أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط














المزيد.....

السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7982 - 2024 / 5 / 19 - 08:43
المحور: الادب والفن
    


افتتاحية جادة
يهمهم كانط في بداية فيلم " الأيام الاخيرة لكانط"، مع رسام جاء لمقابلته لكي يصمم له بورتورية لأيمانويل كانط الفيلسوف الألماني الشهيرة، همهمات رسامه كانت حول تصميم سلم منزل كانطه، وعن تفاصيل هذا البورتورية الخاص به، ولكن كانط يسمع فقط، وفي المقابل عندما الرسام في عمله، همهم هو الاخر كانط مع نفسه، حول مرضه السعال، الذي يعاني، وعن خطط البشر في الاهتمام بالعقل، ومهارة الانتباه في الحياة، وسرد اكثر كانط بكل دقة علمية وطبية وثقافية معلومات حول القصبة الهوائية، وانفعالات البشر وطرق تفكيرهم.
هذه الافتتاحية عبرت عن عقلية كانط العلمية، وميله نحو التأمل، وحديث النفس حول الأفكار الذاتية والفلسفية والوجودية...
ورغم أن الفيلم يتناول الأيام الأخيرة في حياته، إلا أنها رسمت ملامح عامة أو مختصرة عن حياة كانط بشكل عام، وذلك بتفاصيل يومية، او روتينية، اعتاد عليها كانط، لا يغيرها، مثل اعتياده علي خادمه " لامي"، لمدة ثلاثين عاماً.
دقة الساعة وأخلاق حسنة
تتبعت المشاهد أيام كانط ولحظاته الحياتية في منزله، وأنثاء سيره في بعض الطرقات، وكانت هذه اللحظات مملة وكئيبة تعبر عن أيامه الأخيرة وعن ترتيبه العظيم في كل شئ وعن شخصية تميل إلي النظام في العمل وفي التفاصيل والتجريد في التفكير ودافع سلوكه والاحترام والصدق والوقار في مبادئه الأخلاقية، وايضا تعبر عن مزيد من الذوق وعدم العبثية أو العدمية، خاصة أن لديه هدف في الحياة، وهو منطلق الفيلم، حيث كانت ايامه الأخيرة، رغم أنه كان يبحث عن عصفور كان يشاهده، ونشيط في الذهن، فهناك أثر لأرهاصته نهايته، ولكن عقلانتيه وزانت بين النهاية، والاستمرار في الحياة دون عبثية .
ولعل أهل مدينته أو قريته، يضبطون أنشطتهم وتحركاتهم اليومية، وفقاً لمواعيد كانط التي يتحرك فيها في القرية لقضاء انشطته، وكان هذا تنظيماً جيداً لقضاء أعمالهم ومشاغلهم، كما ذكرنا فأن المشاهد تعبر عن أخلاق كانط، فهو يحترم المرأة ويقدر الوقت، ويقدر أهمل فصل تأثير السياسة عن الفلسفة، وجاء ذلك التوجه خلال حوار مع رفاقه، وجاء الحديث حول أهمية نقد قبول نابليون الحصول علي لقب الفيلسوف العام، وتوظيف ذلك في أمور حكمه.
أفكاره الفلسفية
تناول الفيلم الحديث قليلأ وضع افكار كانط، حيث ذكرت بعض المشاهد أنه فلسفة كانط انتشرت في دول أوربا ونالت تقدير واعجاب الكثيرين، ولكن صعوبة فهمها كان رد فعل طبيعي من جانب المتابيعن لها، وذلك لعمق أفكارها وتعقيدها ودقتها. وهناك ابهاد عقلانية تنويرية تطرق لها الفيلم، حيث سردت احدي المشاهد تعليقات سلبية لكانط علي الحياة في امريكا وقتها، ووصفها بأنها غير متحضرة، فهو معروف عنه الدعوة إلي التنوير والعقلانية والتحضر.
ووضحت أفكاره النقدية والعظيمة في الفيلم حيث أنه كان يعيش أخر ايامه هذه بحيوية ونشاط، رغم أحساسه بالعجز وكبر السن، وقد كان يشعر بقرب نهايته، فعندما كسر كوب زجاج، قام بجمع الأجزاء، ودفنها بنفسه في حفرة صغيرة بجانب منزله، ويدل لك علي فكره المنظم، وعقلانيته في كل نواحي حياته، ودقته المتناهية.
اخلاقيات العقل
نستشف من تفاصيل كانط في الفيلم، بعض الأخلاقات والتي جاءت في كتب، وهي صفة الاتزان وعدم الانزلاق وراء العاطفية الجياشة والالتزام بالعقل في الممارسات الأخلاقية، وعدم الاندفاع وراء اي شئ، وفكرة الواجب، واحترام الأخرين، وأخلاقيات المجتمع والسعي نحو حفظه واخلاقه، ومبادئ القانون.


تفاصيل يومية
عبر الفيلم أيضا عن ملامح حياته، التي اعتاد عليها، مثل بعض فترات التنزه اليومية، والجلوس مع الأصدقاء بشكل منتظم، والحديث البسيط مع الناس، ولكن بطريقة جادة ومفيدة في الحديث، وعلي الجانب الأسري، برز الفيلم اهتمام كانط بأسرته، مثل أخته، واهتمامه بشكل عام بالنواحي الاجتماعية، كما أنه حزن كثيراً علي فراق خادمه " لامي"، وعبر كانط بدقة عن فقدانه هذا بأنه فقد شئ عزيز عليه للغاية، حيث تركه "لامي" في أخير ايامه بعد خدمته ثلاثين عاما، ورغم ذلك عبر كانط عن حبه له، بأنه ساعده في منحه شهادة للسفر لأمريكا للتوظيف.
جماليات كانط
ونري أيضا أن منزله وتفاصيله كانت في غاية الجمال والتنيظم، وأنه يحب المناظر الطبيعية والجمال،فحزن لعدم رؤية عصفور كان يغرد أمام نافذته، فكانط رغم انشغالاته الفكرية والفلسفية في أخر ايامه إلا أنه كان يبحث عن المتعة والجمال، ويسعي لتذوق الحياة بكل بساطة وحيوية. وهناك دلالات حول جماليات كانط، تعلقت بتنظيم وجمال منزله، وايضا تنظيم ملبسه وهيئته بصفة دائمة، وطريقة سلوكه وحركته، كانت تدل علي جمال.
تعبيرات الصورة وصورة كانط
وجاء ايماءات وحركات كانط في الفيلم معبرة عن حياته وعن أفكاره ودون مبالغة واستطاعت لغة الفيلم المتعددة أن تعبر عن ذلك، فكانت لغة الفيلم صارمة وتوجه بالزهد في الادوات الفنية، وخاصة استخدام اللون الابيض والأسود، وصرامة ودقة الحوار، والسرد ورتابة المشاهد، وبطئ الحركة، كل ذلك عبر عن ما يدور في ذهن كانط وعقله، وتعبيراً عن أحساسيه وملامح شخصيته.


جاءت مشاهده مختصرة وضيقة الأفق وتتمحور حول الأيام الأخيرة قليلة جداً لكانط، وأيضاً حول حياته اليومية وتعبيراته ولم يتسع الفيلم لكثير من الأحداث والتحولات الدرامية الكبيرة حول موضوع الفيلم " كانط". فكان هدف الفيلم عرض حالة متعة الحياة وترقب الموت في فترة محددة وأخيرة في حياة كانط، فكانت المشاهد مركزة ودقيقة جداً، قد تصيب المشاهد بالملل.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج البولندي بافل بافليكوفسكي في فيلمه “ايدا”
- تحليل جمالي لفيلم “ايدا”: البحث عن عالم آخر
- الأخوان داردين والاقتراب من نفسانية روبير بريسون
- عدمية الحلم بين فيلليني وأنطونيوني
- فلسفة الفيزياء والرياضية في ضوء النموذج الارشادي لتوماس كون
- قراءة تأويلية وجمالية في فيلم”المرآه” لآندرية تاركوفسي
- مبادئ واولويات فلسفة ونظرية مبحث القيم عند احمد عبد الحليم ع ...
- استجابة للواقع ام سرد لتاريخ الفلسفة
- تحليل فلسفي لفيلم “النشال” لروبير بريسون: شوبنهاور ونيتشه وف ...
- ملامح فلسفية وجمالية في أفلام بيلاتار
- الذات العربية تواجه نظيرتها الغربية
- جدليات الانسان والصورة في فلسفة السينما
- دلالات وملامح معرفية وأخلاقية في الخطاب السينمائي
- أربع ملاحظات فلسفية وأدبية في السينما
- ملامح الاغتراب والعزلة في السينما الحقيقية
- دلالات فلسفية في السينما المعاصرة
- الأوجه المتعدة للخطاب الفلسفي : الشر كقناع مستحيل
- العدمية في السينما بين خمسة مخرجين
- الفلسفة كعلاج في افكار الفيلسوف الالماني فريدرك فيلهم نيتشة
- النقد الثقافي المعاصر في افكار زيجمونت بومان


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - السينما والعقل في الايام الاخيرة لكانط