أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل














المزيد.....

عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 01:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
شهدت إسرائيل على امتداد العقود الثلاثة الماضية انزياحا متواصلا نحو اليمين واليمين المتطرف، وهو ما يتمثل في استقرر حكم اليمين من جهة (نتنياهو يحكم بشكل متواصل منذ 2009 باستثناء عام 2022 حيث تولت حكومة التغيير برئاسة نفتالي بينيت ويائير لابيد وكلاهما محسوب على يمين الوسط)، والميل للتطرف والتشدد عند كل القوى السياسية الصهيونية المشاركة في الحكومة أو التي في المعارضة علىى السواء، وانتقال قوى اليمين الأكثر تطرفا (مثل قوى الصهيونية الدينية كحزب قوة/عظمة يهودية ) من هامش الخريطة السياسية إلى مركزها المقرر. هذه التطورات عكست نفسها بشكل واضح على الموقف من الشعب الفلسطيني والاحتلال وفرص الوصول إلى تسوية سياسية، وتمثلت في الاتجاه إلى حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني بالقوة المسلحة بدل المفاوضات والاتفاقيات.
من المهم الإشارة إلى أن بعض التصنيفات والتقسيمات التي تطرحها كثير من وسائل الإعلام حول الخريطة السياسية في إسرائيل، هي تصنيفات نسبية وتعوزها الدقة. فالمعروف أن حكومة نتنياهو هي حكومة المين المتطرف لكن ذلك لا يعني حتما أن كلا من حزب يسرائيل بيتينو برئاسة افيغدور ليبرمان أو شخصية مثل نفتالي بينيت هم من الوسط أو اليسار، ليبرمان هو من اشد السياسيين الإسرائيليين تطرفا وهو أول من دعا لقصف طهران وأسوان، ويؤيد استخدام السلاح النووي ضد أعداء إسرائيل، لكنه على خلاف شخصي عميق مع بنيامين نتنياهو وخلاف أوسع مع الأحزاب الدينية. كذلك الأمر مع كل من نفتالي بينيت ويائير لابيد وكلاهما في المعارضة حاليا، وهنا يتوجب التمييز بين "يمين ويسار ووسط اجتماعي" وهذه التصنيفات بشكل عام وبخاصة في موقف هذه القوى من القضية الفلسطينية، حيث أن كل القوى السياسية الصهيونية من دون استثناء تتبنى حلولا تصفوية واستعمارية تجاه الشعب الفلسطيني وبعضها يرفض وبعضها تراجع عن الإقرار بالدولة الفلسطينية، لكنها تتبنى مواقف ظاهرها يساري في موضوعات كالحريات المدنية ومجابهة نفوذ الأحزاب الدينية، لكنها جميعا تتفق على وتهجير الفلسطينيين من غزة، وضم أجزاء واسعة من الضفة، ورفض أي تقسيم للقدس، بل وتتفق على نزع الشرعية السياسية عن فلسطينيي المناطق المحتلة عام 1948 أي من فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية، لأن أي تضامن من قبل فلسطينيي الداخل مع الشعب الفلسطيني عموما تراه القوى الإسرائيلية يمينا ويسارات على أنه إخلال بواجبات المواطنة في دولة غسرائيل.
هذه التطورات والتغيرات التي طاولت الخريطة السياسية الإسرائيلية، سبقت السابع من اكتوبر وعبرت عن نفسها في تشريع قانون القومية الذي يحصر حق تقرر المصير في "أرض إسرائيل" باليهود دون غيرهم، وينزع صفة الشعب عن الفلسطينيين بحيث ينحصر التعامل معهم باعتبارهم مجرد سكان طارئين في القضايا المعيشية والاقتصادية، وواصلت الحكومات الاسرائيلية ضغطها على السلطة والتضييق عليها ومحاولات اختزال دورها في وظائف أمنية وإدارية محدودة، كما واصلت عملها بشتى السبل لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، مع مواصلة عمليات تهويد القدس وتكثثف الاستيطان وتوسيعه، بل عملت على توسيع دائرة التهويد لتشمل قلب مدينة الخليل ومناطق الأغوار التي تشكل نحو ثلث مساحة الضفة الغربية، والعمل على استئصال المقاومة ومواجهة أي مظهر من مظاهر مناهضة الاحتلال حتى لو كان سلميا وغير عنفي.
بعد طوفان الأقصى اتخذت سياسات حسم الصراع منحى هو الأكثر توحشا ودموية في تاريخ الصراع من خلال حرب الإبادة والتدمير والتهجير، ولم تعد تقتصر على نزعات الانتقام واستعادة صورة الردع، ولا حتى الاقتصار على الأهداف المعلنة باستعادة الأسرى والقضاء على المقاومة، وخلق صورة ردع ترهب كل من يفكر بالمساس باسرائيل في المدى الراهن وفي المستقبل. بل وسعت أهدافها دون مواربة لتشمل تهجير الفلسطينيين من وطنهم وتنفيذ عملية تطهير عرقي صريحة ومعلنة طالما أنها تحظى بدعم وتشجيع الإدارة الأميركية،
عملت آلة الحرب الإسرائيلية على الانتقام من المدنيين الفلسطينيين، وتدمير كل المعالم والأعيان الحضرية من مدارس ومستشفيات ومقرات حكومية وبنايات ومساجد وكنائس ومرافق اقتصادية وخدمية في قطاع غزة، وشبكات مياه وصرف صحي وكهرباء واتصالات وطرق وجسور، إلى جانب استهداف المرافق التجارية الخاصة والأكثر حيوية مثل المخابز، ومع فشل محاولات التهجير الشامل بسبب المعارضة الاقليمية والدولية، وصمود الناس على أرضهم وانعدام الخيارات البديلة والملاذات الآمنة للسكان، عملت اسرائيل ما أمكنها ذلك على تنفيذ التهجير الداخلي لمحاولة تدفيع الفلسطينيين جميعا كلفة ما جرى في 7 اكتوبر، ثم جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة وطاردة للسكان، لكن كل هذه المحاولات ما زالت تصطدم بصمود الشعب والمقاومة التي تجعل من تنفيذ هذه المخططات أمرا مكلفا جدا لدولة الاحتلال.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرص نجاح خطة ترامب (2 من 2)
- فرص نجاح خطة ترامب (1 من2)
- دولتان عميلتان لإسرائيل تحبطان قرارات الاتحاد الأوروبي
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (2 من 2)
- عن الصمت والعجز العربي تجاه الإبادة (1 من 2)
- إيران وإسرائيل والملف النووي
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (2 من 2)
- المرأة الفلسطينية والمشاركة في الحياة العامة (1 من 2)
- المفاوضات واتفاق وقف الحرب في غزة (2 من 2)
- المفاوضات: نقاط القوة والضعف واتفاق وقف الحرب في غزة (1 من 2 ...
- ترامب: تفاهة العظمة وعظمة التفاهة
- مستقبل القضية الفلسطينية بعد خطة ترامب
- استثناء الأسرى القادة من صفقات التبادل
- خروقات نتنياهو للاتفاق
- حين يتحكم ترامب بالعالم
- إسرائيل تصوغ أهدافها حسب مجريات الحرب
- أسرى إسرائيل الباقون جنود وضباط
- فشل مخططات التهجير والاقتلاع وتراجع مؤقت لريفيرا غزة
- بين دعوة التهجير واستئناف الحرب: خارطة طريق جديدة لإسرائيل
- جدوى إصلاح السلطة في ظل حرب الإبادة


المزيد.....




- نصائح لتنسيق إطلالات خريف وشتاء 2025 بأسلوب عصري
- مشاهد -مُشينة-.. لصوص يسرقون آلاف الأطنان من الملابس المُتبر ...
- ما هي الديانة البهائية ومن هم البهائيون؟
- ترامب: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس ما زال قائماً
- ويتكوف وكوشنر وصلا إسرائيل وإعادة فتح معبر كرم أبو سالم مع غ ...
- بوليفيا: السيناتور الوسطي رودريغو باز يفوز بالانتخابات الرئا ...
- مصر.. شاب يتقدم لخطبة فتاة أمام مدرستها
- غزة.. ترامب يؤكد استمرار وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل غ ...
- عملية سطو تعرض لها متحف اللوفر بباريس.. عناوين نشرات الأخبار ...
- سرقة في اللوفر: نحو 60 محققا يلاحقون اللصوص والمتحف يمدد إغل ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عن اليمين و-اليسار- في إسرائيل