كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 00:39
المحور:
المجتمع المدني
نشعر بالأسى والغضب كلما استعرضنا المواقف السياسية والتاريخية التي كانت مبنية على الولاءات القبلية المنحازة للباطل . فقد كانت كلمة عمرو بن العاص خيانة للحق والعدالة. حينما قال: (أما أنا فلا أخلع صاحبي) لأنه قدم الولاء المتعصب لمعاوية على حساب المبادئ، وانتصر للباطل تحت ستار الوفاء لصديقه ورفيقه. فجاءت قصيدته (الجلجلية) لتحمل اعترافاً متأخراً، وتعكس بعداً درامياً، يعترف فيها ابن العاص بخطئه بعد فوات الأوان، يأتي الاعتراف في لحظة لا ينفع فيها الندم. وهذا يعزز فكرة أن الحق لا يُهزم وإن تأخر انتصاره. .
سبق ان أنتقلت في مقالات سابقة من الماضي البعيد إلى الحاضر القريب لمقارنة سلوكيات سياسية متكررة، حيث تُعاد أخطاء الماضي بنسخ مستنسخة. انتقدت فيها التخاذل أمام العدو، في الوقت الذي يذهب فيه بعض السياسيين في العراق إلى التنكيل بأبناء جلدتهم، وبخاصة عندما ينتمي المواطن إلى الجنوب، فيمارسون ضده التمييز الجغرافي والسياسي. .
لقد وجهنا عشرات الدعوات الوطنية للارتقاء فوق الخلافات الشخصية أو السياسية، والتمسك بالقيم، لأن الشريف يبقى شريفاً حتى في الخصومة. من هنا لابد من التذكير بأن العدالة لا تُقاس بالولاءات، بل بالمواقف. ولابد من إعادة تقييم التاريخ، لا من زاوية المنتصر، بل من زاوية الحق. وذلك حتى لا نكرر أخطاء من سبقونا. .
قد تصادف فلاحاً عراقياً لا تبدو عليه مظاهر التدين الشكلي، لكنه لا يؤذي أحد، ولا يبخل باحسان، فإذا وجدته فاقتبس منه والتمس، فهو أحد اثنين:
- مواطن يعرف الله معرفة يقين لا تلقين.
- مواطن يعرف ما معنى ان يكون انساناً نبيلاً. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