أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا














المزيد.....

تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
صدر تحذيرات كثيرة عن سفراء إسرائيليين في أوروبا حاليين وسابقين، من اتساع الرفض الأوروبي للسياسات الإسرائيلية والذي يترجم إلى مواقف سياسية وتجارية مناوئة لإسرائيل، بل إلى حملات ضد الإسرائيليين أنفسهم، بما يشمل النشاطات الرياضية والثقافية والفنية والتجارية، وحتى مواقف عدائية تجاه الزوار والسياح الإسرائيليين الذين باتوا مرذولين ويتعرضون للتوبيخ أينما ذهبوا: في المطاعم والفنادق ووسائل النقل. وما زالت الدوائر الأمنية الإسرائيلية تحذر الإسرائيليين من كشف هويتهم أو التحدث باللغة العبرية، أو إظهار رموز دينية، وتجنب السفر لدول بعينها تعد شديدة الخطر على الإسرائيليين. علينا أن نأخذ هذه التصريحات كصرخات تحذير أكثر من كونها تشخيصا لواقع جديد أو لتغيرات انقلابية، هذه الصرخة يطلقها كثير من السياسيين والمسؤولين الإسرائيليين بأشكال شتى، نظرا لتراجع مكانة إسرائيل وصورتها بسبب سياساتها الوحشية وارتكابها جرائم حرب، وانتهاكاتها الفظيعة في غزة كما في الضفة، فضلا عن وجود حكومة يمين فاشية لا يتردد رموزها ووزراؤها عن الدعوة لارتكاب جرائم تطهير عرقي ويتفاخرون بسياسات التمييز العنصري. لذلك هذه التطورات مهمة وهي تعكس تنامي الوعي الأوروبي الذي لم تعد تنطلي عليه الرواية والأكاذيب لإسرائيلية التي تصور الإسرائيليين واليهود كضحية. ولكن علينا أن نكون حذرين : هذا الوعي موجود في الشارع والحراكات الجماهيرية ولدى المجتمع المدني الأوروبي أكثر مما ينعكس في السياسات الرسمية للدول الأوروبية.
جميعنا يذكر أن معظم البرلمانات الأوروبية في مطلع الألفية، اعترفت بشكل رمزي بالدولة الفلسطينية لكن الحكومات لم تفعل ذلك. أن التظاهرات التي عمت العواصم والمدن الأوروبية بدأت منذ الأسابيع الأولى لهذه الحرب ولم تتوقف، ولكنها لم تنعكس بشكل سريع وتلقائي على مواقف الحكومات نظرا للانقسامات والتباينات الواسعة في اوروبا تجاه القضية الفلسطينية، وكذلك بسبب شبكة المصالح الواسعة التي تربط أوروبا ودولها بإسرائيل. بل أن بعض الدول وخاصة ألمانيا تقمع التحركات المؤيدة للفلسطينيين بشدة وتجرّمها، وتتبع سياسات منافقة وكاذبة: تتحدث عن ضرورة إنصاف الفلسطينيين وحمايتهم ولكنها تواصل تزويد آلة الحرب الإسرائيلية بأحدث الأسلحة والتقنيات واللوازم، كما تتطوع دائما لتوفير الغطاء السياسي والدبلوماسي لحكومة التطرف الإسرائيلية، ورلا تضيع أي فرصة لتوثيق العلاقات معها.
أوروبا قارة صغيرة حجما ولكنها مهمة في تأثيرها السياسي والثقافي، وهي مهد الحركة الصهيونية ودولها الاستعمارية الرئيسية هي التي زرعت إسرائيل في وطننا، وفيها تنوع هائل حيث يضم مجلس أوروبا 47 دولة، والاتحاد الأوروبي 27 دولة، هناك خلافات واسعة علنية في أوروبا بين دول تقود اتجاها متصاعدا للاعتراف بالحقوق الفلسطينية وإدانة إسرائيل ومحاسبتها، وأبرز هذه الدول هي اسبانيا وايرلندا والنرويج وسلوفينيا وارمينيا. وهناك دول بدأت، وأهمها فرنسا، مواقفها تتغير نتيجة ضغط الشارع والخشية الكبيرة من تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة التي قد تتسبب بموجات جديدة من التطرف والعنف والهجرة، وإحلال شريعة الغاب محل القانون الدولي، وقد توّج ذلك