رياض هاني بهار
الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 12:35
المحور:
المجتمع المدني
في السنوات الاخيرة انتشرت ظاهرة محلات وشبكات الربا التي تمنح القروض بفوائد مرتفعة خارج اطار النظام المصرفي الرسمي هذه الظاهرة باتت تعرف شعبيا (باهل الفايز )حيث يلجأ اليها كثير من المواطنين بسبب صعوبة الحصول على قروض رسمية من البنوك وتزايد الحاجات المعيشية اليومية
تعمل هذه الشبكات غالبا في الخفاء ضمن محلات تجارية او مكاتب صغيرة وتستغل حاجة الفقراء وذوي الدخل المحدود فتقدم لهم مبالغ محدودة بفوائد مرتفعة تتضاعف بمرور الوقت حتى تصبح ديونا خانقة يعجز اصحابها عن سدادها فتتحول العلاقة المالية الى شكل من اشكال الاستعباد الاقتصادي
ان توسع هذه الظاهرة يرتبط بعدة عوامل اهمها تعقيد اجراءات القروض المصرفية وضعف الثقافة المالية لدى بعض الناس اضافة الى غياب الردع القانوني الحقيقي وغياب البدائل التمويلية المشروعة مما سمح لشبكات الربا ان تنمو في الاحياء الفقيرة والاسواق الشعبية
اثار هذه الظاهرة لا تتوقف عند الجانب الاقتصادي فحسب بل تمتد لتضرب النسيج الاجتماعي حيث تخلق حالات من التفكك الاسري والنزاعات والابتزاز كما تؤدي الى تآكل الثقة بالمؤسسات المصرفية والقانونية وتوسع الاقتصاد غير الرسمي الذي يقوض جهود الدولة في الاصلاح المالي
ولمواجهة هذه الظاهرة يدعو مختصون الى تشريع قانون خاص يجرم ممارسة الربا وينظم عملية الاقراض غير المصرفي ويضمن حماية المقترضين من الاستغلال كما يشددون على ضرورة دعم المصارف الاسلامية وتوسيع برامج القروض الميسرة للمواطنين وانشاء صناديق حكومية لتمويل المشاريع الصغيرة
كما ينبغي اطلاق حملات توعية اعلامية ودينية لتثقيف المواطنين بمخاطر التعامل الربوي واثاره المدمرة على الفرد والمجتمع مع تشجيع الحلول التضامنية والمبادرات المجتمعية التي توفر بدائل آمنة ونزيهة للتمويل
ان مواجهة شبكات الربا ليست مهمة اقتصادية فحسب بل هي مسؤولية اخلاقية واجتماعية تتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع من اجل حماية الفقراء والحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني
#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