أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - مِنَ الكُولونيل الغُجدامي.. إلى Gen-z















المزيد.....

مِنَ الكُولونيل الغُجدامي.. إلى Gen-z


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 09:42
المحور: الادب والفن
    


قلم: إدريس الواغيش

هي حربٌ واحدة مفتوحة بين المغرب والجزائر، وإن تنوّعت في مظاهرها وملامحها، تستعر أحيانا وتهدأ في أخرى إلى أن يظهر الحق ويزهق الباطل. الحرب الأولى، بدأت في الصحراء المغربية بكل معاركها ومواقعها الشهيرة، انهزم فيها الجيش الجزائري شرّ هزائم، وطبعًا معه مُرتزقته من البوليساريو وزبانيته وبيادقه من دول إفريقية أخرى، وكان مدعومًا حينها من دول المُعسكر الشرقي بكامله، ومعه حتى بعض الدول العربية الشقيقة، إضافة إلى تدفّق بترو دولارات دول كثيرة على الجزائر، مثل: كوبا، لبيبا وفنزويلا وغيرها، قبل أن تدور عليها الدوائر. أما الحرب الثانية، فهي سيبرانية وإلكترونية، بدأتها الجزائر منذ 2024م، وفق ما صرّح به كثير من المُحللين السياسيين والمتتبعين والإعلاميين، وما جاء من تصريحات لهم إلى وكالات الأنباء ومحطاتها العالمية.
بعد أن يئست الجزائر من إحراز أيّ انتصار على المملكة المغربية في كل المعارك التقليدية التي خاضتها ضد الجيش المغربي البطل في كثبان ورمال وجبال الصحراء المغربية، سواء بجنود جيشها في البدايات أو من ينوب عنها بعد ذلك بالوكالة من مرتزقة البوليساريو وغيرهم، ها هي اليوم تلجأ إلى جيوش أخرى في حرب إلكترونية وسيبرانية شرسة، تستهدف الأمن والاستقرار المغربي. حروب من الجيل الجديد تجلس فيها الجيوش المأجورة في المكاتب السوداء وراء الحواسيب، وتمرّر مُغالطات ومعلوماتية وفيديوهات مشبوهة ومفبركة إلى الشباب المغربي، الذي بدأ مسيراته بشكل سلمي وحسن نية في أول الأمر بالشوارع والمدن المغربية، استحسنها الشعب المغربي قاطبة وتعاطف معها، وأعلن هؤلاء الشباب عن مطالب مشروعة قوامها الصحة والتعليم والحق في الشغل، حتى يضمن تعاطف الشارع المغربي. ولكن سرعان ما أنهى هذه المطالب بالتخريب وإضرام النار، وبعد ذلك تغيّرت المطالب إلى مقاطعة الملاعب في can- 2025 ومونديال 2030، ثم بعد ذلك رفع سقف المطالب إلى المُطالبة بإسقاط الحكومة، وذهبت الحماسة الزائدة ببعضهم إلى أبعد من ذلك، كما أفادت بذلك تسريبات، تم الحصول عليها بعد اختراق منصة "ديسكورد". ونسى المساكين مقولة شهيرة لبطل الملاكمة العالمي مايك تايسون، قال فيها أن "الكل لديه خُطة، حتى يتلقى لكمَة في أنفه".
في منتصف السبعينيات، انتصر الجيش المغربي على أعداء وحدتنا الترابية في حروب تقليدية ضارية ومتتالية، كان من بين أبطالها العَبدي والغُدامي. والكولونيل محمد الغُجدامي كان قائد فيلق 6Rim الذي كان مرتزقة البوليساريو يتفادون طريقه، ويتحاشون مواجهته خوفا وهلعا من مقاتليه الأشداء، كما كان يقول لي صديقي الشرقاوي أحد الجنود الأبطال في بئر إنزران. وهو العسكري المغربي الوحيد الذي أطلق عليه لقب "ثعلب الصحراء" بعد الجنرال الألماني إرفين روميل قائد قوات المحور في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يكن المغرب يملك حينها إلا شجاعة أبطاله الجنود، وقليل من العتاد العسكري الحديث. حدث ذلك منذ 1976م، وصولا إلى وقف إطلاق النار في1991م. انتصر فيها الجيش المغربي بداية على الجيش الجزائري بكل عتاده في حربي أمغالا 1و2، ثم بعد ذلك في حاسي تلمسي على نفس الجيش المُدجّج بالسلاح والعتاد الروسي والفرنسي عام 1979م في أكبر معارك الصحراء على الإطلاق بمنطقة بئر إنزران. وفي نفس السنة، هزم الجيش المغربي مرتزقة البوليساريو التي نابت عنه في أكبر إنزال لهم بمدينة