كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:43
المحور:
سيرة ذاتية
قمة الخذلان، أن يتهرب مني الذي كنت اخشى عليه من الخذلان. وقمة النكران ان يتنكر لي الذي كنت اضحي واقاتل من اجله. وقمة الجحود ان اتحمل وحدي أوزار إخلاصي له، ومواقفي الصادقة معه، واتحمل بسببه أشرس العقوبات، فيتجاهلني ويتغافل عني ويتركني أذود وحدي في قضايا لها علاقة مباشرة به. .
تخيل انك تخوض أشرس المعارك من اجل صديقك، وتتعرض بسببه لطعنات وإصابات قاتلة، ثم تلتفت إلى الوراء لترى انه اختار الإختباء والتخفي. وتكتشف انه انتهز تضحياتك فحصد منها الغنائم، وطار بالمكاسب والمنافع، ثم توارى تماما عن الأنظار. .
لم تكن خيبة فقط، إنما كانت صفعة صادمة جعلتني أشعر بالندم. لا ريب ان الخسارة مؤلمة، لكن الخذلان بمن وثقت بهم أشد ألماً، كل شيء قابل للنسيان إلا المواقف الموجعة من أشخاص وثقت بهم. .
أصعب احساس هو انك كنت تعتقد ان لك مكانة كبيرة في قلوب من وثقت بهم، ثم تكتشف بمرور الأيام انك كنت مجرد تسلية في مرحلة زمنية عابرة، ثم انتهت صلاحيتك واصبحت في نظرهم أكسباير. .
كنت أريد ان أشكو اليه، واخبره بأن الجميع خذلوني، وانهم باعوني بثمن بخس إلا هو. ثم فوجئت انه التحق بهم، واصبح منهم قبل ان ألتقيه واخبره. .
لم اتألم من مغادرتي المواقع التنفيذية المتقدمة، ولم أتحسر على فقدان حصانتي السياسية والنيابية، ولم أتالم بسبب السنوات الصعبة التي أمضيتها في المنفى، ولم أتألم عندما كنت مُستهدفاً من الحاسدين. . ما جعلني أتألم حقاً هو انني كنت اثق إلى ابعد الحدود باليد التي تخلت عني. .
حين التفت خلفي ابحث عمن كسرني، لم اجد بين الوجوه وجهاً غريباً، جميعهم كانوا اقرب من أنفاسي، جميعهم كانوا موضع ثقتي. ومع ذلك كانوا اول من اشعل النيران في قلبي، فتأكد لي ان الطعنات لا تأتي من بعيد، وانما تأتي من مسافات قريبة. .
نصيحة: عندما يخذلك احدهم قف رافعاً رأسك ولا تنحني. لأنك أنت من فزت بالوفاء. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