إدارة ترمب تضطهد منتقدي إسرائيل ، خاصة الأساتذة والطلبة بالجامعات

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 13:21
المحور: القضية الفلسطينية
    

"من المستحيل، بأي قدر من النزاهة، تدريس مواضيع مثل تاريخ قيام إسرائيل، والنكبة الفلسطينية المستمرة"، يؤكد رشيد الخالدي ، الأكاديمي والمؤرخ في حوار مع صحفي الاستقصاء ، كريس هيدجز

رشيد الخالدي وكريس هيدجز ترجمة سعيد مضيه

إرهاب داخل الجامعات النخبة في عهد ترامب

كريس هيدجز: تلقى مائة وستون طالبًا وأستاذًا وموظفًا في جامعة كاليفورنيا، بيركلي، رسالةً في وقتٍ سابق من هذا الشهر من كبير مستشاري الجامعة، ديفيد روبنسون. أُُبلِغوا في الرسالة بإحالة ملفاتٍ تحتوي على أسمائهم إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم ردًا على تحقيقٍ أجراه المكتب حول اللاسامية داخل حرم الكليات والجامعات. هذا القرار، الذي انتهك الحماية التي يوفرها التعديلان السادس والرابع عشر للدستور - الحق في توكيل محامٍ، والحق في هيئة محلفين محايدة، والحق في معرفة هوية مُتَّهِميك وطبيعة التهم والأدلة ضد الشخص المتهم بارتكاب مخالفات - هي جزءٌ من حملةٍ وطنيةٍ لتجريم حرية التعبير من خلال`اتخاذ اللاسامية سلاحا وفي أعقاب اغتيال تشارلي كيرك، أي انتقادٍ لليمين المتطرف وإدارة ترامب، وترامب بالذات.
قال المؤرخ رشيد الخالدي في رسالة إلى رئيس جامعة كولومبيا إن القيود المفروضة على حرية التعبير في الجامعة جعلت من المستحيل عليه تدريس مساقه الدراسي الخريفي حول تاريخ الشرق الأوسط الحديث.
اعتمدت جامعة كولومبيا، إلى جانب العديد من الجامعات وحكومات الولايات، تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) لمعاداة السامية. ويصف الخالدي هذا التعريف بأنه "يخلط عمدًا، وكذبًا، ومخادعًا بين اليهودية وإسرائيل، بحيث يصبح أي نقد لإسرائيل، أو حتى وصف لسياساتها، نقدًا لليهود".
يضيف: "من المستحيل، بأي قدر من النزاهة، تدريس مواضيع مثل تاريخ قيام إسرائيل، والنكبة الفلسطينية المستمرة، والتي بلغت ذروتها بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بتواطؤ ودعم من الولايات المتحدة ومعظم دول أوروبا الغربية".
لقد جردت كولومبيا نفسها من نزاهتها الأكاديمية في محاولة يائسة لاسترضاء إدارة ترامب. أغلقت معسكرات الجامعة، وسمحت للشرطة في الحرم الجامعي باعتقال أكثر من 100 طالب، ووافقت على تعيين مراقب معتمد من ترامب لمراجعة سجلات القبول بجامعة كولومبيا تنفيذا لقرار المحكمة العليا بحظر النشاط الإيجابي، وضمان عدم قبول الجامعة لعدد كبير جدًا من الطلاب غير البيض.
كذلك وافقت الجامعة على وضع قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا تحت "الوصاية الأكاديمية"، مما جرد هذه الأقسام من استقلاليتها الأكاديمية.
إن تجريم حرية التعبير، خطر يتهدد البحث الفكري النزيه، وباء يُدمر جامعاتنا ومجتمعنا الأوسع. ينضم إليّ في مناقشة هذا الهجوم الذي شنته إدارة ترامب ورضوخ المؤسسات الرائدة، بما في ذلك المؤسسات الأكاديمية والإعلامية، رشيد الخالدي، أستاذ إدوارد سعيد الفخري للدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا، ومؤلف العديد من الكتب، بما في ذلك "حرب المائة عام على فلسطين"، و"الهوية الفلسطينية: بناء الوعي الوطني الحديث"، و"القفص الحديدي: قصة النضال الفلسطيني من أجل الدولة".
دعونا نتحدث عما فعلوه، لأنني ربما لم أقضِ وقتًا يُقارب الوقت الذي قضيته في الأوساط الأكاديمية، لكنني قضيت ثماني سنوات - أربع سنوات في مرحلة الدراسة الجامعية وأربع سنوات في الدراسات العليا - وأنا مُدمر تمامًا. من السهل التدمير، لكن من الصعب جدًا إعادة البناء.

