أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصيدة خارج مسطرة الشعر














المزيد.....

قصيدة خارج مسطرة الشعر


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 02:57
المحور: الادب والفن
    


(قصيدة خارج مسطرة الشعر.)


سنينا على منضدتي اضع كرسيين لكما
في الليالي المطيرة
في الهزيع الذي يتعملق فيه القلق
حين تنشب بي انياب الفراغ
حين يصعب عليهم قراءتي
حين تطبق الوحدة كحجر ثقيل
تحرق لوحاتك لتكسب الدفيء
تتركهم جمهرة بمنزلك وتذهب اليه
للصديق الاشد احتداما معك
وانت الذي كلما بلغت دائرة شغلتهم عبرتها لدائرة اخرى
فمن سيجاري سلسلة لا تحد ...
حين اكتشفت الاقنعة،اكتشف ضخامة الاجساد..
وحين هويت بزرقتك،ابتكر جمال الزخرفة الشرقي. ..
لا احد سواكما سيغور بروح الفن فيما ابتكرتما..
انتما طرفة سنة 1905
( وافردت افراد البعير المعبد)،
وانت يا ماتيس كيف استعرت الصمم وهم يبتكرون ( الوحشية) نعتا للجمال
وانت يا بيكاسو كيف تحملتهم وهم يفزعون او يستخفون باقنعتك الافريقية
حتى اقرب اصدقائك.
نصف قرن مضى وانا اضع لكما كرسيين ،واحاور الفراغ
الفراغ الذي يكنزه المعنى وتتوجه الارادة.
وانت في السبعين حيث يتكئ اترابك على العصي ،تقف ليلا ساعات لتبتكر الفن العبقري ، فيما يغطون بنوم عميق.
فهل انتصرت على الضجر
هل تمكنت من تكليس خطوات الموت
هل حجّمت القبح يا بيكاسو
كان ماتيس يحبك ويخشى منك
فنظراتك تمتص ما يبتكر
وتمضي ترشحه وتعيد صهره فيكون لك وحدك..
صداقة ملغمة وفي اسمى درجات الانسجام.
العظمة ان يكون الفنان واثقا وسري الجنون...
العظمة ان يرونه بسيطا وروحه بركان
العظمة ان يجتاز الاسوار، وشبح الموت، وما ينعتون..
العظمة بتحوله اليومي والموسومي ...
العظمة ان يعبر اسوار الحزن ويكون وفيا لصديقه القلق.
بعدها يكون نبيا يستقطب الجموع.
2025

-------------
نقد بقلم د. عادل جودة



في قصيدته "قصيدة خارج مسطرة الشعر"، ينسج الشاعر كاظم حسن سعيد حواراً وجودياً مع عملاقي الفن الحديث بيكاسو وماتيس، محولاً المنضدة الشخصية إلى فضاء رمزي للقاء يتجاوز حدود الزمن والمكان.

يبدأ الشاعر بتشييد فضاء الحوار عبر كرسيين يواظب على وضعهما طوال نصف قرن، ليس كمجرد طقس رمزي، بل كإصرار على حوار مع الغياب نفسه. فالكرسيان لا يشغلهما جسدا الفنانين، بل يشغلان فراغاً مزدحماً بالمعنى، فراغاً يتحول إلى رحم تلد فيه الإرادة الإبداعية.
إنها إستراتيجية مواجهة للوحدة التي "تطبق كحجر ثقيل" ولقلق "يتعملق في الهزيع".

يصور الشاعر رحلة الفنان الوجودية كسلسلة لا تنتهي من الدوائر، كلما بلغ الفنان دائرة أثار حيرة المحيطين به لينتقل إلى دائرة أخرى، في سباق لا يجاريه أحد. هنا يلتقط الشاعر لحظتين محوريتين في تاريخ الفن: اكتشاف الأقنعة الذي كشف "ضخامة الأجساد"، والانغماس في الزرقة الذي أبدع "جمال الزخرفة الشرقي".
إنها إشارة إلى الانزياح الجذري الذي أحدثه الفنانون الحديثون في المفاهيم الجمالية.

ببراعة تشخيصية، يحفر الشاعر في لحظة تاريخية فارقة هي "طرفة سنة 1905" التي شهدت ولادة الوحشية، متسائلاً عن سر صمود الفنانين أمام سهام النقد والسخرية.
كيف تحمل بيكاسو استخفافهم بأقنعته الأفريقية؟ وكيف استعار ماتيس الصمم عن ضجيجهم؟ إنها أسئلة تكشف عن البعد التراجيدي في مسيرة المبدع.

يصل الشاعر إلى لب العلاقة بين العملاقين: صداقة ملغمة بالتنافس الخلاق، حيث تمتص نظرات بيكاسو إبداعات ماتيس لتعيد صهرها في بوتقة أسلوبه الفريد. إنها علاقة يعجز عنها إلا العظماء الذين يجمعون بين الثقة والجنون السرّي، بين البساطة الظاهرة والروح البركانية.

في القسم الأخير من القصيدة، يبلور الشاعر مفهومه للعظمة كقدرة على اجتياز أسوار الحزن والموت، والوفاء للقلق كصديق أبدي، والتحول اليومي المستمر. العظمة التي تتحول إلى نبوة تستقطب الجموع ليس بالخطاب، بل بالوجود الإبداعي نفسه.

هكذا تتحول القصيدة من حوار مع الغياب إلى تأمل في طبيعة الإبداع، ومن استحضار لشخصيتين تاريخيتين إلى نقاش مع الذات المبدعة.
إنها قصيدة عن الفن كمواجهة وجودية، وعن المبدع كمن يضع كرسيين لمواجهة الفراغ:
أحدهما للإبداع، والآخر للقلق الذي يظل رفيق الرحلة الإبداعية الأبدي.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طالبة الطب قصيدة
- قراءة نقدية لديوان المرجان
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل
- القاب الشعراء رؤية نقدية
- قراءة في تشظي الوعي وانكسار المعنى
- مدخل بصري الى النص الشعري
- مسمار مشوش الذاكرة قصيدة
- جثة السوق قصيدة
- عصر الترندات
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل
- تفاعلات كيميائية قصيدة
- (مذكرات ماسنجر مزيح الاقنعة
- هولاكو قصيدة
- مهمة مزعجة قصيدة
- لدى الطبيبين قصيدة
- ضيف متردد قصيدة
- الذين لا يحتفلون نقد
- الذين لا يحتفلون
- رؤى نقدية لقصيدة الثوري المهمش
- تثبيت الدين بالسيوف


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - قصيدة خارج مسطرة الشعر