السمارة، هي التي شهدت أكبر عدد من معارك في الصحراء المغربية، نظرا لتمركزها بالقرب من الحدود وموقعها الاستراتيجي، وأيضا لمكانتها الروحية عند أهل الصحراء. ولكن حدث أن سحقهم الطيران المغربي سحقا مُبينًا في معارك عديدة، مثل: الزّاك، المحبس ومركز أبطيح القريب من طنطان. وفي الثمانينات كذلك، زادت انتصاراتنا وكثرت هزائمهم. وسحقناهم في عدة معارك، بدأت ولم تنتهي إلا بهزائمهم المدوية في مدن نعرفها، وقرى أخرى لم نكن نسمع بها، مثل: أقّا، بوكراع، ورقزيز، حنك مسعود، كلتة زمور، رأس الخنفرة، الحوزة، الخلوة، الحكّونية، بئرأم كرين، تواغرت، خريبشات، رأس الخنفرة، أم العويتقات في منطقة الكعيدة ومغدر سلطان وسبخة البريدلة.
ولكن الذي حدث في السنوات الثلاث الأخيرة، هو أن العقلية العسكرية الجزائر بدأت تتجه بعد الألفية الثالثة إلى التفكير في سلك استراتيجية تليق بحروب العصر، وهي محاولة تجربة خوض حروب أخرى أكثر ضراوة وتأثيرا، ولكنها أقل كلفة من الحروب الكلاسيكية التي كان عمادها السابق على الرشاش والجندي والمدافع والطائرات، ولكن المساكين لا يعرفون أنهم دخلوا إلى "لازُون" المُحبّبة لدى المغاربة، وهم غير قادرين على خوض مثل هذه الحروب الجديدة، وسيلقون نفس الهزائم السابقة، كما لقوها في المعارك التقليدية بثقلها المالي والمعنوي، لأن قوة المغرب التكنولوجية وقدراته في هذا المجال تفوق قدراتهم بكثير، سواء في السبق إلى التجربة أو في مجال العلوم والتكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على ذكاء العنصر البشري. والمملكة المغربية لا ينقص عنصرها البشري هذا الذكاء، إذا لم نقل هو المتفوّق فيه. عساكر الجزائر في المرادية يعرفون قوة المغرب في هذه النقطة بالذات أكثر من غيرهم، كما يعرفون أن المال وحده لا يكفي في مثل هذه الحروب الإعلامية والسيبرانية، ومتأكدون من أن خوضها بالوكالة لا ينفع فيها، كما حدث في المعارك التقليدية مع مرتزقة البوليساريو في الصحراء المغربية منذ بداية السبعينيات إلى اليوم، وأصبح الحاسوب يسقط حشرة صغيرة تطير وراء الحزام باستعمال طائرات الدرون، ومع ذلك نراهم يغامرون. الشباب المغربي في كل مرّة يصطادون المرتزقة، كما لو أنهم ينظفون المنطقة العازلة من الحشرات، حين يتخطون الجدار العازل باستعمال الحواسيب، وهم جالسون في مكاتب مكيفة تبعُد عن الصحراء المغربية بمئات الكيلومترات. والعساكر الجزائريون في المرادية يعرفون أن عقول الشباب المغربي وذكاءهم يضرب به المثل في العالم، وهو لا يُضاهى، إن لم أقل بأن المغاربة في هذا المجال من بين أذكى شعوب الأرض، ويملؤون الدنيا باختراعاتهم وتطبيقاتهم ومهاراتهم، ولا يكاد يخلو مركز من مراكز التكنولوجيا المتطوّرة في العالم المتقدم، بدءا من كوريا وسنغافورة واليابان شرقا إلى أوروبا شمالا، وصولا إلى الولايات المتحدة وكندا غربا من عقول الشباب والشابات المغاربة.
فلا تحاولوا العبث مع المغرب في هذا المجال، لأن ذكاء أبنائه قادر على البطش بكم وبمخططاتكم، سواء كنتم جلوس وقيام في مكاتب إداراتكم أو نيام في فراش بيوتكم. يقول جون أركويلا، وهو أحد الأساتذة البارزين في الاستراتيجية الكبرى بأمريكا: "غالبية الأشخاص مُعرّضون لهذه الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم تحريضهم ضد حكومات بلدانهم كجزء من الحروب السياسية"، وينسى هؤلاء الشباب المساكين أن معلوماتهم تكون في الغالب خاضعة للمراقبة، ثم تتحول بعد ذلك إلى سلعة رخيصة يتداولها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي كنوع من الضحك والدعابة، إن لم أقل بنوع من الشفقة والشماتة، وهو ما حصل لكثير من الشباب المغاربة، ومعهم بعض أدعياء الدفاع عن فلسطين والحقوقيون المندسون في بعض الجمعيات المدنية والحقوقية المشبوه أمرها.