خيانة النزاهة العلمية

دعونا نتحدث عن ما فعلته هذه الجامعات بأنفسها فيما يتعلق بنزاهتها الأكاديمية وتعزيز الحياة الفكرية.
رشيد الخالدي: هذه هارفارد. مررنا بنفس التجربة الجارية هنا في كولومبيا. الرئيس، الرئيس آنذاك، مررنا بثلاث أو أربع بالفعل، خلال فترة العامين ونصف الماضية؛ عيّن الرئيس آنذاك فرقة عمل معنية باللاسامية، ضمت ثلاثة رؤساء مشاركين، اختيروا خصيصًا لجهلهم التام بالدراسات المتعلقة باللاسامية.
حسنًا، أود القول إنهم شوهوا أنفسهم. في بعض الحالات، حتى قبل أن تطلب منهم إدارة ترامب ذلك. على سبيل المثال، فصلت جامعة هارفارد الشخصين اللذين كانا يديران مركزها للشرق الأوسط، وأنهت برنامجًا مع جامعة بيرزيت بالضفة الغربية، وأغلقت برنامجًا في كلية اللاهوت، وذلك أثناء مفاوضاتها مع إدارة ترامب بشأن مطالبها من الجامعة.
مرت علينا في عدة أماكن ما اود تسميته الطاعة الاستباقية، أي توقع حدوث أمر ما واستغلاله؛ في حالات معينة، أداء مهام أرادت قوى نافذة داخل الجامعات أداءها مهما يكن.
أحدهم عمل محامي ضرائب، وآخر متخصص بالدراسات الحضرية، والثالث بروفيسور صحافة. تضم جامعة كولومبيا، ضمن هيئة التدريس بها، عددًا كبيرًا جدًا من الخبراء في الهولوكوست والإبادة الجماعية ومعاداة السامية؛ استُبعد هؤلاء صراحةً من إدارة ما أطلق عليه فرقة المهام، التي أصدرت توصية باسترشاد جامعة كولومبيا بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست الذي ذكرته في المقدمة، والذي وضع أساسًا لمنع انتقاد إسرائيل.
لم يكن المقصود منه بالفعل التعامل مع الغالبية الكاسحة للاسامية هذه الأيام، الصادرة عن اليمين السياسي، وكانت دوما تصدر عن اليمين السياسي. النازيون ليسوا يساريين. ولم يكن كذلك الكو كلوكس كلان . ولم يكونوا يساريين اولئك الذين ساروا في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، المدينة الجامعية لجامعة فرجينيا القريبة، وهم يهتفون "لن يحل اليهود محلنا".
إذن، فاللاسامية الحقيقية، في معظمها، فكر يميني. وما ينسب لليسار يختلف لمدى كبير، أو هو نابع تمامًا في كثير من الحالات، عن انتقاد سياسات إسرائيل، التي ترتكب مسلسل إبادة جماعية من المجازر والتطهير العرقي وجرائم الحرب في قطاع غزة، والتي يلتف حولها الآن غالبية الأمريكيين.
لكن في نظر إدارة ترامب، وفي نظر من أعدوا تقرير فرقة المهام المتعلق باللاسامية، الجزء الأول، فإن هذه الاحتجاجات كانت، ولم تزل، " لاسامية". هكذا، من جديد، كولومبيا، حتى قبل إصرار إدارة ترامب على تبني هذا القرار، شكلت فريق مهام أوصى بالأمر ذاته.
هكذا، كنا نسلك هذا الدرب حتى قبل أن تُصدر إدارة ترامب في مارس/آذار مجموعة مطالب قبلتها كولومبيا في الحال تقريبًا.
كريس هيدجز: أعني، كثيرون يقولون إن الأمر يتعلق بإلغاء المنح الفيدرالية، جرى تهديد كولومبيا بخسارة 400 مليون دولار، إن صحّ هذا الرقم الذي سرب الي. أما هارفارد، فأعتقد أنها تتسلم 1.5 مليار دولار أو ما يقرب هذا الرقم، وكان هذا هو الدافع للامتثال لمطالب ترامب. أم أن الأمر شيء مختف باعتقادك؟
رشيد الخالدي: حسنًا، كان هذا بالتأكيد دافعًا، ولكن كما قال أحد الرؤساء المشاركين لفريق المهام الموكل باللاسامية ، فإنهم يُحملوننا على فعل ما نود نحن القيام به بالفعل مهما يكن .
المسيطرون على مجلس الأمناء، وعدد كبير من كبار أعضاء هيئة التدريس من الكليات المهنية، كانوا وما زالوا يدفعون في هذا الاتجاه. وجّه عدد من أعضاء هيئة التدريس من كلية الطب وكلية الحقوق وكلية إدارة الأعمال، بشكل رئيسي، رسالة مفتوحة إلى الرئيس قبل أن تبدأ إدارة ترامب ابتزازها، بطلب قبول تعميم التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، ومطلب إبقاء الحرم الجامعي مغلقًا، وسلسلة كاملة من الإجراءات الأخرى، بما في ذلك تطهير بعض الأقسام.
ذلك ما أطلق عليه الطابور الخامس. لذا، لم يكن هذا مجرد هجوم من الخارج، كان هجومًا من الخارج بالتنسيق مع جهات من الداخل، بمن فيهم، اود القول، الفصيل المسيطر أو الغالبية من بين مجلس الأمناء، ومجموعة من كبار أعضاء هيئة التدريس في الكليات المهنية، ممن كان التمويل حافزًا إضافيًا، بالطبع، لما أراد الكثير منهم فعله حقا.


