أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي النفري - تفاصيل الواقف قبل أن يستريح: الترجمة وجدلُ الهوية في متاهة المعنى














المزيد.....

تفاصيل الواقف قبل أن يستريح: الترجمة وجدلُ الهوية في متاهة المعنى


مهدي النفري
شاعر ومترجم

(Mahdi Alnuffari)


الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


الى العزيز محمد عيد إبراهيم الحاضر دائما معي
مهدي النفري – هولندا
00000

لطالما كانت الترجمة أكثر من مجرد حرفة لغوية إنها أزمة وجودية وفعل فلسفي بامتياز. إنها وقفة المتأمل أمام النص وقفة "الواقف قبل أن يستريح".
نستحضر هذه العلاقة الشائكة بالنظر إلى مسيرة رائد في هذا المضمار مثل الشاعر والمترجم الراحل محمد عيد إبراهيم، الذي لم يكتفِ بالنقل بل مارس فعل الاستحضار التام للنص.

دم الجذور ووشم الآخر
كل كتابة تستدعي الجذور أو تحاول استنطاق الأصل هي في حقيقتها دم نافر يحمل ظل النوافذ ومرور الزمن. الترجمة هي تلك اللحظة التي تستفيق فيها الروح لتجد نفسها موشومة بكلام آخر ومعنى لم يُسمع من قبل. إنه ليس مجرد استقبال بل هو اكتشاف للذات في مرآة الآخر.
تنطلق الروح في إبحار لا يقاوم يشدها ترتيب الكون الدلالي للنص الجديد واتساع هيئته، يدعوها للقفز إلى الضفة الأخرى، ليس للهروب بل لإعادة اللغة إلى منبعها الأصلي،
لغة خضراء الثمر حيث يعيد صوتها الأبدي تقسيم الوعي نفسه.

صراع الإبحار ومرآة اللغة
هل نكتفي بالوقوف والتأمل؟ أم نستسلم لجاذبية الإبحار، رافضين العودة بـخلو الوفاض من هذا اللقاء العظيم؟ هذا هو الصراع الوجودي للمترجم ،أن تزرع سؤالاً جديداً وتبدأ من جديد في جذب أحلامك نحو التحرر من الطوق الأنطولوجي الذي يحيط بك.
هنا يبرز السؤال المركزي هل اللغة المترجَمة هي مجرد مرآة سلبية للغة الأصل؟
إنها وقفة على منخريْ الوعي حيث تبحث عن الزفير والشهيق الذي يقطع به الذعر الطريق بين عجلة الأحلام وخشونة الحقيقة. أي ظلمة نلاحق؟ هل هي فرس النتاج الأصيل الذي يقتحم العتمة بخطوات واثقة أم أنها ظل الطريد الذي يحمل راية الزيف والتكرار؟

تجارة الدهشة وفن الخَلق
الترجمة الحقيقية هي تجارة بعيدة المنال وليست مقايضة قريبة. إنها سوق الدهشة بامتياز حيث يتحقق انتصار الثمرة في أرض غريبة، معلناً عن نوافذ فكرية بعيدة عن تلك السلالم السهلة التي يتسلقها الحفاة.
إنها ليست مجرد صنعة أو تقنية بل هي فن الخَلق. هي عملية انتشال الورد من الوحل أي استخراج الجمال العميق من صعوبة التحويل والنقل.
نعرف أن هناك من ينزلقون نحو الحروف الشاحبة، رافعين أصابعهم ادعاءً بالوصول إلى "الأنا" العليا. لكن المطر الذي نحبه والذي يجسده جهد المترجم هو مطر أبيض، قلب نقي يحمل الصمت والحرية. هاتان القوتان هما أبلغ نجوم السماء ضياءً وهما المعيار الوحيد لصدق أي عملية تحويل معرفي.
0000
محمد عيد إبراهيم (1955 – 2020) هو شاعر ومترجم مصري بارز.
يُعد من أبرز وجوه جيل السبعينيات في الشعر المصري ورائدًا في قصيدة النثر.
* الإسهام في الترجمة: كان من أشهر المترجمين الذين أثروا المكتبة العربية حيث ترجم أكثر من 50 كتابًا في مجالات الشعر والرواية والنقد (مثل أعمال هاروكي موراكامي وتوني موريسون وميلان كونديرا).
* المناصب: أسس سلسلة "آفاق الترجمة" وعمل مديرًا تنفيذيًا لـ "المشروع القومي للترجمة" في مصر مما يؤكد دوره المؤسسي في حركة الترجمة.
* أعماله الشعرية: من أبرز دواوينه: الملاك الأحمر، وخضراء الله، وعيد النسّاج.



#مهدي_النفري (هاشتاغ)       Mahdi_Alnuffari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة وما بعدها
- على ضفاف الراين
- لكنني بلا قصيدة
- لعبة المزاج
- جناحان من نبضٍ، وسماءٌ من حنين
- كلب ميت بجناحين
- الديمقراطية
- الضوء، الفراغ، الجسد
- السقوطُ… أولُ المعاني للحقيقة
- خطيئة تتكرر
- في قلبي يخفقُ الشكُ كنبضةٍ مخدرةٍ
- وجه آخر لهذا الظل
- مختارات من الأدب الهولندي -9-
- مختارات من الادب الهولندي-8-
- القربان
- مختارات من الادب الهولندي(6)
- أشدُ بياضًا من علامةِ استفهام
- من اجل هذا العكاز صرت راعيا لقطيع من النسيان
- رجل يحتضر قبل الولادة
- لا تثق بالوقت والخلود


المزيد.....




- -تانيت إكس آر-: منصة غير ربحية توثق التراث التونسي رقميا
- اكتشاف قلعة عسكرية على طريق حورس الحربي في شمال سيناء
- انطلاق الدورة السادسة لمهرجان بغداد الدولي للمسرح
- ظهرت في أكثر من 60 فيلما..وفاة الممثلة ديان كيتون عن 79 عاما ...
- حربٌ هزمت المجتمعَين وأسقطت كذبة وحدة اللغة والتاريخ المشترك ...
- ظهرت في أكثر من 60 فيلما.. وفاة الممثلة ديان كيتون عن 79 عام ...
- بيت المدى يستذكر الأديب الباحث الدكتور علي عباس علوان
- -كتاب الرياض- يناقش صناعة المحتوى الثقافي
- -الممثل غير المحترف-.. جديد محمد عبد الرحمن في معرض الرياض ل ...
- دان براون يعود ليسأل: ماذا بعد الموت؟ قراءة في -سر الأسرار- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي النفري - تفاصيل الواقف قبل أن يستريح: الترجمة وجدلُ الهوية في متاهة المعنى