أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد لثقافة التمثيل بالجثث














المزيد.....

بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد لثقافة التمثيل بالجثث


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8514 - 2025 / 11 / 2 - 11:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مأساة إنسانية تلك التي تحدث عنها مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس، الدكتور أحمد الفرا، حول جثامين الشهداء التي يسلمها العدو الصهيوني إلى قطاع غزة، حيث كشف عن حقائق تفضح حجم الانتهاكات التي ارتكبها هذا العدو بحق الجثامين .

يقول الفرا إن الاحتلال يعرف هوية أصحاب الجثامين التي يعيدها إلى غزة، لكنه يمتنع عن الإفصاح الأسماء.
ويضيف بأن من بين كل سبعة جثامين، يمكن التعرف على جثمان واحد فقط، نتيجة التحلل أو تشويه الملامح، بعضها بلا ملامح على الإطلاق، وبعضها تغير لونه وتكوينه بفعل ظروف الاحتجاز أو الزمن. كما وتحدث الطبيب عن وجود علامات كثيرة عليها تدل على التعذيب الشديد الذي يسبق الموت، مثل علامات تعذيب ضرب بقضبان حديدية ساخنة تسببت بحروق شديدة قبل الوفاة.

لكن أكثر ما يثير الفزع في شهادة الفرا أن بعض الجثامين كانت فارغة من الداخل ومحشوة بالقطن ما يؤكد سرقة الاحتلال لأعضاء الشهداء.

ما جاء من شهادة على لسان الدكتور أحمد الفرا هي تفاصيل خطيرة تتطلب تحقيقا دوليا عاجلا لأن العبث بجثمان الميت وسرقة أعضائه، من أبشع الجرائم التي يعرفها ما يسمى ب "القانون الدولي الإنساني"، ويضرب في الصميم حق الإنسان في الكرامة حتى بعد وفاته، غير أنه قانون عنصري بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو يتجاهل حق الفلسطيني في حياته فكيف بعد مماته.

في مجمع ناصر وحده، جرى استقبال عشرات الجثامين التي سلمت دون أي بيانات تعريفية، ما يعيد إلى الأذهان صور المقابر الجماعية التي اكتشفت في محيط المستشفيات جنوب القطاع عقب انسحاب جيش العدو، حيث تم العثور على جثامين شهداء مدفونة بطريقة عشوائية، بعضها مربوط الأيدي، وبعضها الآخر يحمل علامات تعذيب أو تنفيذ إعدام ميداني.

ما حدث ولا زال ليس بالأمر الجديد فمن يقرأ في النصوص "التوراتية" المحرفة، وخاصة في ما تسمى ب "أسفار يشوع" و "صموئيل" و "الملوك"، فإنه سيجد فيها روايات تصف ما فعله بنو إسرائيل بأعدائهم بعد الحروب، وفيها مشاهد قاسية من القتل والتمثيل بالجثث.
فمثلا في المدعو "سفر يشوع الإصحاح العاشر الآية ٢٦ جاء"
"وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشبات، وبقوا معلقين على الخشبات إلى المساء." وبعد ذلك "أنزلهم عند غروب الشمس وطرحهم في الكهف الذي اختبأوا فيه، ووضع حجارة كبيرة على فم الكهف."
وفي سفر المسمى ب "يشوع الإصحاح الثامن الآية ٢٩" ورد عن ملك عاي أنه "علقه على خشبة إلى وقت المساء، وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوا جثته عن الخشبة وطرحوها عند مدخل باب المدينة، وأقاموا عليها كومة عظيمة من الحجارة".
وفي موضع آخر مما يسمى بسفر "صموئيل الثاني الإصحاح الرابع" ورد عن داود أنه "أمر الغلمان فقتلوهم، وقطعوا أيديهم وأرجلهم وعلقوهم على البركة في حبرون".

هذه المقاطع تظهر أن التوراة المحرفة تصف ممارسات قاسية تضمنت التمثيل بالجثث، كالصلب والتعليق والقطع، وكانت تصور على أنها تنفيذ لأوامر إلهية، وهي تطبق إلى اليوم من قبل العدو الفاشي بل واستحدثت أساليب جديدة خسيسة وشيطانية للتمثيل بجثامين الشهداء.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستوطنون يواصلون السيطرة على ينابيع الأغوار/نبع الحمة نموذجا
- -سدي تيمان-..-أبو غريب- فلسطين
- غزة تحت القصف مجددا..مجزرة ٢٨/أكتوبر/٢ ...
- هل هو واقع جغرافي جديد أم مقبرة قادمة؟
- مسرى النبوة تحت التهويد..هل تستجيب الأمة لنداء القدس؟
- من -السيوف الحديدية- إلى -الانبعاث-..-بويا- للتلميع
- -أوتشا- وتصاعد هجمات المستوطنين أثناء موسم الزيتون في الضفة ...
- -ميري ريغف- وفوبيا جثمان الشهيد يحيى السنوار
- -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/&# ...
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير


المزيد.....




- دعوات لوقف -كابوس العنف- في السودان.. وحكومة البرهان تدرس م ...
- مصدر: السلطات الموالية للجيش السوداني تدرس مقترح هدنة أمريكي ...
- -مستقبل علم المصريات-: كتاب يرصد سطوة الاستعمار على علم المص ...
- الولايات المتحدة: وفاة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني ...
- -مهندس غزو العراق-.. وفاة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تش ...
- مالي.. حصار الوقود المفروض من قبل الجهاديين يصيب باماكو بالش ...
- نتنياهو يمثل مجددا لدى المحكمة بتهم الفساد
- غوتيريش يدعو لرصد 1.3 تريليون دولار سنويا لتمويل العمل المنا ...
- بالخريطة التفاعلية.. السودان يواجه مستويات عالية من انعدام ا ...
- 5 أسئلة لفهم تهديدات ترامب لنيجيريا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - بين نصوص العنف -التوراتية المحرفة- وجرائم الاحتلال..امتداد لثقافة التمثيل بالجثث