استبداد يشمل الحياة الفكرية

كريس هيدجز: هكذا، في الوقت نفسه، جرى إلغاء تأشيرات الطلاب من خارج الولايات المتحدة. أعتقد أن هذا ليس أمرًا منفصلًا عما يحدث. يبدو أنه جزء من حزمة واحدة. هل هذا صحيح؟
رشيد الخالدي: بالتأكيد. أعني أن الحزمة بالطبع أوسع من الجامعات ومعاداة السامية. إنها حزمة تسلطية، حيث تقدم الحكومة الفيدرالية على امور لم تفعلها أبدا من قبل، تتدخل في الميديا كما تفعل حاليا، وتتدخل في الجامعات الخاصة بالأسلوب الذي تمارسه.
وهذه ليست مجرد مساع لملاحقة الوهمً، فانتازيا اللاسامية كمحفز لهذه المظاهرات. إنها أجندة أوسع نطاقًا بكثير تبنتها هذه الإدارة منذ فترة طويلة. هكذا فتنفيذ الحملات ضد المهاجرين أمر يقومون به أيا كان السبب . مع ذلك فهي محاولة أخرى للمساجلة: انظروا إلى هؤلاء الناس، إنهم يقولون أشياءً تتعارض مع قيمنا.
انظروا إلى هؤلاء الناس، هؤلاء الأجانب، الذين يأتون للدراسة في جامعاتنا، يحرضون على العنف. في الحقيقة، حدث القليل جدًا من العنف في معظم الاحتجاجات، وتسبب الكثير منه المشاركون في المخيمات كما حدث في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، من قِبل المتظاهرين المؤيدين لإسرائيل.
العداء للمهاجرين عنصرٌ أساسي في نهج هذه الإدارة برمتها. وليس ما يمارسونه ضد الطلبة سوى أحد عناصر هذا الكيان الأضخم؛ وهذا هو المهم حقا حسب اعتقادي؛ فهذا لا يقتصر على الجامعات، كثيرون لا يكترثون حقًا بالجامعات النخبة .
الأمر متعلق بحقوقنا عمومًا، يتعلق بحرية التعبير، يتعلق بحقوق أخرى وحواجز دستورية تحول دون السلطة المطلقة، والتي كان يخشاها المؤسسون والمؤطرون . أعني، دار تفكيرهم حول الملك جورج، وعلينا الآن التفكير بالملك دونالد، وبالأسلوب الذي به يعيد في الأساس كتابة والدوس على كامل أجزاء الدستور ووثيقة الحقوق.