باعترافات متتالية لفرنسا وبريطانيا وبلغاريا والبرتغال ولوكسمبرغ بالإضافة لكندا واستراليا بالدولة الفلسطينية، لكن هذه الاعترافات ظلت مشروطة فضلا عن كونها لم تتحدث عن حدود هذه الدولة ونوع سيادتها، وفي الغالب هذه الدولة تشرط اعترافها بالدولة الفلسطينية بجملة إصلاحات فلسطينية ومراعاة مصالح إسرائيل الأمنية ونزع سلاح الفلسطينيين، وغالبا تسلم هذه الدول بصعوبة التراجع عن التعيرات التي خصلت على الأرض أي أنها تسلم ببقاء المستوطنات الإسرائيلية .
إلى ذلك هناك دول يحكمها اليمين المتطرف الأقرب للفاشية، وخاصة هنغاريا (المجر) والتشيك وايطاليا، وهذه الدول تؤيد اسرائيل وتدافع عتها في كل المحافل، وهذا اليمين هو صورة مماثلة لليمين الفاشي الإسرائيلي بل تلعب دولتان هما التشيك والمجر دورا خبيثا في تعطيل قرارات الاتحاد الأوروبي (التي يجب أن تؤخذ بالإجماع) تجاه القضية الفلسطينية، ومن المؤسف أن اليمين يحكم الآن دولا كانت تاريخيا مؤيدة لفلسطيني مثل قبرص واليونان فباتت لأسباب اقتصادية وسياسية من اشد أنصار إسرائيل وداعميها، إذن يمكن القول أن الخريطة السياسية الأوروبية تتغير باستمرار نظرا لعاملين هما التحولات الجارية في كل بلد، والسياسات والممارسات الإسرائيلية الإجرامية التي تتجاوز كل الحدود، فلو أضفنا لذلك ما ينبغي أن تكون عليه أدوار الدبلوماسية الفلسطينية والجاليات الفلسطينية والعربية، يمكن لذلك أن يحدث تحولا نوعيا في اتجاه الإقرار بحقوقنا.
أتوقع إجراءات عملية في اتجاهين أولا تنامي دور الدول المؤيدة لفلسطين بقيادة اسبانيا، وبالتالي يتعزز الحراك الأوروبي القائم على مبادرات لا يمكن تعطيلها من خلال نظام عمل الاتحاد الأوروبي، وهذه الدول يمكن أن تتذ مواقف فردية دون انتظار قرارات الاتحاد الأوروبي، ثانيا المواقف الشعبية ومواقف الهيئات والمؤسسات والشركات بما يشمل النقابات والجامعات واتحادات الشباب والمرأة والمجتمع المدني كلها يمكن أن تلعب أدورا مهمة في سياسات مقاطعة إسرائيل والدعوة لمعاقبتها وسحب الاستثمارات منها فضلا عن فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني، في نهاية المطاف هذه الحراكات ستؤثر على مواقف الحكومات التي ستضطر لأخذ حراكات شعوبها بعين الاعتبار. ولكن علينا الحذر دائما فهذه الاتجاهات ليست ثابتة وهي يمكن أن تنقلب مع كل تغيير يحصل في أوروبا ولذلك من المهم العمل على مأسسة حركات التضامن مع الشعب الفلسطيني والعمل على نسج علاقات وثيقة معها من أجل استدامتها



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور ومقاطع فيديو نُشرت من جزيرة إبستين
- ماثيو بلازي يحوّل محطة مترو مهجورة في نيويورك إلى منصة لعرض- ...
- شاهد كيف يتحول نزلاء أحد السجون في أفريقيا إلى محامين
- تداول فيديو لـ-استعادة قوات حكومية السيطرة على معسكر في اليم ...
- إسرائيل تؤكد هوية جثمان رهينة تايلاندي .. وقتلى في قصف على غ ...
- كيف سيبدو العالم في ظل احترار بدرجتين مئويتين؟
- ?التصلب المتعدد.. هذه العوامل تؤثر على مسار المرض
- إسرائيل تتخفى في ثوب جديد ودول العالم تخشى المشاركة
- لاجئو سوريا بالأردن بين العودة إلى وطن مدمر أو البقاء في فقر ...
- -تحت التوتة-.. مشروع شبابي داخل أسوار القدس القديمة


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - تراجع مكانة إسرائيل في أوروبا