أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما (2)















المزيد.....

ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما (2)


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


هيجل والسينما
افكار هيجل حول فلسفة الفن المتعلقة حول التعبير عن شكل الله، وذلك في الاعمال الفنية، فالتجسد الالهي لدي هيجل يوجد في الفن، وذلك بالتعبير عن روحه ثم التوصل إلى التعبير عما هو ألهي فعليا وبشكل مادي، كل ذلك ظهر وتجسد بشكل عدمي وفقدان الله لسلطته ولكن بشكل رمزي وليس كليا، حيث يقوم بالمراقبة ثم يتدبر، ليحدث تغيرات بعد ذلك عن طريق ارادته العليا والمجيدة. وهي روح الله المطلق وهي لدي هيجل احد المطلق لديه، روح الدين او روح الله المتجسدة في كل شئ، او تحرك كل شئ، وحضورها يعطي هيبة وضرورة قصوي للوجود وللفن خصوصا.
وذلك في عدة افلام منها في فيلم أنغام فيركمايستر، للمخرج المجري بيلاتار، حيث جسد الحوت الملقي دون حركة ولكنه حي، يشاهد احوال واهوال المدينة وسكانها، دون ان يشترك معهم في شئ، سواء بالشر او الخير، فالله موجود بشكل عدمي للمراقبة فقط دون جدوي ودون هدف، وايضا تكرر ذلك الفيلم الافغاني حجر الصبر، حيث فتاة بائسة متزوجة من رجل عجوز يعيش في غيبوبة، لتقوم هذه الزوجة بمضاجعة احد رجال طالبان وتخلف منهم طفلين، وتقوم بالاعتراف بذلك لزوجها الذي تظن انه لا يسمعها ليفاجئها في نهاية الفيلم انه كان يسمع جيدا لها، ليحاول قتلها، ولكنها تقتله، هذا العجوز يجسد الله حيث يراقب وهو عاجز عن وقف الشر والفواحش.
هذه التصورات الفنية الفيلمية حول الله جائت دينية المعني رمزية هائلة في التجسيد الالهي، وذلك وفقا لافكار هيجل عن اهمية وجود روح الله والدين في الفن، ولكنها مختلفة من حيث تفعيل الوجود الالهي، والارادة الخاصة به، فكلا الفيلمين يجسدان ذلك في شكل ارادة عدمية، روح الله تتخلل المشهدية بكثافة، من اوله لأخره، ولكن دون جدوي، لاجدوي جمالية لهذين المخرجين، مناجاة فنية الي الله لكي يرحم الانسانية من شرها الذي فعلته بنفسها.

الاستعارات الشعرية في السينما
الاستعارة الشعرية، والاستعارة الكنائية، غزلت دروب عديدة في الصورة السينمائية، وتداخلت بينهم تداخلا شديدة للغاية، فخصائص الصورة السينمائية عكس الادب، الذي يمكن التمييز بين هذين الاستعارتين، الاول تعني برمز الي شئ ما وتماثله عن طريق التشبيهات والصور المجازية، فتشبيه شيء ما بصفة او منعوت، وتكون الثانية عن وصف علاقة الاشياء بالمكان والسرد والحكي، ويكون العوالم اكبر وعلاقات متشابكة.
والسينما كخطاب به صورة تتحرك، ومتشابه مع حركة الحياة، تتداخل الحالة الشعرية في الصورة مع الحالة الكنائية، فاذا كانت الحكاية مكتوبة، يمكن التمييز بين هذين الشيئين، ولكن في السينما الحالتين الشعرية والكنائية دائما تتداخل، لان وعيها يتضمن وعي الحياة ووعي الفرد، الذي يتجسد في حضور هذه الحالتين، بعكس الشعر والادب واللوحات.
فمثلا فيلم تحديقة عوليس، يغلب عليه الطابع الشعري، فالاحالات الشاعرية لقصة الفيلم تغلب علي الاحالات الكنائية، فالبطل يظل يبحث عن اول فيلم تم انتاجه، وتكون الحالة الشاعرية للبحث في اعلي تجلياتها، لكي يصبح مضمون الحكاية بالوصول الي الفيلم الاول، في المقام الثاني وهذا المضون يمثل حالة الاستعارة الكنائية، وهكذا الامر يتكرر في الافلام.
وهناك فيلم حكايات الغريب الفيلم المصري، هناك حالة من تشابك الحالة الاستعارية الشعرية والحالة الاستعارية الكنائية، واتضح من عنوان الفيلم انه يميل اكثر الي الاستعارة الشعرية، فهناك حكايات شعرية حول الغريب، بطل الفيلم، فجاءت الصورة شاعرية لاقصي مدي، والشخصيات ايضا شاعرية بامتياز، فالغريب هو الباحث عن التضحية عن الوطن، الذي تاه والاقارب يبحثون عنه، ثم الكل يبحث، وتتعدد الاسماء، تعدد الاسماء يعطي معني شاعري للشخصية، فهي روح تتدفق في كل شئ، روح صوفية. وتأتي صدق الروح الصوفية اكبر معني شاعري يسيطر علي اجواء الفيلم.
والاستعارات الشاعرية تأتي وتتمظهر في السينما ذات البعد الصوري، والتي تبتعد وتأخد منحي عن سينما الذهن، فالصورة تحتاج الي شعر خالص، الي تشبيهات، وتكوينات وازهار وكراسي خشبية، والوان يتم تشكيلها وفقا لرؤية فنية، اقرب الي الروح التشكيلية، ولعل افلام المخرج الجورجي سيرجي باراجانوف، هي اقرب الي الاستعارة الشعرية، حيث كل شئ شاعري، فكل لقطة لها مدلول شاعري يؤثر في المشاهد.

المونتاج المعاصر والفيلمية
استفادت السينما المعاصرة، من كسر اهم عنصر في الفيلم وهو المونتاج الذي يولف الصور واللقطات، وحولته الي مونتاج تقليب الصفحات، أو مونتاج لا جمالي أو اللامونتاج، وذلك يؤثر في جمالية الفيلم والتلقي، ليصبح تحديا ذهنيا للغاية، مع التلاعب بالقصة والسرد، وهذا المونتاج يساعد في تصعيب وتعقيد السرد ، ويؤثر أيضا في الزمن الفيلمي، وزمن المشاهد نفسه، هذا التطور ظهر في افلام العشرين سنة الماضية والذروة في اخر خمس سنوات والذي استفاد من التجريب والجمالية الشعرية، والجمالية الكلاسيكية، وانواع السينما المختلفة، والمونتاج ذلك ساعد فى التلاعب بكل هذه الانواع، ليكون هناك الميتا الفيلم.
وهو مونتاج الزمن الحقيقي للفيلم، وهي نقطة حرجة ما بين توظيف التسجيلي والروائي، ما بين كسر الايهام، والإيهام نفسه، ما بين القصة المعقولة، والقصة الغير معقولة.وهو مونتاج مفرط، أو فائق وغير تقليدي أو طبيعي وذو جنون لا حدود له ...

السيموطيقيا في السينما
السينما الشاعرية او السينما لدي بعد المخرجين مثل جودار وبيلاتار وفاليريان بروفشيك تجاوزت الخطاب السيموطيقي الي ما بعد السميوطيقي، حيث تصبح العلامات والشفرات جزء من الخطاب الجمالي، ينصهر فيه، ولا يمكن التقاطه منفردا عن هذا الخطاب وذلك لدي افلام جودار وبيلاتار، او جزء لا يتجزا من الخطاب الشعري ينصهر فيه ويندمج في فضائه الشاعري كما هو لدي البولنديين اندرية زولاسكي وفاليريان بروفشيك، حيث الخطاب السيموطيقي ليس حرا، وتصبح الشفرة المكونة للعلامة التي تؤسس لظاهرة سيموطيقية للفيلم جزء مكونا للخطابات اخري للفيلم، فكل تحليل سيموطيقي يتضمن هذه الخطابات الجمالية والشاعرية، وهو ما يختلف عن التفسير السيموطيقي المعتاد الذي يكون منفردا وظاهرا كخطاب لوحده في التحليل حيث الدلالة تشير لمعني ورسالة.
احتوت الصورة لدي بعض صاحبي الافلام سيمولوجيا الدلالة واصبحت سيمولوجيتها تحطيبا جديدا للغة اللسانية المضمرة في الصورة فكانت هناك سيمولوجيات متعددة وخطابات دلالية لا حصر داخل سيمولوجيا المخرج الواحد فحركة اليد المعتادة للمبدع روبير بيرسون احتفظت بسيمولوجيا غامضة لديها مرتبطة بسيطرة الحركة ونصف الحركة في الصورة وهناك سيمولوجيا غريماس العلمية في دلالة يد بيرسون تعلقت بالاشارية نحو معني توليدي وتوظيفي في لقطة وكل فيلم فاليد في فيلم النشال تشير نحو اختراق القانون عند قدرات خارقة في نشل الاشخاص فالمهارة والقدرة هنا للتعالي وبالنسبة لسيمولوجيا بارت هناك رمزية لمعني لذة السرقة والذهاب الي الاقصي من فعل الجريمة وهناك سيمولوجيات ايكو وسيمولوجيات تواصلية وثقافية في مشاهد اليد البيرسونية وهناك السيمولوجيا الوجودية لدي جودار والتي تتمخض عنها حركة انطولوجيا متعددة في مشهديته حيث حركة البطل في فيلم اللهثة حركة سيمولوجيا متسعة تتجاوز اللسانية نحو افراط الصورة لتحديد هوية الفرد ومدي جدوي حركته الدؤوبة.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ثلاثة ملاحظات عامة حول البلاغة والاستعارة في جماليات السينما
- ملامح وسمات عامة للفلسفة الوجودية في السينما والافلام
- السينما والفلسفة في ستة أفلام من مصر والعالم
- ملاحظات في دراسات السينما والفيلم
- افلام تجريبية موسيقية تتحدي الليل والمسافات
- مختصرات عن أهمية السيميائي كريستيان ميتز في نظرية الفيلم
- انواع النقد بين الغابات والنظرية المتعددة
- دراسات ومصادر حول الفرنسي السينمائي كريستيان ميتز
- ملامح التفكير الناقد في كتاب في التربية لبرتراند رسل
- شاعرية التكرار في الخطاب السينمائي
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ...
- سولوزو التركي.. بارانويا الطعنات في “الأب الروحي”
- ماركو بيلوتشيو بين الشعر الهادئ وجماليات السينما الايطالية
- لوكا برزاي.. القاتل المحترف في “الأب الروحي”
- ملاحظات وملامح عدة في الخطاب السينمائي
- كريستيان ميتز ضد البلاغة ومبادئ الشعر في السينما
- كريستيان ميتز وملامح السينما وبصرياتها العلاماتية
- الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة ال ...


المزيد.....




- الصوت يُعيد القصيدة
- الكتاتيب في مصر: ازدهرت في عصر العثمانيين وطوّرها علي باشا م ...
- رواية -مغنية الحيرة-.. يا زمان الوصل بمملكة الحيرة
- -اللي باقي منك-... فيلم عن مراهق فلسطيني يمثل الأردن في أوسك ...
- المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار يدعو حكومة بلاده لقطع العلاق ...
- السياسة حاضرة بقوة في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- بعد محطات مهمة.. الإعلان عن موعد عرض فيلم -ضي- في مصر
- الحكومة: شرط اللغة في دور رعاية المسنين ”أمر لا بدّ منه”
- أدباء وفنانو موريتانيا يكرسون أعمالهم للتضامن مع غزة
- سيد جودة.. رائد تجسير الثقافات بين الأدب العربي والصيني عبر ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ملاحظات وتأملات في فلسفة وجماليات السينما (2)