خط الدفاع عن الحريات المدنية
كريس هيدجز: الجامعات مهمة. أعني أنني أمضيت عشرين عامًا في الخارج وراقبت كيف ان الأنظمة الاستبدادية ما إن تغلق المساحة داخل الجامعات، وهي مساحةٌ تُعتبر تقليديًا مقدسة للتبادل الحر للأفكار، حتى تُغدو مستحيلة القدرة على المقاومة والمعارضة.
أود ان نتحدث عن الجامعات الأمريكية فقط، خاصةً جامعات الأبحاث، ذات الشهرة العالمية؛ ألحقنا بها ضررًا بالغًا بالطبع. ولكن ما الذي نخسره من حيث الجوهر بإنشاء هذه المعتقلات الأكاديمية، حيث يُمكن لأي انتقاد للإبادة الجماعية أن يُودي بك إلى إيقافك عن الدراسة أو طردك؟
رشيد الخالدي: حسنًا، أعتقد أن مقارنتك بالأنظمة الاستبدادية في الخارج مُلائمة تمامًا. كنتُ في تشيلي أزور ابني وأحفادي عندما أصدرت إدارة ترامب مطالبها في مارس. وقالت لي زوجة ابني التشيلية: هذا بالضبط ما فعلوه هنا أثناء الديكتاتورية.
توجب على وسائل الإعلام والقضاء والمحامون والجامعات إغلاق تلك المساحة في المجتمع المدني تمهيدًا لاستيلاء هذا النظام العسكري الاستبدادي على السلطة، أو جزء منه. لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، وآمل أن لا نصل إليها أبدًا؛ لكن من الواضح أن هذا جزء من خطة أوسع، تمارس الضغوط على شبكات التلفزيون الرئيسية لفرض الرقابة على كلام الكوميديين. أنا واثق أنهم فعلوا ذلك في أماكن أخرى، لكنني لم أستطع تخيل حدوث ذلك من قبل.
كريس هيدجز: على الرغم من كونك أستاذًا فخريًا، إلا أنك لا تزال تُدرّس، على ما أعتقد، مساقا دراسيا ً شعبيا ، ربما أي مساق دراسي استقصائي؟ أعتقد أن لديك 400 طالب أو نحو ذلك، يعني انك لست ، كما أوردت بالمقدمة، بدون تدريس . أريد أن أسألك تحديدًا، ما هي الأشياء التي تشعر أنك لا تستطيع قولها في تلك القاعة الدراسية، والتي هي، بالطبع، دقيقةٌ تاريخيًا.
رشيد الخالدي: حسنًا، من الأمور التي يتناولها تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA) إجراء بعض أنواع المقارنات. هذه الأمور محظورة، بل معادية للسامية باعتقادهم.. إنها تقول أشياءً عديدة اخرى عن إسرائيل.
أُدرّس المساق التي ذكرته، والذي لن أُدرّسه هذا الخريف للأسف. قررتُ أني لا أستطيع تدريسه. أُدرّس، على سبيل المثال، عن الإبادة الجماعية للأرمن. وعندما تتحدث عن ذلك، عليك مقارنتها بإبادات جماعية أخرى. إبادة هيريرو وناما [على يد الامبريالية الألمانية] فيما كان يُعرف آنذاك بجنوب غرب أفريقيا، ناميبيا اليوم. الإبادة الجماعية الأرمنية بحد ذاتها وتداعياتها، والهولوكوست بالطبع.
