أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - زعماء السلطة المستبدون وحواشيهم التابعين والخانعين (الطاهر بن الحسين انموذجاً)














المزيد.....

زعماء السلطة المستبدون وحواشيهم التابعين والخانعين (الطاهر بن الحسين انموذجاً)


سالم روضان الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 13:29
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


زعماء السلطة المستبدون وحواشيهم التابعين والخانعين
(الطاهر بن الحسين انموذجاً)
ان التاريخ لا يقف عند ذكر الوقائع وتوثيقها بل فيه عبرة، فيكشف لنا القوانين الثابتة التي تحكم صعود الأمم وسقوطها، وعاقبة الظلم والفساد، وانتصار الحق ولو بعد حين. ويساعد على تجنب تكرار الأخطاء التي وقعت فيها الأمم والشخصيات السابقة، كما يوفر الجهد والوقت على الأجيال اللاحقة، ويقول احد المفكرين "من لا يتذكر الماضي محكوم عليه أن يعيشه مرة أخرى،"
وصباح هذا اليوم وانا اطالع كتابا جمع بعض من نوادر الاثار وطرائف الحكم، توقفت عند بيت من الشعر فيه صورة عالية المخيال ويقول فيه الشاعر
(ولقد هممت بقتلها من حبها ... كيما تكون خصيمتي في المحشر
حتى يطول على الصراط وقوفنا .... فتلذ منها مقلتاي بلذيذ المنظرِ)
وعند البحث عن قائله فوجدت انه ينسب الى شاعر صعلوك يدعى محمد بن علي الصيني وهو من خواص الطاهر بن الحسين الذي عينه الخليفة العباسي المأمون بمنصب صاحب الشرطة، وهذا الطاهر بن الحسين عين في منصبه تكريما لمواقفه في نصرة المأمون على أخيه الأمين حيث قاد القوات لقتاله حتى ظفر بالأمين وقطع رأسه وله شعرا في هذه الواقعة بقوله
ملكت الناس قسرا واقتدارا .... وقتلت الجبابرة الكبارا
ووجهت الخلافة نحو مرو .... إلى المأمون تبتدر ابتدارا
فاكرمه المأمون ومنحه الضياع والاقطاعيات ثم عينه بأهم منصب امني (صاحب الشرطة)، ثم سعى هذا الطاهر بن الحسين الى تأسيس دويلته المسماة (الدولة الطاهرية)، لكن في يوم من الايانم حضر (الطاهر بن الحسين) الى مجلس الخليفة فلما رأه المأمون بكى وانهمر الدمع من عينيه، فقال له الطاهر ما الذي يبكي امير المؤمنين فلم يفصح عن سبب البكاء، لكن فيما بعد قال اني تذكرت مقتل اخي محمد الامين عندما رأيت قاتله، ثم جرت الاحداث بعد ذلك بنقل الطاهر الى مكان اخر واصبح في تهميش واضح بعد ان كان القريب الصاحب والامر الناهي ومن ثم وجد ميتا في فراشه ويقول البعض قُتل مسموماً،
حتى قيل فيه انه (قَتل خليفة ً ومهد لخليفةٍ وقتل على يد خليفة)، وهذه القصة فيها عبرة كبيرة، لكن قل الذين اعتبروا، حيث يظهر بين الحين والحين طاهراً جديداً، وفي مجتمعنا وبلدنا تكاد لا تخلو حقبة زمنية منه ويتكرر المشهد، حيث تجد من يعين ظالماً على ظلمه، ويبذل كل الجهد في اقصاء مسؤولاً او صاحب منصب، ليس لصالحه بل لصالح شخصاً اخر لا يقل سوءاً من سابقه الذي اطيح به، بل قد يكون اشد وامضى منه، ثم يعطف عليه بمنصبٍ ثانويً يكون فيه خادماً ذليلاً خنوعاً لمن لهذا الطاغي المستبد، وبعدها يعاقب اما بإقصائه او بحبسه او بأنزال العقوبة المذلة بشخصه، بل هم اول ضحايا ذلك الذي مكنه في منصب الاستبداد والطغيان، والغريب في الامر ان الحال يتكرر وكأن هؤلاء لم يتعظوا من عبر التاريخ وقصصه القديمة والمعاصرة،
وفي الختام شكرا للشاعر الصعلوك محمد بن علي الصيني الذي نسب اليه بيت الشعر
(ولقد هممت بقتلها من حبها ... كيما تكون خصيمتي في المحشر
حتى يطول على الصراط وقوفنا .... فتلذ منها مقلتاي بلذيذ المنظرِ)
لأنه قادنا الى موعظة تاريخية فات على الكثير من ارباب النفاق الاعتبار منها، وسنبقى نشهد بين الحين والأخر اما نبذاً للذليل الخانع التابع الى مزبلة التاريخ او زوال سلطان المستبد الطاغي.
قاضٍ متقاعد



