أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/٢٠٢٥














المزيد.....

-الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/٢٠٢٥


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 11:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الخطيئة وعقابها" والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/٢٠٢٥


ما جرى في رفح من هجوم استهدف آلية هندسية إسرائيلية، وأدى إلى مقتل جنديين من الفرقة ٢٥٢، تحول سريعا إلى ذريعة لحملة صهيونية عسكرية دموية عنيفة، رغم اعتراف الجيش نفسه أن ما حدث لا يشكل خرقا كاملا للهدنة.

رد الفعل هذا كان سياسيا وإعلاميا وممنهجا أكثر منه عسكريا، اتضح ذلك من خلال التسمية التي اختارتها أبواق نتنياهو لعملية القصف "الخطيئة وعقابها"، وهذه العبارة إنما تعكس أيديولوجية دينية بحتة تدعو للانتقام، وتحريض ضمني على معاقبة غزة بكل مكوناتها، حتى ولو كان من ارتكب العملية بحسب ما صرحت به كتائب القسام أنهم قد يكونوا من عناصرها الذين فقدت الاتصال بهم منذ شهور.

كما وكان للحدث ردة فعل أخرى، ألا وهي محاربة أهل غزة في لقمة عيشهم، حيث قررت المؤسسة الصهيونية مباشرة وقف إدخال المساعدات الإنسانية وإغلاق المعابر في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلا وسلاح التجويع لمن هو مجوع لأكثر من عامين أكثر فتكا من الغارات الجوية، إذ يحول الغذاء والدواء إلى أدوات ضغط سياسي.

الذريعة التي تسوقها دولة الاحتلال هي كسر وقف إطلاق النار من قبل حركة حماس بينما الوقائع تكشف بوضوح أن عملية رفح، لا تبرر شن أكثر من ١٢٠ غارة على ٨٣ هدفا، واغتيالات بطائرات مسيرة بدون طيار في وسط وشمال القطاع. وكل هذه الوحشية لأجل ماذا؟ الجميع بات يعلم أن تجديد الغارات هي لأجل عيني "النتن ياهو" ومستقبله السياسي.

القسام بدورها أكدت التزامها الكامل
بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة، كما أكدت أنها لا علم لها بأية أحداث او اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لها هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري، ولا معلومات لديها ان كانوا قد استشهدوا أم لا زالوا على قيد الحياة منذ ذلك التاريخ، وعليه فلا علاقة لها بأية أحداث تقع في تلك المناطق ولا يمكنها التواصل مع أي من مجاهدينا هناك إن كان لا يزال أحد منهم على قيد الحياة.

ما صدر عن كتائب القسام يظهر أن المقاومة لا تبحث عن التصعيد في هذه المرحلة، ولكن الحقيقة أن العدو كما هي عادته، وظف هذا الحدث بهدف تجديد الحرب. وهي بالفعل ومن وجهة نظري الشخصية حرب لن تنتهي إلا بزوال دولة الشتات نهائيا من أرض فلسطين.

وبالعودة إلى الأزمة السياسية الداخلية لحكومة "النتن ياهو"، سواء من حيث تآكل شرعيتها الشعبية، أو تزايد الضغوط الدولية بسبب الحرب الطويلة والمكلفة في غزة ، فإن القيادات تلجأ إلى "أدوات الانفجار الخارجي" لصرف الأنظار عنها، على حساب دماء أهلنا وأطفالنا في غزة.وما حدث اليوم يدل على الاستهتار بالدم الفلسطيني، وتحويله إلى مادة إعلامية لتحسين صورة الحكومة المتخبطة، أو ربما حدث لاستعادة ثقة يهود الشتات بجيش فقد هالة الهيبة التي ألصقت به لعقود، والتي تهشمت بعد السابع من أكتوبر المجيد على أرض غزة بأيد مقاوميها الغضة وأسلحتهم البسيطة ولكن ببأسهم الشديد.

والمشكلة أن سياسات كهذه وأقصد ما قامت بارتكابه الدولة الظالمة، لا تنتج إلا مزيدا من الفشل الاستراتيجي. فالحملات السابقة ك "جدعون١ و ٢"، رغم وحشيتها لم تستطع القضاء على المقاومة، ولم تحقق أهدافها، بل زادت التماسك الداخلي في غزة، وفي المقابل عمقت عزلة دولة الاحتلال الدولية.

وفي النهاية تبقى فلسطين بما فيها غزة ويزول الدخلاء، وهي ثوابت دينية ولا شيء يعلو على الدين.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين


المزيد.....




- أشكال غريبة ومرعبة.. شاهد آلاف -الزومبي- يغزون شوارع مدينة م ...
- تحليل لـCNN.. كيف يؤكد رد فعل ترامب موقف المشاركين في احتجاج ...
- صعود تاريخي للبورصة المصرية.. ومحلّلون: بدعم من -إعمار غزة- ...
- كوشنر وويتكوف يلتقيان نتنياهو سعيًا للحفاظ على وقف إطلاق الن ...
- بين التكنوقراط وحماس والسلطة الفلسطينية وهيئة من الخارج.. من ...
- راكب مبتدئ يسرق الأضواء في مسابقة ريد بول رامبيج
- رحلة على طريق التوابل الهندية: من تلال كيرالا إلى مطابخ العا ...
- الاتحاد الأوروبي يصادق على حظر كامل لاستيراد الغاز الروسي بح ...
- الأردن بين الرؤية والتطبيق: تجربة الانتخابات الجديدة ومسار ا ...
- كلكاليست: ميناء إيلات يستنجد بواشنطن والقاهرة لوقف حصار الحو ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - -الخطيئة وعقابها- والرد على حدث رفح ١٩/أكتوبر/٢٠٢٥