أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - تقييم سفاح دعش للدول














المزيد.....

تقييم سفاح دعش للدول


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 22:11
المحور: كتابات ساخرة
    


يحاول ولي العهد السعودي المتهور تسويق أبو محمد الجولاني كرئيس فعلي لبقايا الدولة السورية، لطرد بقايا النظام الإيراني الشيعي منها، وكانت أعظم خطوة في عملية التسويق مقابلة سفاح داعش لترمب مرتين، بتمهيد واضح من محمد بن سلمان.
الشيزوفرانيا نفسها
مقابلة الرئيس الاميركي لأبو محمد الجولاني، تعني ضمناً موافقة واشنطن على توليه الرئاسة، وتشير بوضوح إلى شيزوفرانيا ولي العهد السعودي الذي يدفع بلاده نحو شيء من العَلمانية، ويقبل بوجه متشدد أن يكون خليفة سورية المقبل! ألم يكن هناك سوري آخر أفضل؟!
في آخر مقابلة إعلامية تسويقية مع أبو محمد الجولاني، أشار سفاح داعش إلى دولتين عربيتين ووصفهما بالدول الفاشلة. بغض النظر عن تقييم سفاح داعش للدول، فالمثير في التقييم أن أبو محمد نفسه يعيش في دولة فاشلة وإلّا لما هرب رئيسها، ليصل هو إلى قصرها الرئاسي خلال ساعات قليلة. وحسب ما سمعته وما يفكر به سيستمر في جعل سورية دولة فاشلة، وسيساهم أعظم مساهمة في تفتيتها.
فاشلة ومتآمرة
دولة فاشلة، فقد كان هناك نكتة متداولة عن سورية كدولة فاشلة، هي أن من يستيقظ أبكر من القادة العسكريين الآخرين، ويذهب إلى الإذاعة ويعلن "البيان الرقم واحد" يستطيع الإستيلاء على الحكم.
وهي دولة متآمرة أيضاً، فكل الخبراء العسكريين المصريين نصحوا عبد الناصر بعدم التصعيد مع إسرائيل سنة 1967، لأنهم تأكدوا بعد زياراتهم وطلعات جوية عديدة فوق سورية بعدم وجود أي حشود إسرائيلية، ما يعني أن الحكم السوري آنذاك أوقع مصر في فخ، وقد أكد عسكريون وسياسيون سوريون على "يوتيوب" بأن الجولان والقنيطرة قد أُعلن عن سقوطهما قبل أن تسقطا فعلا!
من يقرأ الأمر الرئاسي الصادر قبل حرب أكتوبر من أنور السادت إلى الفريق أول أحمد إسماعيل علي، سيلاحظ أن السادات كتب الأمر بخط يده، وفي آخر سطوره يطلب الرئيس تنفيذ أمر القتال من قواته "منفردة أو بالتعاون مع القوات المسلحة السورية"!*
ورغم حنكة السادات وتوجسه من نوايا شريكه في الحرب، فقد وقع في فخ الثغرة، بعدما طلب منه الأسد تحريك القوات المصرية للأمام ليخفف الضغط على الجبهة السورية. حرك أنور السادات قواته بأوامر شخصية مباشرة منه، وليس من قائد العمليات سعد الدين الشاذلي، وكانت النتيجة الثغرة التي صنعتها إسرائيل، والعداوة التي استمرت بين السادات والشاذلي حتى وفاتهما!
وبعد "اتفاقية فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل" سنة 1974، لم تطلق سورية رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل، رغم تخوينها للسادات بعد الاتفاقية نفسها مع مصر، ثم بعد اتفاقيتي كامب ديفيد.
كان تصدي الدولة السورية المريبة لخيانة السادات، حسب ما زعموا، هي استرخاء عسكري سوري تام على جبهة الجولان لمدة خمسين سنة حتى اليوم، ودخول لبنان واحتلاله، للسيطرة على السياسي الفاشل ياسر عرفات ومرتزقة الفصائل الفلسطينية، والضغط على اللبنانيين بالترهيب والاغتيالات والاحتلال بالوحدة مع سورية.
عينا ميلانيا
وصف بعض المحللين السياسيين أبو محمد الجولاني بالذكاء، وأنا أراه شخصاً إنتهازيا يستعمل الآخرين لمصلحته، ويرى كل إنسان أو شيء من حوله سلعة أو موارد. لا أخلاق ولا مبادىء ولا إنسانية ولا حتى وطنية، كأي مستفيد من الإسلام سياسياً.
قيل له أن تنظيم داعش على وشك أن ينتهي كدولة، فتركه رغم عقيدته القتالية وايمانه بالخلافة، وقبِل السيناريو التركي الذي أوصله إلى قصر الرئيس السوري، عقب غرق قيصر في مستنقع أوكرانيا.
لا شك أن قبول ترمب مصافحة أبو محمد الجولان رغم معرفته بتاريخه الإجرامي كسفاح في تنظيم إرهابي كما تصنفه واشنطن، يدخل في صفقة سياسية كبيرة، والصفقات السياسية لا تعرف المبادىء بل المصالح، وقد تستعمل شخصاً مثل الجولاني لتحقيق هدف ما، لكن نظرة ميلانيا ترمب المتوجسة المشمئزة إلى أبو محمد الجولاني وهو بجوار زوجها، عبرّت عن مشاعرها الإنسانية برؤية سفاح عن قرب، وقالت بوضوح فشل مستقبل سورية القريب، من خلال عينين جميلتين لا تعرفان نفاق البروتوكولات ولا الصفقات السياسية.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قادة -حماس- يجب إعدامهم ميدانياً
- هل يقبل الفصاميون حل الدولتين؟!
- شنق الكلاب موروث ثقافي
- الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (2)
- الإرتقاء بالاستنارة والتقدم بالتبعية (1)
- حرام لراغب وحلال للداعية
- الضمير الإنساني والضمير الديني (2)
- الضمير الديني والضمير الإنساني
- إذا كان الله معهم فمن هزمهم؟
- الله وكارداشيان وخالة الحاكم
- الملكية الإنسانية لا تخضع للسيادة
- وضع الأقباط في الجمهورية الجديدة
- اعتقلوهن بجرم الغناء (2)
- اعتقلوهن بجرم الغناء
- تقنيات تحارب غيبيات (2)
- تقنيات تحارب غيبيات
- مقاولو هدم الحضارات
- انتهازية الدين السياسي
- تَجَاهَل العلم ليقوى إيمانك
- التخدير الديني سلاح النظم القمعية


المزيد.....




- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- إطلاق ملتقى تورنتو الدولي لفن اليوميات وفلسطين ضيفة الشرف
- افتتاح المتحف المصري الكبير بعد عقدين من الزمن في أرضٍ لا يُ ...
- ماذا حدث عندما ظهر هذا النجم الهوليوودي فجأة بحفل زفاف مستوح ...
- (غموض الأبواب والإشارات السوداء)
- تــــابع كل المسلسلات والأفلام الهندي والعربي.. تردد قناة زي ...
- المتحف المصري الكبير.. هل يعيد كتابة علاقة المصريين بتاريخهم ...
- سميرة توفيق في أبوظبي: الفن الأصيل ورمز الوفاء للمبدعين العر ...
- -الخارجية- ترحب بانضمام الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبد ...
- جمعية الصحفيين والكتاب العرب في إسبانيا تمنح ‏جائزتها السنوي ...


المزيد.....

- رسائل سياسية على قياس قبقاب ستي خدوج / د. خالد زغريت
- صديقي الذي صار عنزة / د. خالد زغريت
- حرف العين الذي فقأ عيني / د. خالد زغريت
- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - تقييم سفاح دعش للدول