أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد موكرياني - حملة نتن ياهو في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وحملة الأنفال لصدام حسين في إبادة الشعب الكردي في كردستان















المزيد.....

حملة نتن ياهو في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وحملة الأنفال لصدام حسين في إبادة الشعب الكردي في كردستان


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8493 - 2025 / 10 / 12 - 15:18
المحور: القضية الكردية
    


إن حملة نتن ياهو الصهيونية العنصرية لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة بعيدة كل البعد عن مبادئ الديانة اليهودية التي بعث الله بها النبي موسى عليه السلام لنشرها وإنقاذ الشعب الإسرائيلي من استعباد فرعون مصر لهم، ولا تختلف كثيرًا عن حملة صدام حسين في تدمير أكثر من 4000 قرية كردية، وقتل الآلاف، واستخدام الأسلحة الكيماوية في قصف القرى والمدن الكردية في كردستان العراق.

الفرق بين الحملتين هو التغطية الإعلامية؛ فوسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا حاسمًا في نقل حملة الإبادة التي نفذها المجرم المدان نتن ياهو، بينما لم تكن هذه الوسائل موجودة في زمن حملة الأنفال لصدام حسين. كما أن الحكومة التركية العنصرية آنذاك كانت داعمة لحملة صدام حسين، إذ لم تسمح للخبراء الدوليين بالتحقيق في القرى المنكوبة بالأسلحة الكيماوية والقريبة من الحدود التركية – العراقية.
أي بمعنى آخر، شاركت الحكومة التركية في حينها في حملة إبادة الشعب الكردي، وكانت دوافعها مستمدة من المبادئ القومية العنصرية الأحادية القومية للدولة التركية بعد سقوط السلطنة العثمانية التي احتلت كردستان الأناضول، وسيبقى الشعب الكردي، الذي نجى من عمليات الإبادة والتهجير، في وطنه التاريخي الأزلي في الأناضول كابوسا للحكومات العنصرية التركية المحتلة لأناضول الى ان:
1. يسقط حكم الطاغية المنافق أردوغان.
2. والتخلص من التراث الصهيوني لمصطفى كمال، الذي يُعد عدوًا للإسلام والمسلمين، والموروث من طائفة "الدونمة"*.
3. وتغيير الدستور العنصري لدولة تركيا والتأكيد على المساوات في الحقوق لكل مواطنين في دولة تركيا التي استحدثت في 29 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1923.
*الدونمة فرقة دينية ظهرت في ظل الدولة العثمانية، وارتبطت باسم "سبتاي زيفي"، الرجل الذي قلب موازين العقيدة بين اليهود والمسلمين في القرن السابع عشر.
سبتاي زيفي وُلد في مدينة إزمير التركية عام 1626، وبرز كزعيم ديني يهودي ادعى أنه "المسيح المنتظر" عند اليهود، اجتذب حوله أتباعًا كُثر من اليهود في الدولة العثمانية.
في عام 1666، تم القبض على سبتاي زيفي من قبل السلطات العثمانية، وتحت ضغط التهديد بالإعدام، أعلن إسلامه، الأمر الذي شكّل صدمة لأتباعه وللمجتمع اليهودي عامة، ولم يكتف زيفي بذلك، بل أمر أتباعه بأن يعلنوا إسلامهم ظاهريًا مع الاحتفاظ بمعتقداتهم اليهودية سرًا، لتتشكّل بذلك جماعة "الدونمة".

إن نتائج حملة الإبادة التي نفذها المجرم المدان نتن ياهو معروفة لكل سكان الكرة الأرضية، فقد شملت حملات الإدانة طلاب الجامعات الغربية والحكومات الغربية والمنظمات الرياضية، وخاصة في المسابقات الكروية الإقليمية والعالمية، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي وصلت حتى الى القرى النائية، فبات العالم يراقب الأحداث لحظة بلحظة رغم تعتيم الحكومة الإسرائيلية على حجم الدمار والقتل في غزة، وخسائرها من الأفراد والمعدات، إضافة إلى حالة الهلع السكاني داخل دولة الاحتلال، وازدياد الهجرة المعاكسة من أرض فلسطين.

