أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادريس الواغيش - متى يرفع تلاميذنا الكتاب عوض -الشاقور-..؟














المزيد.....

متى يرفع تلاميذنا الكتاب عوض -الشاقور-..؟


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 8315 - 2025 / 4 / 17 - 00:13
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قلم: إدريس الواغيش
........
كثيرا ما تضعف حواسنا أمام مأساوية بعض الظواهر الشاذة التي تباغتنا في المجتمع، وتدخلنا مكرهين، طائعين، مرتبكين إلى عالم تسوده الفوضى. ما وقع لأستاذة أرفود بالجنوب الشرقي المغربي، هو الذي كان معروفا دائما بأخلاق أناسه الطيبين بكل فئاتهم العمرية إناثا وذكورا، ليس طبيعيا أبدا. قد يكون حدث طارئا وعرضيا، ولكنه مؤشر خطير، يضعنا أمام واقع جديد لم تعتد عليه منطقة عزيزة على قلوبنا كمغاربة.
هناك في تلك الجهة النائية تحديدا، يوجد ما نسميه "أرض النية المعقول"، ولاشيء غير ذلك. ولكن، يبدو أنه " لازم الواحد يحضي راسو" مستقبلا حتى في تلك المناطق الآمنة، لم تعد هناك "نية" بعد اليوم ولا "معقول" فوق الأرض ولا تحتها. حتى لو لم يعرف من قبل عن أناس تلك المنطقة بكل مكوناتها، غير الطيبة وكرم الضيافة وحسن الخلق. ولم يثبت أن استخدموا العنف في علاقاتهم اليومية، فيما أعرف، سواء في معاملاتهم البينية أو في علاقاتهم اليومية مع الوافدين عليهم من الزوار والغرباء. سبق لي إن عايشتهم وعرفتهم عن قرب، وعاشرتهم لأكثر من ثلاثين سنة، وكانوا يعاملونني دائما بما يليق من احترام كواحد منهم.
إلا أن ما وقع لأستاذة أرفود يدق ناقوس الخطر ويدعو فعلا للقلق، واتخاذ الإجراءات اللازمة، والقيام بدراسات ميدانية حول هذا التحول في السلوك. وإن كانت قراءته السطحية تقول أن هناك تحول مجتمعي قادم على الأبواب، وهو تحول دخيل وخطير على قيم المجتمع في تلك المنطقة المحصنة أخلاقيا بالعادات والتقاليد.
قد نجتهد من جهتنا في إيجاد بعض المبررات المختلفة لشبيه ما وقع مع تلميذ جانح في بعض الحواضر الكبرى: طنجة، فاس، سلا، البيضاء، مراكش وغيرها. ونبحث عن مخرجات لتبرير ما حدث، وإن كان الجرم يبقى جرما في كل زمان ومكان. وقد نبرر الحدث، ونقول بأنه جاء نتيجة توتر ناتج عن ضغوطات الحياة اليومية، وما تفرزه زحمة الحياة وصعوباتها في أحياء تعيش الفقر والهشاشة، وما ينتج عن ذلك من قلة وعي وتمرد على القوانين، وتوتر واضطراب في العلاقات الاجتماعية، وجنوح في السلوك لدى بعض الشباب والمراهقين نتيجة الإدمان على أشياء يحظرها القانون. ولكن أن يمتد هذا الانحراف إلى الأرياف والقرى الصغيرة التي عرفت بسكينتها وأمنها الاجتماعي، فتلك مشكلة كبرى تطرح علينا أكثر من سؤال، وتضعنا أمام علامات استفهام.
هل عدنا من جديد إلى"أجيال الضباع" التي تحدث عنها المرحوم محمد جسوس؟ أم هي طفرة جينية نتجت عن أخطاء في نسخ حمضنا النووي؟ تطورت بشكل خاطىء وغير مرغوب فيه، أعطانا نوعا من البشر تحول من "ضباع" هائمة على وجه الأرض إلى قتلة يحملون"شاقورا"؟ ونحن عن كل ذلك غافلون..!!
أن يحمل تلميذ هذا "الشاقور" في بيئة محافظة، وفي مجتمع صحراوي عرف بجنوحه للسلم والجدية والمعقول والعمل الجاد، وفي مدينة صحراوية صغيرة مثل أرفود، ويقصد أستاذته معترضا طريقها للإجهاز على حياتها في الشارع العام، فذلك أمر يدعو للتساؤل، ويضعنا في حيرة من أمرنا، ويستعجلنا للبحث عن الأسباب ومعالجتها قبل فوات الأوان. ومهما كان الدافع، يبدو أن الفعل لم يكن عاديا، ولا بريئا في شموليته ولا أبعاده السوسيولوجية والسيكولوجية والسوسيواقتصادية، بعيدا عن أي تحليل للبيئة التعليمية والتربوية التي وقع فيها. وبعيدا عن مناهج التدريس المتعبة في نظامنا التعليمي المغربي، يبقى الفعل إجرامي مكتمل الأركان، ويطرح أمامنا أكثر من علامة استفهام، وهو سلوك عدواني يحتاج منا إلى القيام بمقاربة شمولية لما وقع، بعيدا عن أي تبرير نفسي أو اضطراب سلوكي.
ما وقع أمر جلل في مجتمعنا المغربي، يسائل منظومتنا التعليمية برمتها، وعن جاهزيتها لاحتواء سلوكات الأجيال القادمة، وليس الأمر سهلا أبدا كما يعتقد البعض. رحم الله الأستاذة الفقيدة، ربنا يستر من القادم في المستقبل..!!



