أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - إسرائيل وإيران.. الموت من أجل الحياة















المزيد.....

إسرائيل وإيران.. الموت من أجل الحياة


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


قلم: إدريس الواغيش
..........
الحرب عدو الحياة والقيم الإنسانية، قذرة وغير رحيمة بالإنسان، مهما كانت إيديولوجيته ودينه ولونه. كم هي قاتلة ومقززة ومدمرة، حين تباد الخطوط الحمراء فيها، وأرجو ألا تصل إلى منطقة اللاعودة. لا أحد يكره الحياة، ويحب الموت، وإيثار الموت على الحياة، انتهى ذلك مع زمن الخلفاء الراشدين والأنصار والمهاجرين.
ولكن دعنا الآن نتفق أولا، من حيث المبدأ، على أن إسرائيل ظالمة وغاصبة، وهي عدوة الشعوب والإنسانية. حشرة سوس زرعتها المنظومة الاستعمارية الأورو- أمريكية في قلب الشرق الأوسط، قبل منتصف القرن العشرين. رحل عساكر الغرب، وحلت محلها شركاته وجواسيسه. ووجود إسرائيل بالمنطقة، هدفه الأول زرع الفتنة، والتفريق والتدمير والهيمنة والتهجير، في محاولة للتمدد في كل مرة، ورسم معالم حدود جديدة. ولذلك، لن يسمح الغرب بزوالها، إلا إذا ضعف وهان. إيران قوة إقليمية متوسطة، تحاول قدر الإمكان أن تهدد ببرنامجها"النووي". ولكن أخاف أن يأتي يوم، يظهر فيه أن برنامجها النووي، لم يكن يختلف في شيء عن أكذوبة "نووي" العراق. إيران ليست قوة عسكرية حقيقية، وغير محصنة بما يكفي، وإسرائيل تعرف هذا، وإلا لما تجرأت على مهاجمتها.
وبالعودة إلى خلاف المغرب مع إيران، لم يكن هذا الخلاف قديما، وإنما تزامن مع وصول "آيات الله" الخميني إلى إيران، وقد كان الفقيه "واكل شارب، ما عليه ما بيه" في فرنسا، والمخابرات الغربية تهيء الكاتب ورجل الدين لسنوات، كي يصبح "روح الله" في إيران وزعيمها الأوحد. تمكن أتباعه من الانقلاب على محمد رضا بهلوي، ليس لأن "الشاهنشاه" كان عنيدا وممانعا مخيفا، ولكن لأن الغرب كانت له نية خلط الأوراق، وخلق وضع جيوسياسي يتماشى مع رؤية الميريكان في الشرق الأوسط الجديد. سنوات عجاف عرفها الشرق الأوسط، راحت ضحيتها رؤوس وزعامات، كان أبرزها صدام حسين.
لم يكن خلاف المغرب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية يوما بسبب الشيعة والتشيع، ولم يكن عقائدياً. كان الخلاف ذو أبعاد سياسية وجيوسياسية، مع وجود بعض التوترات التي قد تفسر على أنها ذات طابع إيديولوجي. ما عدا ذلك، كانت علاقة المغرب جيدة مع الشاه، ولم تكن يومها إيران دولة سنية.
ولكن الخلاف مع الدولة الفارسية ازداد وضوحا بسبب تدخلها في الشؤون المغربية، ومحاولة زعزعة وحدته الترابية. وذهبت إيران أبعد من ذلك، حين بعثت خبراء عسكريون يعملون على تدريب مرتزقة البوليزاريو، وذلك بشهادة تقارير صدرت عن كبريات المجلات ومراكز الأبحاث السياسية والدراسات الدولية.
الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل اليوم، هي حرب مفارقات، كل طرف فيها يحاول تكسير عظام الآخر بشكل مباشر. لم يعد أمام إيران خيارات كثيرة، في غياب من كان ينوب عنها. أصبحت اليوم معزولة، ولا حلفاء لها في السر والعلن، إلا ما يروج له في وسائل الإعلام. حزب الله ومنظومته العسكرية دمرت بالكامل، واغتيل زعيمه نصر الله أمام عيون إيران وصمتها. دول أخرى مثل لبنان وسوريا والعراق، قدمتها إيران الواحدة تلو الأخرى، قرابين وهدايا على طبق من ذهب إرضاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. أما صواريخ الحوثيين في اليمن، فإنها قد تزعج إسرائيل، ولكنها لا تستطيع إنهاك منظومتها الدفاعية.
لا مجال للمقارنة، في ظل مفارقات كبرى، بين دولتي إيران وإسرائيل. إيران مساحتها تفوق 1,5 مليون كلم مربع، وعدد سكانها تجاوز 90 مليون نسمة. أما إسرائيل، فإنها كيان صغير سكانا ومساحة. ومع ذلك، إيران تريد لهذه الحرب أن تنتهي سريعا، لأنها أنهكت ودمرت مواقعها الدفاعية على الأرض. وقتل عدد كبير من خيرة ضباطها، ولقي أشهر علمائها في المجال النووي حتفه وهم نيام على الأسرة، في اختراق مخابراتي واضح. وأصبح مجال إيران الجوي مفتوحا أمام طائرات إسرائيل، وهي قادمة للقصفةبلا استحياء من كل الجهات.
إسرائيل لا تتجاوز مساحتها 22 ألف كلم مربع، وعدد سكانها يتجاوز بالكاد تسع مليون نسمة. صغيرة جدا مقارنة مع إيران، إلا أنها متفوقة في عدة مجالات، ومدعومة بقوة ماليا وعسكريا واقتصاديا وتكنولوجيا من عدة جهات غربية.
ولذلك، أصبحت إسرائيل ترى في هذه الحرب فرصة لا تعوض، وطائراتها وصواريخها تختار أهدافها بدقة، وفق ما تمتلكه من تكنولوجيا متطورة، وترى أن الفرصة مناسبة لقصف ما تبقى لديها من بنك معلومات استخباراتية، وفرها لها جواسيس الأرض وأقمارها الاصطناعية الطائرة في السماء. ولذلك، إسرائيل لا تريد لهذه الحرب أن تتوقف، رغم علو صراخ سكانها وفىار بعضهم، بعد كل الضربات الموجعة التي تلقتها، إلا إذا جاءتها أوامر عليا.
الضربات التي تلقتها، همت ما يمكن إصلاحه في ساعات، وبناؤه خلال أيام أو أسابيع وبضعة شهور. إيران لم يكن بإمكانها سوى ضرب ناطحات سحاب، أحياء سكنية ومحطات للطاقة والوقود. وهذا كله بإمكان إسرائيل أن تبني ما هو أفضل منه، لأن كل أرصدة الغرب في خدمتها. ولم نسمع عن موت ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أو أسلم الروح في حيفا وتل أبيب مهندس أو عالم كبير نتيجة القصف الصاروخي الإيراني، سواء في المجال النووي أو في أي تخصص آخر.
أمريكا هي حامية إسرائيل الأولى، ولن تسمح بهزيمتها، وتراقب بعض المؤشرات لكي تتدخل، وتعلن عن وقف الحرب بشكل مباشر أو عبر وساطة تعرف أن إيران تقبل بها.
الأطراف الأخرى المعنية، مثل: روسيا والصين تراقبان الوضع، ويرى كل منهما في هزيمة إيران وملاليها حلول نظام آخر، قد يصبح لاحقا حليفا للولايات المتحدة، وهذا يعني حتما أن عدوها اللدود سيكون على حدودها الغربية، وهو ما لا تقبل به الصين وروسيا. وهما يسعيان في الوقت الحالي إلى أن يصبح النفوذ متقاسما مع أمريكا، في عالم يريد ترامب أن يكون زعيمه وقطبه الأوحد.
هذه الحالة، لن تقبل بها روسيا التي ورثت عن الاتحاد السوفييتي عداءه للغرب، ولكنها تتعامل معه إلى حدود اليوم بحكمة بالغة. الصين تبهر العالم بصناعاتها في كل المجالات، من أبسطها إلى الأكثر تعقيدا. مصر وتركيا تراقبان بدورهما الوضع بقلق، والأيدي على الزناد استعدادا للأسوأ. الصين وروسيا حريصتان على عدم التورط في هذه الحرب، مكتفيان إلى اليوم بالمراقبة، والتقاط كل صغيرة وكبيرة، ومن يدري؟ قد تنفع في القريب العاجل..!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاس تحتفي بمؤسس جائزتها للثقافة والإعلام عبد السلام الزروالي ...
- حُجَا وسُوء تنظيم احتفاليَة فاس الكروية
- ملتقى فكري حول جمالية البيئة بفاس
- مهرجَان السّرد يُنهي أشغاله في أبركان
- مهرجان أبركان للسرد يصل نسخته الثامنة
- الزين، في الثمانين..!!
- الكُرْهُ بالتّرَاضي في عَالم لا يُحتمَل...!!
- مَعهدُ صُروح بفاس يَحتفي بتجربَة السّفير الشّاعر الشّميري
- في حَضْرَة مَولانا الشّاعر عبد الكريم الطّبال
- مَشاهدُ من مَعرض الرّباط للكتاب- 2025
- أَإِلى هذا الحَدّ، بحارُنا تُرهبهُم ومَوانِئُنا تُخيفُهم...! ...
- متى يرفع تلاميذنا الكتاب عوض -الشاقور-..؟
- الطريق إلى الوجه العزيز
- تأشيرة الوداع إلى العزلة
- الأدب المغيب في الأعمال التلفزيونيية
- صوفيا، حفيدتي يا أمي..!!
- مسرحية نكاز تنتهي قبل أن تبدأ في مراكش..!! بقلم: إدريس الواغ ...
- أوريد يحاضر في التغيّرات الجيوسياسية العالمية
- “يَلزَمُني خطيئَة أخرَى“ جديدُ الشّاعر إدريس الواغيش
- فاس، وأسرار لا تنتهي..!!


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - إسرائيل وإيران.. الموت من أجل الحياة