تُعد حملة الأنفال الصدامية واحدة من أكثر الفصول المأساوية في تاريخ الشعب الكردي الحديث، حيث شهدت بين عامي 1987 و1988 سلسلة من العمليات العسكرية الواسعة النطاق التي نفذها صدام حسين ضد المناطق الكردية في شمال العراق.
ولم تكن هذه الحملة مجرد عملية عسكرية، بل اتسمت بسياسات ممنهجة تهدف إلى التصفية العرقية وتدمير البنية الاجتماعية والاقتصادية للكرد والتغيير الديمغرافي وخاصة في المدن والقرى الفاصلة بين جبال كردستان والسهول وادي الرافدين، فمنح صدام حسين أراضي في منطقة كردستان الى الفلاحين العرب من المصريين والسودانيين واليمنيين، وكان يدفع مكافئة مالية كبيرة لكل عربي يسكن في محافظة كركوك الغنية بالنفط.

بدأت حملة الأنفال في ربيع عام 1987 واستمرت حتى خريف عام 1988، وتضمنت مراحل رئيسية شملت مناطق كرميان، بهدينان، سوران، وقضاء جمجمال وحلبجة وغيرها.
استخدمت القوات العراقية في هذه الحملة أساليب قمعية شملت:
• القصف الجوي والمدفعي باستخدام الأسلحة الكيماوية على القرى الكردية.
• حملات اعتقال جماعي للمدنيين وتهجيرهم إلى معتقلات ومخيمات في جنوب العراق.
o حدثني أحد شباب الكرد عند زيارتي لمدينة دهوك بعد عام 2003، أي بعد سقوط صدام حسين، وكان قد هُجِّر مع عائلته إلى جنوب العراق، فقال: " نُقلنا في الشاحنات والقاطرات إلى الجنوب عندما كنت طفلا، وعندما وصلنا ليلاً إلى موقع الإبعاد، حيث نُصبت لنا الخيام في جنوب العراق، غلبني النوم من شدة التعب.
وفي الصباح خرجتُ من الخيمة فرأيت الأرض مغطاة بلون أبيض، فظننتُ أن الثلج قد تساقط، فهرعتُ إلى الداخل وأخبرتُ أمي قائلًا: ماما، الثلج يغطي المكان!
فردّت أمي قائلة: لا يا ولدي، هذا ليس ثلجًا، بل ملح أبيض نتيجة جفاف المياه المالحة".
إحصاءات موثقة لجريمة حملة الأنفال:
• عدد الضحايا قتلى: أكثر من 180000 شخص.
• عدد المهجّرين: أكثر من 300000 شخص.
• عدد القرى المدمّرة: أكثر من 4000 قرية.
• مجزرة حلبجة: قُتل فيها أكثر من 5000 من الأطفال والنساء وكبار السن خلال دقائق بسبب استخدام الأسلحة الكيماوية.
وقد زرتُ أحد الأطفال الناجين في أحد مستشفيات بروكسل بعد المجزرة، وشاهدتُ الحروق على جسده.
كما روى أحد المجنّدين العراقيين الذين أُسروا قرب حلبجة على يد القوات الإيرانية – بالصوت والصورة – بعد تحريره من الأسر، وهو اليوم إعلاميٌّ معارضٌ للنظام الحالي ومعروفٌ بنزاهته لدى الشعب العراقي، وكان حينها في موقعٍ قريبٍ من حلبجة، أنّهم أٌبلغوا آنذاك باستخدام "أسلحة استراتيجية"، وهو التعبير الذي كان يُستخدم في الجيش العراقي للإشارة إلى الأسلحة الكيماوية، وذلك لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية أنفسهم من تسرب الغازات السامة إلى مواقعهم.

وثّقت منظمات حقوقية دولية، مثل منظمة العفو الدولية (Amnesty International) وهيومن رايتس ووتش (Human Rights Watch)، جريمة حملة الأنفال، كما صدرت تقارير أممية تدين الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيين الأكراد خلال تلك الفترة، وتُصنَّف حملة الأنفال ضمن أبرز جرائم الإبادة الجماعية في الشرق الأوسط خلال القرن العشرين.

