أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - لقد عبث المجد بفرائك














المزيد.....

لقد عبث المجد بفرائك


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8501 - 2025 / 10 / 20 - 12:41
المحور: الادب والفن
    


لقد جاءت سمكة،
سمكة فيفيفيفيش،
فيفي ـ في ـ فيفي ـ في ـ (صافرة حادة)
هيكل عظميّ يستلقي على الهاوية.

كيف أتى، كيف أتى هناك؟
تزوّج بالحركة البطيئة،
وحجر الخلود يقترب من مساحتنا المغلقة.

نجم المطر الخفي قادم،
وفي المدينة التي تلي هذه المدينة
انفجرت الشجرة بالقنابل اليدوية.

نزعت رغبتنا ثوبها في عزلة البرد،
مصباحكِ الورديّ يتعرّق دمًا وماءً
أكثر من الماء والجلد،
والرياح المشرقة — دبابيس من دمائنا الخشنة.

طير أجمل من الماضي
يطالب بإحصاء ريشه المتناثر.
العالم منجم مفتوح،
من أعلى جسر المشاة
يلتقي بدم عجلة الزمن والحرث.

طيور السنونو المولودة من لعابي
تتراكم،
النسور تطير بعيدًا
وفي مناقيرها لحم قديم لا يهدأ.
قطيع من الماعز
يسحب حلماتهم في أعماق المصباح
ليجرّح الضوء جرحه الرهيب.

لقد جعل الكارثة عرشًا مرتفعًا
من هذيان المدن المدمّرة.
إنها حياتي، يا مريم،
التي أضرمتُ فيها النيران.

قطيع طويل من المعابد
والمدن المرتعشة في ضوء المربعات الفارغة،
يجعل بعض كلماتي باذخة.

رغبتي — قفزة في فراغٍ يتنفس،
كل غبار الشموس يسكن مظلات الحرق المتصاعد.
من وصايا دم سفينة
تقفز إلى ارتفاع النجوم السمينة،
تضع إشارات على عمود المغامرة.

مريم،
تدس ألف حارس مجهول
وألف حديقة منسية تحت رمالٍ مربوطة
برمية مطبخي المجهول.

تحفر في أدمغة الليالي العنيدة
منفيًّا، عطشًا، أغصانًا، ملاعق للغثيان.
قاتل المطر ينتظر ثمار الجوع.

قارب بحري كئيب
مرصّع بالجزر.
أوه، على الحميمية الفارغة!

احتجاجكِ الطويل،
الظلام الذي ستغرسه في نفسك،
تحكمه شهوة صعودكِ الشمسي.

احتجاجكِ الطويل على أرضكِ المعذّبة
يخترع النهار.
أيقظه صوفُ ريحٍ لا يلقي وداعًا.

ماذا يمكنني أن أفعل لك؟
أنا النسيان —
نشوة ثمرةٍ اختفى مكانها فينا.

هكذا كررت المدينة نفسها
في نهارٍ لم يرحل.
النهار حيوان
لم يسمع صرخات الثورة
في جدران منزلنا.

جثتي النحاسية الصفراء
تنام عميقًا في الرمل الكثيف،
بئر الذاكرة تحت إعصار الملح،
حيث يهيمن رأس حلمي على أرجل الساعة.


يا مدن موتى يدورون في عروق الأرض،
لحم ثديي بحاركِ المشعرة —
للـكلاب، يا له من إزعاج!


على رماد الحياة لمحتُ أبراجًا منهارة
من الرغبات التي لا تمضغ ثم تلفظ.
حطامٌ يفتقدني.

عروق غناءٍ ليليٍّ
تنفجر في حبوب يدي
التي تشقّ البحر وتداعب أصابعكِ الطائرة.

„Du, Deiner, Dich, --dir--… wir?“
محار العجلات، الدراجة المستعارة،
الراديو، التاريخ الأفقي، القرد الميت،
المماطلة المغلقة، راعي الخنازير،
الأرانب البرية السبعة، الانتحاري، الخنزير.

أنا جسد،
الله يتكلّم في جسدي.
أنا لست في جسدي.
جسدي يقشر أقدامًا تفكّر في قصيدتي،
ولا أريد أن أرى نفسي هناك،
حتى يخرج الفعل من الجثة:
أن تحب نفسك، أن تحب شخصًا ميتًا.

لا أريد أن آكل قصيدتي،
بل أمنحها قلبي.
ما هو قلبي؟
وما هي قصيدتي؟
قلبي هو ما ليس أنا،
وقصيدتي عذراء.

هناك شيء يختمر في مؤخرة رقبتي.
السلام عليك أيها البار،
الذي ينقذني من سموم البؤس والإنذارات.

غه ش غرام الفصل،
سسسسسسس اجا اها اجا حسنًا اه اه م.ه آغا آها آغا.

ماذا تفعل يا رجل؟
أنا أقتل نفسي بالحب.

لقد عبث المجد بفرائك،
تفقد منديلك المحنّط بين أرجل المغامرة.

علماء النبات مثلك
يزرعون مرايا الجيب.
إهانة أصدقائك لتقول: أنا وحدي.

يموت الحب
بقوميات شوكولاتة،
بغرور فانيليا،
بغباء سويسرا.

تمثال امرأة.
يا امرأة،
ليلتصق غبار الأيام القديمة بأظافركِ.

أقمار بيضاء طويلة.
(لا أعلم إن كنت مدينًا لبروست لأنك لم تقرأه أبدًا).
القلب الملتحي ليس غبيًا.
العنوان: الفيضان.



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة تشريحية تقريبًا (تمارين في ميتافيزيقا الشعر)
- أماكن أخرى للهذيان
- في مديح بيكاّسو
- المظهر الكوميدي لمأساة قديمة
- المراثي الوطنية
- المراثي الوطنيّة II
- قراءة معرفية للمسرح العربي: استقصاء البنية والمعرفة
- كولاجات
- أطفال يخرجون ألسنة ركضهم
- سنعود أجسادًا من رماد أو شجيرات ورد بعين الحيوان الساحر
- وقاحةُ الرياضيِّ المنتصر
- قمرٌ ممزوجٌ بفوضى الموتى على حافة الفأس
- باحثا عن رينيه شار
- الضوء رماد الشمس
- حديث عابر عن ماهية الفاعل
- باحثا عن جورج حنين
- الحضور الذي اختير لا يلقي وداعًا.
- حضور أبدي يبكي
- عن الم الوردة
- يزداد الطيران ثقلا


المزيد.....




- معرض العراق الدولي للكتاب يحتفي بالنساء في دورته السادسة
- أرشفة غزة في الحاضر: توثيق مشهد وهو يختفي
- الفنان التركي آيتاش دوغان يبهر الجمهور التونسي بمعزوفات ساحر ...
- جودي فوستر: السينما العربية غائبة في أمريكا
- -غزال- العراقي يحصد الجائزة الثانية في مسابقة الكاريكاتير ال ...
- الممثل التركي بوراك أوزجيفيت يُنتخب -ملكًا- من معجبيه في روس ...
- المخرج التونسي محمد علي النهدي يخوض -معركة الحياة- في -الجول ...
- سقوط الرواية الطائفية في جريمة زيدل بحمص.. ما الحقيقة؟
- منى زكي تعلّق على الآراء المتباينة حول الإعلان الترويجي لفيل ...
- ما المشاكل الفنية التي تواجهها شركة إيرباص؟


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميشيل الرائي - لقد عبث المجد بفرائك