كريس هيدجز: صحيح، ولنكن واضحين، لكن كيميل لم يقل شيئًا. استمعتُ إليه ثلاث مرات. لم يقل شيئًا. لم يقل شيئًا.
رشيد الخالدي: أدري، إنه تأثير الاستعراضية، وهذا ما يفعلونه مع الجامعات، وهذا ما يفعلونه مع وسائل الإعلام، وهذا ما يفعلونه مع مكاتب المحاماة، مجرد ان يبينوا للناس ان بمقدورهم فعل ذلك. وهذه هي البداية، ايهاا لناس إن لم تلتزموا بالخط.
كان عليّ أن أذكر، وإلا كان الناس سيقولون: حسنًا، لماذا لا تتحدث عما يحدث اليوم؟ كان عليّ أن أذكر ما تم تحديده بشكل موثوق على أنه إبادة جماعية في نظر جميع أصناف الخبراء في هذا المجال. كان عليّ أن أذكر ذلك، وكان ذلك سيعرضني لتهم تأديبية محتملة، لأن جامعة كولومبيا صرحت بأن تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست سيكون أساسًا للإجراءات التأديبية.
وهذا ما حدث لزميلاتي، إحداهن رُفعت بعد الفصل الدراسي خريف 2023. تُدرّس عن الإبادة الجماعية، والهولوكوست، وما إلى ذلك. وهي ابنة اثنين من الناجين من الهولوكوست. اشتكى أحد الطلاب من بعض النصوص التي كانت تستخدمها، وبعض الأشياء التي كانت تقولها، وبعض المقارنات التي كانت تُجريها. وتم تعريضها لمحاكمة صورية أغلب العام الدراسي.
وأخيرًا قررَت أنها لا تستطيع التدريس بعد الآن. إنها مثلي، متقاعدة، وتُدرّس بعض المواد الدراسية. وكنت أشعر أن التدريس بصدد مختلف القوانين الدستورية في إسرائيل، والتي هي عنصرية بطبيعة الأمر، من شأنه أن يقودني إلى الوقوع في فخ أحد الأمثلة الواردة في تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، وهو وصف إسرائيل بأنها دولة عنصرية.
حسنًا، أعني، عندما تتحدث عن هذا القانون الصادر عام ٢٠١٨، والذي ينص على أن للشعب اليهودي وحده حق تقرير المصير، وأن الاستيطان اليهودي قيمة وطنية، فهذه الأمور تمييزية وعنصرية في ظاهرها. إنها الآن جزء من الدستور الإسرائيلي. وقد أقرها الكنيست بأغلبية، مما يحيلها أحكامًا دستورية.
لم استطع قول هذا في الصف دون أن يقول أحدهم: "أنت تنتهك التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، الأمر الذي يجرجرني إلى محاكم الكنغارو الحمقاء التي شكلتها كولومبيا بصورة تعسفية أو اختارت استخدام القانون الفيدرالي لتشكيلها. تجادلت مع أحد الإداريين، وقلت: حسنًا، هذا قانون فيدرالي. قلت: بمقدورك في هذه المحاكم القول هذا لا يستحق الطرد ".