ولكن في الأخير، تبيّن أن كثيرا من هؤلاء الشباب الأبرياء، وفي غالبيتهم عاطلين وأميّين، كانوا الحلقة الأضعف في هذه اللعبة، إذ وجدوا أنفسهم متورطين فيها دون أن يشعروا بذلك، وقد لا يستفيقون من سكراتها إلا بعد فوات الأوان، وهم يمسكون بهواتفهم في منازلهم أو جالسين خلف شاشات حواسيبهم وهواتفهم في المقاهي، وهم لا يدركون أنهم في الحقيقة مجرد أرقام متناثرة في الفضاء الأزرق، يتلاعب بها الآخرون ضد الآخرين في ساحة معركة لا قبل لهم بها. وسيجدون أنفسهم في الأخير ضحايا معركة خاسرة دون رغبة منهم، إما بسبب الفضول أو نتيجة جرعة زائدة من الحماسة، وبحث عن صورة أو مشهد ما ووَهم شهرة زائفة، وقد يكون بسبب طمع في تحصيل مكاسب مادية وعمولات إن كانوا في الخارج. وقبل هذا كله، بسبب دفع أو تغرير وتحريض من جهة ما، قد تكون داخلية أو خارجية، والأخطر من كل هذا وذاك، هو أن تكون هذه الجهة خارجية وعدو لبلادنا المغرب ومنفيها من العباد، مثل أجهزة المخابرات في النظام العسكري الجزائري.
لكن أولا وأخيرا، علينا ألا ننس ما قاله الحجّاج بن يوسف الثقفي فينا كمغاربة، حين قال قولته الشهيرة: "المغاربة لا يَغُرّنَّك صبرهم ولا تستضعفْ قوتهم، فَهُم إن قاموا لنصرة رجلٍ، ما تركوه إلا والتاج على رأسه، وإن قاموا على رجلٍ، ما تركوه إلا وقد قطعوا رأسه". في أزمة الكركارات، صبر المغرب على مرتزقة البوليساريو وسوء أفعالهم، وهم يقطعون الطريق على القوافل المارة من المغرب وإلى دول إفريقيا جنوب الصحراء أو العكس، حتى سئم الشعب المغربي من صبر بلده عليهم، ولكن لحكمة ما لم نكن نعرفها نحن المغاربة، كان المسؤولون المغاربة يخططون في صمت ويُشهدون العالم على أفعالهم. وبين ليلة وضحاها، وجدنا المرتزقة ذات صباح قد تركوا المعبر من دون رجعة، وبقيت أحذيتهم معلقة ومرمية هناك على الرمال عبرة للتاريخ، وقد فروا حفاة إلى ما وراء الجدار. وبنفس الصبر والنفس الطويل تتعامل اليوم الدولة المغربية مع Gen- z، لأنه بكل تأكيد، فإن المخابرات المغربية تتابع الأمور من ألفها إلى "زيدها"، وهي على علم بكل ما جرى ويجري وسيجري مستقبلا، لكي تكشف للعالم سوء عمل "مع من حشرنا الله في الجوار"، حتى إذا ما اتخذت ردًّا حاسمًا يليق بتهوّر من هم في الداخل والخارج، لن يلومها أحد في العالمين على فعلها. وكأنّ الدولة المغربية تقول للداخل والخارج: اللهم اشهد، إنّي قد بلّغت...!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مخاطبة حكومة-Z- الرقمية بالمغرب
- الأفضلية للحَياة في رواية -أحلام مُنكسِرَة-
- مَا فائدَة صيحَة الدّيك بعدَ طلوع الشّمس...؟
- أراك بين أصابعي
- يَومِيَاتُ مُياوم في بركان
- في محبة القصة القصيرة
- مهرجان بلقصيري للقصة يحتفي بتجربة أبو يوسف طه
- أورَاقُ الرّومي المَنسِيّة
- إسرائيل وإيران.. الموت من أجل الحياة
- فاس تحتفي بمؤسس جائزتها للثقافة والإعلام عبد السلام الزروالي ...
- حُجَا وسُوء تنظيم احتفاليَة فاس الكروية
- ملتقى فكري حول جمالية البيئة بفاس
- مهرجَان السّرد يُنهي أشغاله في أبركان
- مهرجان أبركان للسرد يصل نسخته الثامنة
- الزين، في الثمانين..!!
- الكُرْهُ بالتّرَاضي في عَالم لا يُحتمَل...!!
- مَعهدُ صُروح بفاس يَحتفي بتجربَة السّفير الشّاعر الشّميري
- في حَضْرَة مَولانا الشّاعر عبد الكريم الطّبال
- مَشاهدُ من مَعرض الرّباط للكتاب- 2025
- أَإِلى هذا الحَدّ، بحارُنا تُرهبهُم ومَوانِئُنا تُخيفُهم...! ...


المزيد.....




- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - مِنَ الكُولونيل الغُجدامي.. إلى Gen-z