أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - لا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي














المزيد.....

لا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8265 - 2025 / 2 / 26 - 20:49
المحور: الادب والفن
    


بقلم: ادريس الواغيش
......
أنهيت المرحلة الأولى من العمر سالما، والحمد لله. واثق من نفسي، وعندي طموح كبير في الاستمرار، ورغبة جامحة في بداية مرحلة أخرى جديدة؛ أهم وأحلى. لم تعد تهمني، بعد اليوم، عميات الحساب، من جمع وطرح وضرب، ولا دوران عقارب الساعة. ولن أسأل، كما يفعل الكثير من الحيارى، ماذا كسبت لغدي، وقد تجاوزت الستين من عمري؟ ولا ماذا خسرت من متاع الدنيا؟ لأنني لم أراهن يوما على الربح، بقدر ما كانت راهاناتي دائما على الخسارة.
كنت أعرف، أنني انحزت عن غير قصد إلى صف الخاسرين، حين كتبت أول قصة قصيرة، وطبعت من مالي الخاص مجاميعي القصصية. وأصبحت من جيش المدمنين على الخسارات، منذ أن كتبت أولى القصائد، إلى أن طبعت ديواني الثالث على حساب نفقة الأسرة. ثم توالت الخسارات بعد ذلك، وأنا راضي بكل خساراتي.
لم أحب الربح، وقد سبق لي أن مارست مهنة التجارة، لأن الربح يعلم الحيلة والشطارة، والشطارة تعلم الخبث، والخبث يعلم التفنن في الاحتيال على حقوق الآخرين. وأنا من طبعي وطبيعتي ميال إلى العدل، ولا أحب الظلم والظالمين. الخسارات على عكس الربح علمتني التحدي، وأنا واحد من عشاق التحدي، وهو الذي طور وعيي بالحياة وأنساني شقاوة طفولتي، هي التي دأبت عليها منذ أن كنت صغيرا في كتاب القرية، وبعد أن التحقت بمدرستها.
ولن أسأل ثانية، بوعي أو بدونه، عن ماذا تحقق أو لم يتحقق من أحلامي الشاردة. لم يعد يهمني بعد اليوم، إن كانت السنون التي مرت، قد ظلمتني أو نصفتني، وهل أسرعت قليلا أو تباطأت، لأنني غير معني اليوم بسرعتها، ولست قلقا من تباطؤ سيرها. لها أن تمشي كيف تشاء، ولي أن أحياها كيف أشاء. ولم يعد يعنيني، بعد هذه الرحلة الطويلة، إن كنت واضحا أو غامضا في علاقتي مع الآخرين، ولا بماذا يحكمون علي، وبأي عيون أو نظارات يرونني. ليس من حق أي أحد أن يأتي متأخرا، ويسألني: ماذا فعلت بسنوات عمرك؟ وماذا حققت فيها؟
أعرف أنه لم يكن ممكنا تحقيق أكثر مما كان، ولن أتحجج بالظروف والإمكانيات، فلي ماكان لي. ولكن ما قد يشفع لي قليلا، هو أن عدة مسارات اعترضت طريقي عنوة، وبعضها فرض علي قسوة، ولم أختر أغلبها طواعية. المسارات في حياتنا عموما كبشر، لا نختارها عادة كيف نشاء.
أصبح العالم باردا في زمن القطب الواحد، ولكن من حسنات هذا القطب أن عرى بعض الوجوه والأقنعة، وكشف عن زيف الكثير من المواقف، وأظهر معادن الرجال على حقيقتها. سنوات من العمر مرت، وأخرى تنتظر على الطريق. لن أستعجل الأمور، وأتحدث من الآن عن الوحدة والشيخوخة والعكاز، وأسبح في فلكوت سماوات الخيال، ولن أتكلم عن الضجر واليأس. لا زال أمامي متسع من العمر للفرح، أصحو فيه باكرا قبل شروق الشمس، أحمي الزهور من طيش العصافير الصغيرة، والياسمين من تهور بعض الفراشات.
لا زلت أحتفظ في داخلي بعقلية الطفل والمراهق، ولا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي، وأنا أستمتع بأكل قطعة من الشوكولاتة على الرصيف في الشارع. لا يهمني تعجب المارة، ولا نظرات عيونهم إلي، ولا همس الحمقى لبعضهم بأن الحلويات والشكولاتة لا تناسب عمرا مثل عمري. أعرف أن تعجبهم لن يغير من إصراري شيئا، ولا فصلا من القوانين التنظيمية في هذا الكون..!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توقيع كتاب“قضَايا ونُصوص في الأنثروبولوجيا“ بصفرُو
- فاس، عِشقٌ أبَدِيّ وسِحْرٌ لا يَنتهي…!!
- الشّعر يُسابق الرّبيع في تاونات
- الزليج فرادة مغربية
- في الطريق إلى صحرَاء تافيلالت
-         الروائي كفيح ينتصر للغة العربية والهامش في الفقيه بن ...
- خنيفرَة تختتم مهرجانها الدولي القصصي العاشر
- في الحاجَة إلى الجَرّافة...!!
- سوريا تحررت يا يعقوب..!!
- قصة قصيرة : تَبَاريحُ الخُضَرِيّ
- توصيات المناظرة الرابعة للإعلام في بني ملال
- مناظرة في أبي الجعد وبني ملال تقارب العلاقة التكاملية بين ال ...
- في مديح ماكرون للملكة المغربية الشريفة...!!
- آنَ لخُطوط الطفل الكورسيكي كُبولاني أن تنمَحي
- مَذاقُ الوَطن بنُكهَة العُيون
- من أوزود إلى مرّاكش، فرَادة المَغرب المُتعَدِّد
- التّقاعُد، آن لي أن أرتاح، قد تعبتُ من السّفر...!!
- نوستالجيا: إحصاء، زواج وشعر...!!
- شكري في زمن الأخطاء
- مُنتدى “كفاءات تاونات“ يحتفي بمُتفوّقي باكالوريا 2024 في الر ...


المزيد.....




- -الشاطر- فيلم أكشن مصري بهوية أميركية
- رحلتي الخريفية إصدار جديد لوصال زبيدات
- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - لا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي