محمد احمد الغريب عبدربه
الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 22:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
دريدا وهيدجر
الفرق بين هيدجر ودريدا في التشريحات الانطولوجيا مع ان دريدا يعتبر خرج من عباءة هيدجر، هو ان هيدجر يريد باستمرار وجود كينونة لما قام بتشريحه انطولوجيا، ام دريدا عندما يفتح الباب نحو هذه التشريحات الانطولوجيا الهيدجرية لا يريد لهذا الباب ان يغلق او أن تكون هناك كينونة تعطي معني للوجود، انما هناك شروحات انطولوجية منفلتة مشتتة تنتقل من شروحات الي شروحات اخري، وما هنا يأتي الغموض والتشتت والنزعة العدمية لانطولوجيا ودريدا، وتستمر النزعة الصوفية والاندماج في الوجود لدي هيدجر، حيث تكون الرغبة لدي هيدجر في التحليل هو فهم الوجود والاحاطة به والتوغل في عوالمه، واعطاءه مركزية في الظهور والتفاعل، لتصبح هناك حميمية ومعاني متعددة لهذا الوجود، وهذا ما يختلف عنه دريدا الي يريد تفتيت هذه المعاني والحميمية من اجل تجاوز هذه المحددات والمعاني نحو صوفية مغرقة في الالم والوجدان المشتت، والحزن الانطولوجي الدريدي الذي لا يتوقف عن التفكير فيما هو لاسلطوي ولا محدد ولا مركزي.
لاجدوي الكلام والكتابة
ثرثرة الناس اليومية والتي تنطلق بشكل هيستيري تعتبر قذارة لا حد لها مثل هيستيريا الكتابة كلاهما لغة معزولة في كلام او في كلمات مكتوبة اشياء مليئة بهروب الذات من الحقيقة ومن سجنها العميق للخلاص فتدفق الوعي عبر هذين الطريقين الكلام والكتابة محاولات مقيتة لحظية فالثرثرة هي سمة الناس العاديين رافضين الفعل الثقافي وهما يرتكبون حثالة لا مثيل لها والكتابه فعل ثقافي للترقي ايضا مليء الحماقات والتعالي وعلو الذات نحو الافتراء المعرفي.
دريدا واللوغوس
يسعي دريدا إلي تشريح علاقة الذات باللوغوس والصوت والكلمة، فالهدف هو اظهار علاقة اللوغوس بتمظهر اللغة والكلمات واللوغوس يتعلق بالوصول إلي معني او حد لاشياء وقيم كثيرة مثل الحب والخير والشر والمعرفة والقوة، فاللوغوس يعني حقيقة الوجود، وهو المتضمن في كل المقولات الكلية والدلالات المحددة، وهو الموجود في كل دال لغوي.
الدال والمدلول
الدال والمدلول وعلاقتهم المتشابكة دائما في تاريخ المعرفة والفلاسفة و في وعي الناس يدخلون في علاقة قوية تحرص الذات الانسانية وتعطي لها قوة وارادة وعنفوان ضد كل شئ بشكل عقلاني من اجل تحقيق المصلحة وتحقق الذات ودعم مركزها، وهذه العلاقة هي ما تحدد المقولات المتعددة مثل الحق والخير والشر والجوهر والحقيقة، وكل ذلك يمثل اللوغوس.
رؤية الجنون خارج الكينونة
تتشابك رؤية ميشال فوكو حول الجنون والعيش علي الحافة، ووجوده في العالم مع رؤية هيدجر كينونة الذات في العالم حيث يصبح المجنون والمهمش والمتجاوز للقانون والمختلف جندريا خارج العالم، فالمجنون بالاخص هو لا يوحد في العالم، وفقا لهيدجر تكون الكينونة وجود للذات في العالم وفقا للتفاعل، وهي تكون جوهرها من وجود في العالم، المجنون يتمرد علي العالم ويصبح في عزلة خارج وجوده في العالم، والمجنون قد يكون ذوي الرؤية المختلفة، والمتجاوز لما هو يومي وحياتي، واصحاب الافكار المهلوسة، والمتطرفين ضد الانظمة والسلطات بشكل هيستري، والشعراء المفرطين في خطابهم المثالي والمتعالي.
هذه الخطابات الجنونية والهامشية لم يذكرها هيدجر في تحديده للذات التي يبحث في كينونتها في العالم، ولكن شرحه للكينونة التي تتمثل في تفاعل الذات مع العالم، وان الذات تجد نفسها هناك في العالم والاشياء، نجد ان الخطابات الجنونية تستبعد من هناك، ولا تعتبر جزء ما يسميه هم التي تعني الاخرون، فهي تستبعد من ثلاثة اشياء تتعلق بكينونة الذات فيما يتعلق بهناك وبالهم وكينونة الذات.
بلانشو ودريدا وهيدجر في الكلام
الكلام هو الثرثرة اليومية لدي هيدجر، وهناك تلميحات من هيدجر انه غير حقيقي ومزيف،و لكنه لم يصرح بذلك، ودريدا يشير الي ان الكلام هو موت المعني والذي سيطر علي الفكر الغربي والمعرفة لدي اوروبا.
الكلام هو اهم سلطة واجهت الانسان في تاريخه، فهو وهم يشكل المعني الداخلي في مراجعات الذات مع المعاني والاشياء، كما انه تفاعلاته مع الاخر يوجه خطابات وهمية، ليس هناك حقيقة واحدة في الكلام، سوي الانخراط والدفع بالذات نحو مرور الزمن بلاي اي معني واضح، غير صيرورة مليئة برغبة في انقشاع ما يحمله الوعي من ادراكات، الكلام دائما حيلة هروبية لابد منها للذات مع نفسها، والذوات مع بعضها البعض، والكلام كان له اثر في تكوين النصوص وسلطة المجتمع، وصياغة اي تشكيل للوعي، لأنها انكشاف للمعني وتشتيتها نحو اللاشيء، ومحاولة حثيثة لاحتواء التناقضات حتي تنفلت ويعاد صياغتها، هي محاولة دائما للتواصل مع كل شئ من اجل تخفيف وطأة الوجود والوعي للذات. والكلام صيغة نهائية ومتكررة لتفجر الاشياء ومنعها من لحظة ثقيلة تفكر في ذاتها، فالتفكير في الشئ ذاته لا يمكن ان يتحمله الوعي لذا يأتي دور الكلام الذي يزيح هذا الثقل الذي يحمل المعني والحقيقة والوعي المثقل بدقة الاشياء...
ماركس وفوكو
ركز ماركس علي استخدام فكرة الاستعمالية علي السلع المختلفة حيث تكون هناك رغبة في استعمال هذه الاشياء وانطلق فوكو من هذا الخط وجعل هذه الاستعمالية علي الانسان نفسه فالذات هنا تحمل قيمة يجب الالتفات اليه واستعمالها فأصبح الانسان سلعة يتم استخدام تقنيات الاستعمال وفقا لفوكو المراقبة والعقاب والتوظيف والاعداد والترقية الاخلاقية كل هذه الاستعمالية من قبل سلطة محتمية. بقوة وأراده المعرفة ضد الانسان
هنا الماركسية تنضح اصطلاحيا لدي فوكو حيث تاتي فكره السلطة البيولوجية او بيولوجيا الجسد التي تعني قيام السلطة بتوظيف الجسد وادارته وهندسته وذلك من اجل تحقيق مصالح عليا دون أهمية الانسان نفسه هذا الانطلاق الماركسي في خطابات فوكو نحو استعمال الانسان توحي بعدم بقاء شيء اخلاقي في السلطة ولذا مقولة موت الانسان تنسب له.
ممارسات القوة
ممارسات القوة بشكل دائم من جانب الذات تأتي في إطار إعطاء العافية مرة اخري للذات وده الهدف الاسمي لهذه الممارسات وينتج عنها لذة مفتقدة منذ زمن ممارسات القوة دائما مرتبطة بالنهم في التحقق والسعادة فهي بلا هدا المطمح تكون انتقامية لاعقلانيه و لا يمكن فهمها وهي افعال الانتقام بلا عائد او الكراهية الغير طبيعية الوهمية وممارسات للقوة من اجل الهروب من العزلة.
فوكو والتلاعب بالسلطة
كان ميشال فوكو استراتيجيا وظيفيا اقرب الي الشكلانية الروسية فقد مفصل المجتمع والسلطة الي حبيبات تحليلية والأمر اقرب الي جماليات البناء المعماري والشعر الكلاسيكي فقد تحولت جماليات الإغريق وبلاغة الغرب وارهاصات وبقايا الفنون في القرن العشرين في ظلال ما بعد الحداثة وأفراط الواقع وتشيؤ الإنسان الي تعقيدات صراعية بين الفرد والمجتمع بين الحاكم والمحكوم هذا التحليل الجمالي انصرف من الفنون واتجه نحو السياسي وانصرف السياسي من مكانه واتجه نحو الجمالي فكلا من الجمالي والسياسي أصبحوا في تلاعب متعدد وصياغات جديدة تحمي كينونة الإنسان من التمزق .
فوكو والجنون
عندما لاغي فوكو مبدأ التحليل النفسي، او القوة الكامنة داخل النفس، حتي يتخلص من ما هو ميتافيزيقي او معقد ماروائي نسي امر مهم ان القوة او الباور التي يسعي لتحليلها في تفكيك ما هو مؤسسي او الوجود السياسي يأتي عن طريق الباور النفسي، او الابعاد الخارقة او سيطرة ما رأس مال علي الباور النفسي، تفكيك المؤسسي لدي فوكوني رغم فداحة عظمته او زيادة الاهمية علي تحليلاته منذ الستينيات حتي الأن حتي ان بعض المراقبين يقولون اننا نعيش في عصر فوكو منذ سقوط حط برلين وانتهاء الحرب الباردة وما هو ايدولوجي...
كما ان المراقب لكتاب سفينة الحمقي او تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي سيجد رواية سيكولوجية، بمعني ان فوكو تخلص من فخ الميتافزيقيا ووقع في ميتافزيقيا موازية ، وهي تحليلات سكيولوجية ولكن بحد علمي الي حد ما ومرتب حول نزع القداسة حول الجنون وانه امر سيكولوجي متقدم في حركة التاريخ....
كما ان نقطة تحليل الجسد اليوناني والعناية بالنفس، وفرض مساحات واسعة في فك تشابكات سيطرة السلطة علي الجسد البشري، واللعب بها بتمثلاته وتحريك الامور نحو وجود سياسي يوظف اجساد البشر في حلقة من الاستغلال والاستبعاد الانساني والحضور السيطرة الغاشمة لتفاصيل الجسد المعاصر، كل ذلك يصب في علاقات الجسد بالنفس، وهي علاقات ديكارتية يرفضها فوكو بامتياز....
فوكو هايبر سمارت وليس فيلسوف عميق ودريدا حزين ومجنون وفيلسوف ونيتشة مجمع ومسيطر وليس بفيلسوف ولكنه مؤثر جدا وهيدجر مثل فوكو لم يأتي بجديد سمارت فقط وهوسرل فيلسوف مؤسس وكانط منظم ومبدع الدقة والتحديد الشديد للانسان وديكارت خالق البداية ومن فتح الباب وهيوم.
#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