كلمة أخيرة:
• أستغرب من محاولة بقايا حزب البعث القومي العربي العنصري، بمبادئه ومنهجيته في الحكم، العودة إلى السلطة، رغم أن جرائمهم ما تزال حية في ذاكرة العراقيين من مختلف المكوّنات، وقد اختاروا الرئيس القادم للعراق وهو مقيم في تركيا، ليعيدوا سيناريو احتلال أردوغان لسوريا بواسطة "أبو محمد الجولاني" احمد الشرع وذلك باستخدام عراقي عميل لأردوغان "عبد الناصر الجنابي"، فهو يُروّج في بعض الصحف والمواقع بصفته قائد المعارضة العراقية في تركيا. فلم ينجُ من بطش صدام حسين حتى صهره حسين كامل، والد احفاده، وحتى قتل واقصى أقرب رفاقه الذين أوصلوه إلى حكم العراق.
لقد كانت مجزرة قاعة الخلد التي بُثّت بالصوت والصورة رسالة إنذار لكل بعثي يفكر في الاعتراض على حكم صدام حسين الفردي.
• ألم يحن الوقت للشباب العراقي المثقف، من جميع المكونات والطوائف، لرفع راية التنوير الثقافي ومحاربة الأفكار العنصرية القومية والطائفية والخرافات الدينية التي تستند إلى روايات وأحاديث موضوعة؟
ما زال بعضهم "اكثر من طائفة دينية" ينتظر "مخلِّصًا إلهيًا" يُنقذهم من الظلم والفساد، مع أن المخلِّص المزعوم لم يستطع حماية نفسه فكيف يُنقذ الآخرين؟
لقد أدرك المتنوّرون من مختلف المذاهب والطوائف المختلفة، أن كثيرًا من هذه الفرق أُنشئت من قبل وعاظ السلاطين لإضفاء قداسة روحية مصطنعة على زعمائها، ليتاجروا باسم الدين والمذهب، وليَكْسِبُوا أموالَ النذورِ والزكاةِ والصدقاتِ، حتى أصبح عدد تلك الفرق يفوق الحصر.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل بالإمكان تأسيس نظام ديمقراطي حر ومستقل في العراق؟
- لماذا انتقد ترامب الطاقة الخضراء اي تطوير أوربا للطاقة الكهر ...
- هل يمكن لدولة إسرائيل البقاء بدون حماية الولايات المتحدة الأ ...
- البعد القرآني في تطور الرياضيات والذكاء الاصطناعي من -كتاب م ...
- دراسة في أهمية التعددية وتقبل الآخر في بناء الدول الحديثة
- توريث الحكم وهيمنة العائلات
- كذبة إسرائيل الكبرى
- المقارنة بين نتن ياهو وهتلر؟
- العالم يفتقد قيادات حكيمة وعاقلة
- هل سيفي أردوغان بوعوده بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ...
- فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز ...
- متى تستفيق شعوبنا؟
- حوّلت السعودية والإمارات وقطر وشركة توتال الفرنسية اليمن الس ...
- من مفارقات عصرنا: نتن ياهو المدان بجرائم الحرب يرشح المهرج ت ...
- من هم يمثلون محور الشر في الوقت الحالي؟
- متى تتم محاكمة الفاسدين في العراق الذين تحوّلوا بعد عام 2003 ...
- استثمرت الحكومات العراقية 80 مليار دولار في تطوير الكهرباء، ...
- رجال عرفتهم واعتز بمعرفتهم من اليمن السعيد
- عناد القيادة الإيرانية لن يُنهي الحرب كما يرغب القاتل الغبي ...
- نهاية المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو ستكون مخزية، وسينهي حياته ...


المزيد.....




- تقديرات إسرائيلية: بدء الإفراج عن الأسرى الاثنين دون جميع ال ...
- وزير الصحة يبحث مع نائب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة ...
- الاحتلال يمنع العشرات من أهالي الأسرى المبعدين من السفر للقا ...
- الأمن بغزة يسيطر على مليشيا متعاونة مع الاحتلال بغزة.. مقتل ...
- قيادي بحماس: الاحتلال يتلاعب بقوائم الأسرى ويراوغ حتى مع الأ ...
- الأمم المتحدة تطالب بوقف استهداف المدنيين في الفاشر
- الاحتلال يمنع سفر أقارب الأسرى المبعدين إلى الخارج
- هيئة شئون الأسرى: أكثر من 11 ألف أسير بسجون الاحتلال وآلاف م ...
- البرغوثي لـCNN: التطهير العرقي في غزة فشل.. وإسرائيل تواجه أ ...
- غازي حمد: الاحتلال يتلاعب بقوائم الأسرى.. ونحتاج لضغط دولي ل ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - احمد موكرياني - حملة نتن ياهو في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وحملة الأنفال لصدام حسين في إبادة الشعب الكردي في كردستان