كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8496 - 2025 / 10 / 15 - 21:06
المحور:
حقوق الانسان
لا ادري كيف تقتنع شعوب الارض بخطاب رجل يلوح من بعيد براية السلام، ويقود في الوقت نفسه بلدوزرات الموت التي ازهقت ارواح آلاف الاطفال ؟. فما قاله ترامب في زيارته للكنيست يتفق تماما مع مزاعمه في شرم الشيخ. .
قال: (نحن صنعنا السلام بقوة السلاح، وانتصرنا على الاعداء بقوة ترساناتنا الحربية). .
وهنا لابد من الإشارة ان مفردة (الاعداء) تشمل جميع الرافضين للاحتلال، والرافضين للعدوان، والرافضين للإبادة الجماعية. هؤلاء كلهم اعداء ترامب واعداء النتن. .
قال أيضاً: (سوف نفرض السلام بالقوة). لا شك انه لا يعني استخدام القوة ضد اسرائيل، ولا يعني إرغام جيوشها على الانسحاب والخروج من كامل القطاع. فالذي يقصده ترامب هو فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني المنكوب، وإرغامه على الرضوخ والقبول بما تمليه عليه اسرائيل. .
لم يتكلم ترامب ولو همساً عن حقوق الشعب الفلسطيني. بل اوحى اكثر من مرة الى (انتصار) اسرائيل لانها كانت مدعومة بقوة الاسلحة الأمريكية الفتاكة. وان مفردة (انتصار) محفورة فوق الارض العربية بقوة القنابل الفسفورية، وقوة القاصفات الشبحية. والأساطيل التي بسطت نفوذها على المضايق والممرات الملاحية. .
ثم ان مفردة (سلام) في قاموس ترامب تعني: (السلام) المحدد بخرائط التمدد التوراتي من النيل إلى الفرات، وبالصيغة (الإبراهيمية) المتفق عليها مع عواصم التطبيع. .
المضحك المبكي انه أكد في خطابه عشرات المرات على ان العواصم العربية والاسلامية هي التي ستتكفل بإعمار غزة التي دمرتها إسرائيل بالأسلحة الأمريكية. ويتعين عليها الاذعان والقبول بما يفرضه عليها السلطان ترامب. .
كل المؤتمرات صارت لعبة من ألعاب القوى الغاشمة. حتى الموت صار لعبة. . ما يخطط له ترامب ليس دهاءً سياسياً بل طريقة فوضوية مبتكرة للعبث بمصير الشعوب والأمم. . ولن تنعم ديارنا بالسلام إلا عندما نمتلك السلاح الذي يمتلكه الطرف الآخر، وفيما عدا ذلك لا وجود للسلام. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