#سالم_روضان_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الا تعد الأموال المتحصلة بالكسب غير المشروع سوء سلوك؟ قراءة ...
- هل يجوز توجيه النقد الى القضاء؟
- التخارج بين العوز التشريعي والاجتهاد القضائي المتباين ـ دراس ...
- ضحايا احتجاجات تشرين، أرواح منسية وجناة طلقاء
- أحسنوا اختيار رئيس الجمهورية لتضمنوا تكليف الأنسب لمنصب رئيس ...
- تمنح الامتيازات لأصحاب المناصب لضمان عدم انحرافهم، عذرٌ تسبب ...
- النزاهة جوهر المقاومة الشهيد نصرالله انموذجاً
- اثبات الوصية التمليكية بين قواعد الاثبات في النصوص القانونية ...
- هل قيدت او عطلت مدونة الاحكام الشرعية صلاحية محكمة التمييز ا ...
- قراءة في قرار المحكمة الاتحادية العليا حول مركز التسوية والت ...
- حوار قضائي بنكهة فقهية ، قراءة في تعقيب الزميل فضيلة القاضي ...
- قانون تعديل قانون الأحوال الشخصية لا يسري على الوقائع السابق ...
- هل يجوز ان تنفذ الاحكام القضائية جبرا بواسطة الدائن؟ تسليم ا ...
- انعدام التسبيب في قرار المحكمين يكون سببا لنقضه، قراءة في ضو ...
- ثعلب الشاعر احمد شوقي في فترة الانتخابات
- المركز القانوني مدونة الاحكام الشرعية للفقه الجعفري والاثر ا ...
- هل رجعت المحكمة الاتحادية العليا الى فكرة سلب المبادرة التشر ...
- معيار التفريق بين الكسب المشروع وغير المشروع عند أصحاب النفو ...
- رسالة السيد رئيس الجمهورية الى السلطات الثلاث (ومضة دستورية)
- هل يملك مجلس النواب الخيار التشريعي بمخالفة ثوابت احكام الإس ...


المزيد.....




- رئيس البرلمان العربي يدعو دول العالم إلى دعم الأونروا
- تركيا تدعو مجلس الأمن لتسريع العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم ...
- رئيس البرلمان العربي يدعو إلى دعم وكالة -الأونروا-
- صحف عالمية: حل أزمة غزة يتطلب إشراك وكالات الأمم المتحدة ونف ...
- مراهنات مرتبطة بالمافيا.. FBI يكشف تحقيقات استمرت 11 عاما أد ...
- الجرائم الموثقة ضد الأسرى والضحايا: أين العدالة الدولية؟
- الأسرى الذين خُلقوا للحرّية.. من العتمات إلى الجوع
- تركيا تدعو مجلس الأمن لتسريع العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم ...
- يصارعون للبقاء.. الأمم المتحدة: أكثر من 30 مليون سوداني بحاج ...
- -مهاجرون للبيع-..تحقيق في تجارة تهريب المهاجرين عبر البحر ال ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سالم روضان الموسوي - زعماء السلطة المستبدون وحواشيهم التابعين والخانعين (الطاهر بن الحسين انموذجاً)