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطريق إلى الوجه العزيز
- تأشيرة الوداع إلى العزلة
- الأدب المغيب في الأعمال التلفزيونيية
- صوفيا، حفيدتي يا أمي..!!
- مسرحية نكاز تنتهي قبل أن تبدأ في مراكش..!! بقلم: إدريس الواغ ...
- أوريد يحاضر في التغيّرات الجيوسياسية العالمية
- “يَلزَمُني خطيئَة أخرَى“ جديدُ الشّاعر إدريس الواغيش
- فاس، وأسرار لا تنتهي..!!
- لا أجد حرجا إن فضحتني طفولتي
- توقيع كتاب“قضَايا ونُصوص في الأنثروبولوجيا“ بصفرُو
- فاس، عِشقٌ أبَدِيّ وسِحْرٌ لا يَنتهي…!!
- الشّعر يُسابق الرّبيع في تاونات
- الزليج فرادة مغربية
- في الطريق إلى صحرَاء تافيلالت
-         الروائي كفيح ينتصر للغة العربية والهامش في الفقيه بن ...
- خنيفرَة تختتم مهرجانها الدولي القصصي العاشر
- في الحاجَة إلى الجَرّافة...!!
- سوريا تحررت يا يعقوب..!!
- قصة قصيرة : تَبَاريحُ الخُضَرِيّ
- توصيات المناظرة الرابعة للإعلام في بني ملال


المزيد.....




- أولاد عمرو دياب يحتفلون بعيد الأب بصور -دافئة- من طفولتهم
- 128 قتيلا على الأقل بينهم نساء وأطفال في الضربات الإسرائيلية ...
- فيديو متداول لـ-انهيار مبنى- في إسرائيل جراء صاروخ إيراني.. ...
- الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق دفعة صواريخ جديدة من إيران
- +++ هجمات صاروخية متبادلة بين إسرائيل وإيران+++
- دراسة: هكذا يؤثر التوتر على النوم وعلى الذاكرة
- الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صواريخ من إيران باتجاه إسرائيل
- بوتين: لا يمكن الوثوق بالأعداء
- أردوغان يجري سلسلة اتصالات مع قادة المنطقة على خلفية المواجه ...
- -رويترز-: سماع دوي انفجارات في تل أبيب


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادريس الواغيش - متى يرفع تلاميذنا الكتاب عوض -الشاقور-..؟