أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة الفيلم














المزيد.....

الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة الفيلم


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 8167 - 2024 / 11 / 20 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


اثارة المشاعر بالتأمل، فموسيقاه التصويريه وبداية ترتيب المشاهد بالشاعرية، تجعل من خلق الصور الي بدايات قصائد، ففي فيلمه "الارض" الغير الناطق عام 1930، للمخرج الشاعري الروسي الكسندر بيتروفيتش دفجنكو.... وبداية انفصال تتابع الصورة في الحدث، فكل صورة تبحث عن معني شاعري، وهذه طفرة لدفجنكو، وايضا مناظر الطبيعة والبحث عن مجاز في قصة وسردية الفيلم.

ةمن ضمن معاني الشعر التعبير بالوجوه بالمنكسرة عن الهزيمة و الانسحاق، فالسينما الغير ناطقة ساعدت كثيرا دفجنكو في التعبير شاعريا عن جماليته، ويأتي الحوار ايضا بليغا ومعبرا ادبيا عن بعض المواقف، من حرث الارض، ومعني الموت، ودور الافراد في العمل ..

يمتلئ الفيلم بالدسامة والمعني والقصيدة، وايضا ينتقل بهدوء في القصة والتقاطع بين المشاهد، وليس الصورة الجدلية المشهور في الفن السوفيتي، ولكنه اقرب الي المدرسة الشكلانية الجديدة، وهي سمة التعبير والشعر والسرد المفتوح نسبيا...

ورغم ذلك الا ان بعض اللقطات كانت سريعة والحوار اصبح واقعيا وليس شاعرية، وذلك لزيادة حدة الصراع، وتراجع الجماليات، وشدة الحدث خاصة مع قيام الاقطاعي بالحصول علي المواشي والاراضي، وصراعه مع المزارعين والفقراء. وربما بعض اللقطات وتعوض الصورة الشاعرية مرة اخري، مع طول زمن اللقطة وزيادة التعبيرية والتأثيرية الجمالية...

استخدم دفجنكو الحشود من الافراد والفلاحين لمواجهة الاقطاعي او فرد معين، وذلك لتوضيح الصراع بين الاطراف، وكانت لقطة وراء لقطة، وهو ينتقل ايضا المونتاج الجدلي، والنتيجة في المشاهد، وذلك بجانب ميله في لقطات الي الشاعرية والجمالية والصورة...
وقد استخدم اسلوبا تعبيريا ملئ بالاشكال من المصانع والاله، طريقة عملها في شكلي تسجيلي رائع وشاعري جدا، وملئ بالمتع الجمالية في المشهد مع الموسيقي التصويرية، والبعد الصامت لم يجعل المشهدية مملة .

وهو ما جعله يدخل في بعض المشهدية اللاحقة عليها بابعاد تشكلية رائعة وهو مشهد الذي يرقص علي الطريق الذي استمر اربع دقائق بداية ما كان يسير حتي الرقص ثم اتساع المجال في تصوير المشهد ورقصه ثم سقوطه، ثم ظهور في مونتاج حاد بمشهد لحمار ثم نومه علي السرير.

وايضا من السمة الواضحة هو التجسيد، وتركيز اللقطة عند دفجنكو علي الوجوه والشخوص، وهو جماليات التجسيد، التي تحيلنا الي مشاعر عميقة بالمعني والتأثر بشكل كبير، وايضا تجسيد الاشياء، وهي ما ظهرت في الافلام الشاعرية الناطقة فيما بعد ....

نري ان دفجنكو استخدم الجانب التشويقي، او الاثارة وفقا للحدث مع الابعاد الشاعرية الجمالية، مما اعطي زخما للفيلم او للسينما بشكل عام في وقت بدأ فيه دفجنكو لغة الشعر في السينما وفي فن الفيلم، وذلك يعني ان دفجنكو وصل الي اقصاه في تحضيره للفيلم.

وقد دمج دفجنكو الطبيعة والشاعرية بالاشخاص والاشياء سواء بالتوازي، اي لقطة للطبيعة، ولقطة للشئ او الفرد، او اندماجا معاً، مثل لقطة في اخر الفيلم حول جنازة فاسيلي الذي كانت وسط الحقول، وايضا مع الحشود من البشر، ومن الممكن القول انه دفجنكو قام بالتحريض الجمالي والشاعري في اللقطات بشكل واضح.

والفيلم الارض او اسلوب دفجنكو، هو طريقة جيدة لفهم الشعر في السينما، حيث الامور لم تتعقد بعد لديه فيما يتعلق بهذا الموضوع، وهو يدخلنا نحو جمالية الصورة، حيث بعد انتهاء المشاهدة نكون قد استوعبنا اهمية التأمل، والقصدية الشعرية في الصورة، وأهمية الشعور والتأثير واهمية الصورة نفسها بعيدة عن الحكاية والسرد، كل ذلك يمثل فرصة جيدة وتمهيداً للشاعرية في السينما.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كريستيان ميتز لا للجماليات ونعم للدلالة والسينما اللامعقولة ...
- اضاءات وشذرات في فلسفة كانط
- اسطورة الغائب والكرامات لدي خيري بشارة بين التشريح الانثروبو ...
- المراحل التاريخية الاربعة لفلسفة الجندر او النسوية الغربية
- صور الحياة وتحليل المعني في اللغة عند الفيلسوف النمساوي لودف ...
- الشاعر محمد حربي يقابل الاكاديمي المتعطل احمد نبيل حبسة في ب ...
- تاريخ حقيقي ام واجهة تاريخية “ السردية التاريخية في الفلسفة ...
- الحضور الفلسفي الكانطي ودقته العلمية وسينماه
- نقد الأنا والاخر في الفكر المصري المعاصر
- ملامح وسمات الفكر لدي احمد عبد الحليم عطية
- فلسفة ونظرية القيم عند احمد عبد الحليم عطية : تطبيقات وامثلة ...
- السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط
- المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في فيلمه “ايدا”
- تحليل جمالي لفيلم “ايدا”: البحث عن عالم آخر
- الأخوان داردين والاقتراب من نفسانية روبير بريسون
- عدمية الحلم بين فيلليني وأنطونيوني
- فلسفة الفيزياء والرياضية في ضوء النموذج الارشادي لتوماس كون
- قراءة تأويلية وجمالية في فيلم”المرآه” لآندرية تاركوفسي
- مبادئ واولويات فلسفة ونظرية مبحث القيم عند احمد عبد الحليم ع ...
- استجابة للواقع ام سرد لتاريخ الفلسفة


المزيد.....




- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - الكسندر دفجنكو في فيلمه الارض ما بين شاعرية الصورة وقصيدة الفيلم