة القهر القائمة بحالة تعترف بالإنسان كمركز للسياسة و غاية لها



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخارج مرة أخرى
- الحداثة..التبعية..و المقاومة
- ابتسم..أنت سوري!!..
- الطائفية و إشكالية التغيير الاجتماعي
- نخبوية المثقف : الفكر لأجل الإنسان أم الإنسان تحت رحمة الفكر ...
- قتل الآخر في عاشوراء مرة أخرى
- نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - السياسة و المجتمع