نحن امة أدمنت التكهف

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 11:33
المحور: المجتمع المدني
    

مات ابو جهل فعاش الجهل يتيماً حتى تبناه سفلة هذه الأمة. .
قديما قال المتنبي: (يا امة ضحكت من جهلها الامم)، اما الآن فلا شأن للأمم الأخرى بشؤوننا، فقد تبين لهم اننا امة تتقن الضحك على نفسها وتميل إلى التكهف والتقوقع والانزواء. .
نحن امة لا ترى نفسها متخلفة، ولا ترى نفسها جاهلة. امة تغط في نوم عميق. ترى ان جهلها الموروث منذ قرون جاء نتيجة لمؤامرات خارجية متعاقبة شارك فيها المغول والتتار والهنود والاستعمار. وأحيانا ترى انها امة معمول لها عمل من صنع العفاريت. .
امة تتظاهر فيها الثعالب بالدفاع عن حقوق الدجاج. وتتظاهر فيها الذئاب المفترسة بالدفاع عن حقوق الأغنام. .
امة تنازل فيها الشعب عن حقه المشروع في تقرير مصيره وصار مصدرا من مصادر التصفيق والتبعية. .
الامة الوحيدة التي منحت الساسة حق الغش والكذب ومصادرة المال العام. . الامة الوحيدة التي لا تأكل الميتة ولا تأكل لحم الخنزير لكنها تأكل بعضها البعض. . الامة الوحيدة التي احتضنت الذين ينشرون الجهل والشعوذة ومنحتهم لقب: (علماء). .
امة أعلنت الحرب على الطب والفيزياء والكيمياء وعلوم الرياضيات والفلك، واتهمت الرازي وابن سيناء والبيروني والفارابي بالكفر والزندقة. .
امة ميتة. تكره نفسها. تكره الحياة. تتحدث بلا توقف عن عذاب القبر، وعن تفويج الشباب للقيام بعمليات إنتحارية. .
عندما ترغمك الظروف للتعامل مع مجتمعات هذه الامة فلا تتصرف على طبيعتك، ولا تُظهر بريقك حين تكون محاطاً بالجهلة والاغبياء. اصمت وابتعد. راقب المشهد من بعيد وتظاهر بالسذاجة، فالأضواء الساطعة في الظلام الدامس قد لا تجلب الإعجاب، لكنها تستفز الخفافيش. .
كل العقلاء الذين فهموا طباع هذه الامة آثروا الصبر واختاروا قلة الظهور. ولكن كن على استعداد. لابد أن تعود الأمة إلى رشدها في أي وقت. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل