أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - الأدب المغيب في الأعمال التلفزيونيية















المزيد.....

الأدب المغيب في الأعمال التلفزيونيية


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8302 - 2025 / 4 / 4 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


قلم: إدريس الواغيش
.........
الأدب هو العنصر المغيب قسرا في أغلب الأعمال التلفزيونية المغربية المعروضة في رمضان، وهي المفروض فيها تهذيب الذوق العام وصقله لدى المتلقي، ودعم الثقافة عموما، وتنمية المجالات المرتبطة بها من فكر وأدب. وأقصد بالأدب هنا كل ما يتعلق بالإبداع في الكتابة من: قصة، شعر، حكاية ورواية..إلخ. ولا أقصد السلوك الفردي والجماعي، كما قد يظن البعض أو كما هو متداول في الفهم الشعبي والجمعي والأثر الاجتماعي المغربي عامة.
الدراما بمختلف أنواعها عبارة عن نصوص أدبية في الأصل أعدت للقارىء، ولكن السيناريست يعيد ترتيب فقراتها فنيا وفق رؤيته الفنية، وتصبح بالتالي صالحة لأي عمل مسرحي أو تلفزيوني وسينمائي. والمخرج يعمل من جهته على إيجاد جسر يربطها بالمشاهد أو المتلقي عموما، والعمل على تقديمها عبارة عن عمل فني يتتبعه المشاهد عبر الشاشة من خلال مسلسل، فيلم أو في الركح إن تعلق الأمر بمسرحية جادة أو هزلية، عبر أداء حي يقدمه أو يشخصه ممثلون وممثلات، يشاركهم فيه أشخاص عاديون يؤدون أدوارا ثانوية أو ما يعرف عادة بال"كومبارس" في المجال الفني.
ولكن الملاحظ، هو أن ما يعرض على شاشاتنا المغربية من أعمال فنية مغربية في شهر رمضان، وهو ما نتابعه ويعنينا، سطحي وبعيد كل البعد عن الكتاب، وعن كل ما هو أدبي، ولا نجد فيه كمتفرجين شيئا من الفن، حتى لا نذهب بعيدا ونقول الأدب.
ولذلك، كثيرا ما أجد نفسي في حرج من أمري، سواء كنت ضيفا عند أصدقائي وعائلتي أو في البيت بين أفراد أسرتي، غير قادر على الانخراط مثلهم في متابعة بعض الأعمال التلفزيونية المعروضة على الشاشة المغربية في رمضان، وحتى أكون واضحا وضوح الشمس بشكل لا لبس فيه، أعترف أنني أجد نفسي في الغالب مكرها على فعل ذلك، حتى لا أتهم بالنخبوية العالمة. كما لا أنكر أنني غالبا ما أجد نفسي خارج المشهد تماما "hors- jeux" غصبا عني، وبالتالي تسبقني أصابعي إلى شاشة الهاتف، أستبدل مكرها وضعا بوضع، وأنا أعرف أن سلوكا، مثل الذي اقترفته، غير أخلاقي ولا يروق لكثير من الناس، وقد يكون أولهم أولادي وزوجتي، وبالتالي يعيبون علي بعد ذلك فعلتي أثناء نقاشاتنا بعد العودة إلى البيت.
قد نتابع مكرهين أعمالا تلفزيونية أو سينمائية مغربية تعرض على الشاشة لحظة الإفطار وما بعده، قبل التحرر والخروج من دائرة المشهد إلى الشارع. ويمكن إدخال الكثير من هذه الأعمال في حالات "الريع الرمضاني" لأشخاص معينين أو جهات بذاتها، وليس في الطاقات الإبداعية كما يفترض أن يكون، لأنها بعيدة عن المعايير المهنية والاحترافية في المجال الفني، ولأن مثل هذه الأعمال، إن كانت فنية، لا تنتمي إلى صنف الدراما ولا التراجيديا ولا إلى جنس الكوميديا، ولذلك تجد الممثلين والممثلات يضحكون فيما بينهم ضحكا هو أقرب إلى البكاء، ولا ينتظرون من المشاهد والمتلقي ضحكا، وكأن العمل معمول لهم بذاتهم، كي يضحكوا من خلاله على المشاهدين، وليس معمولا للمشاهد الذي يتابعهم، وكأن هذا المتلقي المغلوب على أمره غير جدير بالضحك معهم، لأنهم كانوا وضعوا الأدب منذ البداية في غير إنائه مع سبق الإصرار والترصد.
تحضرني هنا، والحالة هذه، أسماء بعض المخرجين والمبدعين من مصر وسوريا تمكنوا من الإخراج التلفزيوني والسينمائي والمسرحي تحديدا، لأنهم الأكثر استهلاكا وعرضا على شاشات تلفزاتنا العربية.
ومع ذلك، ظل هؤلاء نجوما مخفيين وراء الكاميرات لسنوات طويلة، دون أن يعرف بهم إلا الراسخون في الفن، أذكر هنا: يوسف شاهين، شادي عبد السلام، كمال الشيخ وغيرهم، لم يتطاولوا على ما ليس لهم كما يفعل المغاربة. وفي الدراما السورية، تحضرني أسماء أخرى وازنة، من قبيل: حاتم علي، نجدت أنزور، بسام الملا وغيرهم. وفي كتابة السيناريو، يحضر اسم أسامة أنور عكاشة، مروان قاوون، كمال مرة، وليد سيف، ممدوح عدوان وآخرون. وفي الأداء التلفزيوني والمسرحي والسينمائي تحضر لائحة أسماء ووجوه وازنة من الجنسين تبدأ ولا تنتهي في كل من: مصر، سوريا، لبنان والمغرب.
في كل الأعمال الفنية لهؤلاء الرواد التي ذكرناها، نستحضر جملا وحكما وعبارات، ظلت لسنوات ملتصقة بأذهاننا كتمفرجين مغاربة وعرب، سبق أن سمعناها في أعمال فنية رائعة بذاتها في التلفزيون والمسرح والسينما، يكون جوهرها من صميم الأدب الراقي، مستوحاة من روايات عالمية أو عربية، ولو أنها تنتمي إلى الأعمال التلفزيونية العادية وليس إلى الدراما التاريخية، كما تفنن فيها السوريون والأتراك على الخصوص.
في المغرب، نجد المشاهدين يتابعون الأعمال الرمضانية التي تعرض على الشاشات في القنوات التلفزية على قلتها مكرهين، لا خيار لهم في ذلك غير الإذعان، لأنها تفرض عليهم قسرا مرتين، في الأولى على الشاشة وفي الثانية داخل فضاء البيت والأسرة، سواء في وقت الإفطار أو قبله وما بعده. وبتقييمها فنيا وأدبيا، لا نجد في كثير من هذه الأعمال الفنية، إن كانت كذلك أدبا، ولا هي مستوحاة من عمل أدبي لقاص أو مؤرخ وروائي، وهنا أقصد أجناسا بذاتها: القصة، الرواية، الحكاية، الحدوثة، الحدث الاجتماعي أو التاريخي المغربي الذي يقتضي الأمر تدوينه والافتخار به. كل ما في الأمر، ضحك كالبكاء، وضجيج يشبه صراخ الاستغاثة، وثرثرة بلا معنى، يتبعها إشهار مجاني"باسل وحامض".
الأدب التلفزيوني له أدبياته وأدبيته ومخرجوه، وهو لا يختلف في شيء عن الأدب الذي نقرأه في الكتاب من رواية، قصة وقصيدة، إن لم يكن هو ذاته وبعينه، أدب يحمل فكرا نتأمله، رأيا نتبناه أو ننكره على صاحبه، ووجهة نظر وجيهة نعمل بها أو نعارضها. ولكن ما نشاهده على شاشاتنا في أغلب الأعمال التلفزيونية المغربية، لا يعدو أن يكون مجرد ثرثرة وكلام غوغائي في الغالب، لا يحمل ثقافة أو فكرا ولا ما يقربنا إليه، لأن المخرج المغربي في كثير من هذه الأعمال التلفزيونية، الذي يكون تكوينه تقني في الأساس، نجده منتجا للعمل الفني وكاتبا للسيناريو، وهو مخرجه الفني، وموزع الأدوار على الممثلين والممثلات في نفس الوقت، وهو إضافة إلى ذلك "نجم" العمل المطلق، سواء كان مسرحيا، تلفزيونيا أو سينمائيا، ويختار وجها نسائيا مليحا يشاركه البطولة من أجل التمويه، حتى لا يكون هو البطل المطلق الذي"يطاق"..!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوفيا، حفيدتي يا أمي..!!
- مسرحية نكاز تنتهي قبل أن تبدأ في مراكش..!! بقلم: إدريس الواغ ...
- أوريد يحاضر في التغيّرات الجيوسياسية العالمية
- “يَلزَمُني خطيئَة أخرَى“ جديدُ الشّاعر إدريس الواغيش
- فاس، وأسرار لا تنتهي..!!
- لا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي
- توقيع كتاب“قضَايا ونُصوص في الأنثروبولوجيا“ بصفرُو
- فاس، عِشقٌ أبَدِيّ وسِحْرٌ لا يَنتهي…!!
- الشّعر يُسابق الرّبيع في تاونات
- الزليج فرادة مغربية
- في الطريق إلى صحرَاء تافيلالت
-         الروائي كفيح ينتصر للغة العربية والهامش في الفقيه بن ...
- خنيفرَة تختتم مهرجانها الدولي القصصي العاشر
- في الحاجَة إلى الجَرّافة...!!
- سوريا تحررت يا يعقوب..!!
- قصة قصيرة : تَبَاريحُ الخُضَرِيّ
- توصيات المناظرة الرابعة للإعلام في بني ملال
- مناظرة في أبي الجعد وبني ملال تقارب العلاقة التكاملية بين ال ...
- في مديح ماكرون للملكة المغربية الشريفة...!!
- آنَ لخُطوط الطفل الكورسيكي كُبولاني أن تنمَحي


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - الأدب المغيب في الأعمال التلفزيونيية