اثر الجريمة الرقمية العابرة للحدود على الاقتصاديات الوطنيه

رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 12:56
المحور: المجتمع المدني
    

‎
شبكات مالية مظلمة تهدد النظام الاقتصادي العالمي

في تطور لافت على صعيد مكافحة الجريمة المنظمة تمكنت السلطات الامريكية والبريطانية من تنفيذ اكبر عملية مصادرة رقمية في التاريخ الحديث حيث تم الاستحواذ على نحو 130 الف عملة بيتكوين تعود الى شبكة احتيال تعمل في جنوب شرق اسيا وتقدر قيمتها بما يقارب خمسة عشر مليار دولار
وقد شملت الاجراءات فرض عقوبات على 146 كيانا وشركة مرتبطة بالشبكة وحرمانها من التعامل مع النظام المالي الامريكي بعد ثبوت تورطها في عمليات غسيل اموال معقدة عبر مجموعة مالية تعرف باسم Huione

تعد هذه الشبكة نموذجا متطورا للجريمة الرقمية العابرة للحدود اذ اعتمدت في نشاطها على بناء علاقات اجتماعية مزيفة مع الضحايا ضمن ما يعرف بعمليات pig butchering حيث تستدرج الضحايا عبر التواصل العاطفي ثم يغسل ما يملكون من اموال في محافظ مشفرة يصعب تتبعها


التحليل الاستراتيجي
‎
تكشف هذه القضية عن تحول الجريمة الرقمية من نشاط محدود الى منظومة اقتصادية متكاملة تتقاطع فيها المصالح المالية والاحتيالية العابرة للدول ، كما تؤكد هشاشة المنظومات القانونية امام تطور اساليب غسيل الاموال عبر الاصول المشفرة وهو ما يستدعي استجابة دولية موحدة تقوم على تبادل المعلومات وتعزيز ادوات المراقبة والتحليل المالي


ان مستقبل الامن الاقتصادي العالمي مرهون بقدرة الحكومات على ادراك ان الجرائم الرقمية لم تعد ظاهرة تقنية بل منظومة تمويل موازية تتغذى على ضعف التعاون الدولي وغياب التنظيم الرقابي الصارم
‎
الخلاصة

من الضروري تبني تشريعات متقدمة لتنظيم العملات المشفرة وانشاء منصات مراقبة مشتركة بين الدول وتدريب كوادر متخصصة في تعقب الاصول الرقمية المشبوهة بما يضمن حماية الاقتصادات الوطنية من الانهيار امام اقتصاد الجريمة الرقمية

#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل