أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة














المزيد.....

الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة


بديعة النعيمي
كاتبة وروائية وباحثة

(Badea Al-noaimy)


الحوار المتمدن-العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مشهد عكس وحشية العدو وساديته، أعادت دولة الاحتلال جثامين مشوهة لعدد من الأسرى الفلسطينيين إلى غزة كانوا قد ارتقوا شهداء داخل سجونها.

إن إعادة جثامين الشهداء وهم معصوبي الأعين، موثقي الأيدي، والحبال لا تزال تلتف حول رقابهم لهي دلائل دامغة على الجريمة البشعة.

وهذه ليست أول مرة يرتقي فيها أسير فلسطيني شهيدا، لكن أن يسلم بهذا الشكل، فذلك إن دل على شيء فإنما يدل على أن الدولة الزائلة تفتخر أمام العالم بأن ما فعلته، إعدام متعمد، فيه من التشفي، والإذلال ما يرضي نهمها وساديتها. فقتل الأسير وهو في حالة عجز كامل، مقيد لا يستطيع الدفاع عن نفسه، وتشويهه بالصورة التي تقشعر لها أبدان الأسوياء لهي حالة متقدمة من التلذذ بموت الضحية.

وبما أن تسليم الأسرى بهذه الصورة تم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، التي جرت وفق خريطة توازنات رسمتها "خطة ترامب" والتي من المؤكد أنها لم تأخذ أي اعتبارات لحياة الفلسطيني، فإن الاحتلال يدرك تماما أنه محصن. فلا محاكم ستدينه، ولا عقوبة ستفرض عليه، وقد تعود منذ ١٩٤٨ على أن يمارس وحشيته كما يأمره دينه وعقيدته بذلك دون أن يحاسب، وأن يعيث فسادا بالبلاد والعباد دون رادع وخاصة أنه يعلم علم اليقين أنه ساهم بتربية جل حكام الشعوب العربية ليكونوا خدما تحت بسطاره القذر. لذلك فإنني لن أسأل عنهم وأين هم مما يحصل!
ولكن ما يدمى القلب من فضاعة صورة جثامين الشهداء، هو تلك المنظمات التي تصرخ لحقوق الحيوان ثم تتغافل عن إنسان يعدم ويعذب وينكل به والقيد في يديه فقط لأنه فلسطيني.

وأخيرا إن ما حصل للأسرى ظلم وما حصل من قبل النكبة وما بعدها وإلى يومنا هذا، ظلم أيضا، ولكن هذا الظلم مهما طال ، فإنه لن يدوم، لأن هناك خالق عادل لا يرضى بالظلم. فكم من ظالم تجبر وتكبر، ثم زال ملكه ولكن لم يندثر ذكره لا لتخليده ولكن ليكون عبرة لظالم سيأتي بعده؟
والأيام علمتنا أن دوام الحال من المحال، وأن للباطل جولة وللحق جولات. ومهما حاول الظالم أن يخفي أفعاله أو يزيف الحقائق ويقلبها لصالحه فإنه لن ينجح، وإن من يظلم الآخرين، إنما يظلم نفسه، لأن عاقبته ستكون الهلاك والندم. فأين "بن غوريون" و "شارون" وأين "شامير" و "رابين"، بل أين جميع طغاة وظلمة التاريخ؟؟ هل أخذوا معهم الأرض والدولة التي كانوا يحلمون بتحقيقها على حساب أهلها؟ وكذلك "ترامب" و "نتنياهو" وجميع من تسبب بكل الكوارث في غزة والضفة الغربية، لن يأخذوا معهم غير عارهم وخيباتهم ولن يأخذوا أكثر مما أخذه من سبقهم في الطغيان.



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)       Badea_Al-noaimy#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتلال بين التهدئة المعلنة والعدوان المستمر
- مروان البرغوثي..حين يصبح التعذيب أداة لكسر الرموز الوطنية
- القناة -١٤ تحرض..إعدام أو رصاصة
- سلام -ترامب-...هل هو غطاء لمشروع توراتي؟؟
- وداعا صالح الجعفراوي...
- بين قلق الأمم المتحدة وعنف الاحتلال.. من يحمي أطباء غزة؟
- شكرا -عيران-
- غزة تزهر من دم الشهداء
- الزيتون الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستيطاني
- من السابع إلى النصر..الحكاية بدأت ولن تنتهي إلا بالتحرير
- في غزة..السرطان والحرب يتنازعان حياة النساء
- ما بعد موافقة حماس..هل يوقف التحالف الأميركي-الصهيوني حربه؟
- من غزة إلى الضفة..هل اقتربت لحظة الانفجار؟؟
- -نيتساريم- و-موراغ- وسيناريوهات التقسيم
- سجن الفقراء.. سياسة الاحتلال الجديدة!
- -ترامب- وسماسرة الحلول..مقايضة السلاح بالكرامة.
- تسونامي المقاطعة الأمنية..ما تنبأ به الشهيد يحيى السنوار
- الفرقعة الأخيرة..خطاب -نتنياهو- بين الانفجار والعزلة
- دولة على الورق تحت الاحتلال..عبثية الاعتراف الغربي بفلسطين
- خلة الضبع إنموذجا للتطهير العرقي الصامت


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يأمر بوقف المساعدات الإنسانية إلى غز ...
- ترامب: سأترأس مجلس إعادة تطوير غزة وسنوفر لسكانها منازل بالم ...
- تونس: هل يستجيب قيس سعيّد والحكومة لمطالب المحتجين في قابس؟ ...
- -اتفاق غزة- يهتزّ.. والولايات المتحدة تتحرك لمنع انهيار التف ...
- الحكومة الفرنسية تشرع في مناقشة مشروع قانون موازنة 2026
- وزير دفاع باكستان: اتفقنا مع كابل على وقف الإرهاب والأعمال ا ...
- غزة تحت القصف مجددا ومغردون: نتنياهو يهرب من المحاكمة
- -شبكات- يرصد ردود الفعل على تظاهرات مناهضة لترامب وغضب تونسي ...
- بعد انقلاب مدغشقر.. -جيل زد- يطالب بدور في رسم المستقبل
- مجمع كيميائي يتحول لكارثة بيئية.. كيف علق تونسيون؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الاحتلال يوثق جرائمه بيديه..جثامين مشوهة