بدلًا من ذلك، يُجرّ الناس شهورا وشهورا وشهورا من التحقيقات. هذه أمثلة، من بين أخرى، من الأمور التي لا أستطيع قولها. أتحدث عن الإسلام الوهابي. الآن، حسنا، هناك أشخاص قد يأتون ويقولون، حسنًا، الأشياء التي تقولها مسيئة لنا كمجموعة عرقية سعودية أو مسيئة لنا من حيث معتقداتنا الدينية.
كان عليّ مكابدة نفس النمط من الإجراءات الحمقاء التي جرجر إليها العديد من زملائي، حيث قاموا بتدريس المواد التي يعرفون عنها أكثر من أي شخص آخر على وجه البسيطة ، في حالات معينة مستندين الى نصوص هي النصوص القياسية المقررة، والطلاب الذين يشعرون بالإهانة، لأي سبب من الأسباب، بمقدورهم استخدام هذه الإجراءات، في حالة أو حالتين، إما إنهاء خدمتهم أو إجبارهم على التوقف عن تدريس ما كانوا يدرسونه.

تجسس داخل الحرم الجامعي
كريس هيدجز: لنتحدث عن الأسلوب الذي يتم به مراقبة الأكاديميين مثلك من قبل مجموعات مثل كاميرا [لجنة الدقة في تقارير وتحليلات حول الشرق الأوسط]، وكامبوس ووتش، أعني، بالطبع، ما حصل عليه تشارلي كيرك، على ما أعتقد، موقع ويب يسمى Professor Watch[list] أو شيء من هذا القبيل. تحدث عن ذلك. أعني، لقد تابعوك عن كثب بالتأكيد.
رشيد الخالدي: حسنًا، هذا ليس بالجديد، أعني، يعود هذا إلى ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، عندما كانت رابطة مكافحة التشهير، حسب اعتقادي، تنشر كتبًا - قبل الإنترنت، وقبل المواد المنشورة على الإنترنت - عن أشخاص ساجلوا أنهم معادون لإسرائيل. وقد كان هذا موضوعًا ثابتًا نتحمله منذ عقود، في الواقع.
عندما وصلتُ جامعة كولومبيا عام ٢٠٠٣، كانت هناك مجموعة كبيرة من المنظمات خارج الحرم الجامعي تروج لرواية حول وجود انماط من الأساتذة بجامعة كولومبيا معادين للسامية وإسرائيل. شكلوا مجموعة من المتعاونين معهم دخل هيئات الطلبة واستمرت سمة ثابتة، بقينا نتحمل وزرها لعقود عدة حتى الزمن الحالي بالفعل. شكلوا مجموعة من المتعاونين داخل الهيئات الطلابية. إحداهم، بالمناسبة، كانت باري وايس، التي كانت طالبة جامعية آنذاك.
كريس هيدجز: إيه، كنت على وشك ان أسألك، وأريدك الآن أن تتوقف وتشرح، لأنها تبدو وكأنها على وشك رئاسة قسم الأخبار في شبكة سي بي إس. اشرح ماذا فعلت بجامعة كولومبيا.
رشيد الخالدي: حقا، اشتكت مع مجموعة صغيرة من الطلاب من عدد من الزملاء، معظمهم يدرسون في القسم المستهدف حاليا - قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا. في لك الحين حمل اسما مغايرا.
أنتجوا فيلمًا بعنوان "كولومبيا لا تليق"، سلوك غير لائق، اسم صغير لطيف، شابة ذكية إعلاميًا، تعمل مع جماعات ذات نفوذ خارج الحرم الجامعي، دفعوها للشهرة منذ ذلك الحين.
سبق أن طرحوا هذا الموضوع، حيث احاله الرئيس آنذاك على لجنة قالت لا أساس لهذه الاتهامات. لكن ذلك لم يوقفهم؛ كان لديهم كورس مما أسميه "الصحافة الفاسدة". كانت هناك صحيفة تصدر في نيويورك تُدعى "نيويورك صن". لا تزال موجودة على شبكة الإنترنت، وصحيفة موردوخ "وول ستريت جورنال"، وصحيفة "موردوخ نيويورك بوست"، صحيفة "ديلي نيوز"، ومجموعة صحف أخرى.
ومحطات تلفزة، خاصةً قنوات فوكس التلفزيونية، التي سلكت نفس النهج لفترة طويلة، حتى بعد أن فضحتها اللجنة الرئاسية التي نظرت في هذه الاتهامات. حققت السيدة وايس شهرة وثروة منذ ذلك الحين، حيث وظفتها صحيفة نيويورك تايمز، ثم فصلتها، وأنشأت صحيفتها الخاصة.
كريس هيدجز: لا أعتقد أنها فصلت.
رشيد الخالدي: أجل، كلا، ربما لم تُفصل؛ كان ذلك سيعطي صحيفة نيويورك تايمز الكثير من الفضل، وهي لا تستحق أي فضل على الإطلاق. وسلوكهم فيما يتعلق بغزة وما يحدث في الحرم الجامعي كان حقيرًا، في نظري، وفي نظر أي شخص آخر تقريبًا يعرف ما يحدث بالفعل في غزة ثم يقرأ الهراء الذي يُنشر يوميًا في صفحات الأخبار والآراء بصحيفة نيويورك تايمز.
كريس هيدجز: أعني، لقد كان ما فعلته شريرًا للغاية، لكن كما تعلمون، كانت بمثابة حصان طروادة. هؤلاء الناس ممولون جيدًا جدًا. في الحقيقة، ستُنشئ لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) وهذه الجماعات الصهيونية نقاط نقاش لهؤلاء الطلبة. لنكن واضحين، هذا ليس جهدًا فرديًا. وبيت هليل في جميع هذه الجامعات هو مجرد بيوت تابعة لإيباك.

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل