أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - الأوجه المتعدة للخطاب الفلسفي : الشر كقناع مستحيل














المزيد.....

الأوجه المتعدة للخطاب الفلسفي : الشر كقناع مستحيل


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 22:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يأتي الفيلسوف ويقذف بفكره في العالم، وأول شئ لا يعلمه هو نتيجة هذا الفكر، فرغم حسن النية قد يتحول فكره إلي أقسي عقوبة في الوجود أو أداة تدمير ضد الإنسان رغم أن تم وضع لخدمة الإنسان. فكانط أسس منهاجا لضبط العقل.، وكان علمياً ومدققا لقدرات العقل، ولكن تم استخدامه في كليته، وفيما يتعلق بمراحل التنوير والتقديم فأصبح عقلاً ضد الانسان نفسه . وهكذا الأمر كان مع الفيلسوف الألماني الكبير نيتشة الذي يعتبر مهندساً لفهم أخلاق البشر وعمقها وأصبح الأمر في اقسي مراحل الأيديولوجيا الأخلاقية المهلكة لاستغلال وتدمير الضعفاء، والسيطرة علي البشر وذلك من قبل أنظمة سلطوية ظهرت بعد أفكاره، وهكذا مع الفيلسوف الفرنسي المهم في القرن العشرين ميشيل فوكو الذي أصبح فكره نبراسا في الليبرالية الجديدة والرأسمالية المعاصرة،رغم ماركسيته ويساريته التي كانت دائما ضد السلطة، فأصبحنا نعيش في عصر فوكو، وتحول فوكو من مناصر للحريات والأنسان الي ضد الانسان، كما أن فكره البنيوية وما بعد البنيوية، بعد ان كانت هدفها حريات الأنسان وتفكيك السلطة والدوجما السياسية والأجتماعية، أصبحت في سمعة غير جيدة، وفي ميزان المحاسبة والنقد.
هكذا السذاجة واللعب لدي الأنسان وظفت عمق هذه الأفكار الفلسفية وغيرها في التدمير وتحقيق المصلحة وخلق نزاعات بلا هوادة، وهذه عمق التراجيديا الانسانية، واحتضان الشر لعمق الخير، وازدواجية الذات والموضوع معا، وتداخلات التجربة مع العقل، أنها الملهاة الإنسانية وبكاء ونحيب الوجود.
المصلحة والخطاب الفلسفي
وبالنظر أيضا، نلاحظ أن الحضارة المسيطرة الان التي تمثلها اوربا وامريكا دائما استغلت خطابات الفلسفة من أجل مصلحتها الاقتصادية والاستعمارية سواء كانت فلسفات مثالية أو فلسفة مادية واقعية، فدائما تاريخ الفلسفة الحديث والمعاصر له علاقة وطيدة بخطابات الاستعمار، ببراءة نبهاته، وفضل علمه، وقوة حجته، وسداد مناهجه، وعمق فكرته، فيلاحظ أن خطابات التوليف بين الفعل الأمريكي والمنهج الديكارتي خير دليل ذلك، فتم الاستفادة من الجوانب العملية لهذا المنهج في تحسين وضع الحضارة الأمريكي .
الفلسفة تناقض نفسها
ومن ناحية أخري يمكن فهم تشابكات العلاقة بين الفلسفة والاستبداد والشر، من خلال مناهجية حالة الجدل والسلب ووجود الشئ ونقيضه ، فالفكرة الفلسفية تحمل نقيضها في ذروة وضعها في عقل الفيلسوف فالواقع يتجدد ويختلف معها قبل أن تصل إليه ، وخاصة أنها وضعت من أجل مقاومة ومواجهة الواقع حتما، فالفلسفة تيارا ضد استقرار الواقع والسعي والرغبة الدائمة لتغيره وتثويره.
فلاسفة مدمرون للغاية
ولكن أود هنا الأشارة الي مفاهيم الاستعمار والسلطة الاستبدادية وتدجين الإنسان عبر خطابات الفلسفة لدي الفلاسفة كأمثلة واضحة. فماركس أدي إلي ظهور أنسان حاقد، أو صراعات تنشأ مع الأغنياء، فرغم وجاهة هذه المواجهة الحتمية بين الرأسمالية وأصحاب العمل واربابه وبين الطبقة العاملة، او الاقل مستوي في الدخل والمعيشة، إلا أن الواقع يحسم الأمر لصالح السلطة والرأسمالية، وايضا الواقع ينهزم احيانا لصالح الفقراء والكادحين.
وايضا هناك الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكوالذي، فكك تدجين الجسد والأنسان واعطي مساحات لحرية الانسان ولكنه تم استيعاب ذلك لصالح السلطة والرأسمالية فهذا التحسين النوعي للإنسان خدم أكثر السلطة، وايضا مفاهيم الاستعمار تتعلق بتصدير خطابات الفلسفة التنوير للأمم المتخلفة او الشعوب التابعة.. وهو يثير جدليات متعلقة بالتبعية والسيطرة في شكل اخر واستعمار مختلف بنكهة التنوير..



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدمية في السينما بين خمسة مخرجين
- الفلسفة كعلاج في افكار الفيلسوف الالماني فريدرك فيلهم نيتشة
- النقد الثقافي المعاصر في افكار زيجمونت بومان
- سينما المشاعر واللعب علي تصوف المشهدية
- جماليات القبح.. وعلاقة المصري بالبيئة المحيطة
- هل كان فوكو سلطوياً ضدّ الإنسان
- فوكو وبورديار وإيديولوجيا التاريخ
- التحليلات الفلسفية والجمالية للفيلم وموقعها من سينما الحدث ا ...
- دريدا بين تصوف التأمل وروحانية التفكيك
- مبدأ السلطة في العلم والمعرفة بين توماس كون وميشال فوكو
- اطياف كانط في الفلسفة الحديثة والمعاصرة
- الاتجاه الفينومينولوجي في فيلم البحث عن سيد مرزوق
- المدرك الحسي والمجاز في السينما
- -قرن الماعز- البلغاري بين الصورة الواقعية الاشتراكية والروح ...
- جاك دريدا يقابل السيد نمش واشرف يوسف ويمنحهما قبلة - رؤية مت ...
- الوجودية
- إمكانات النقد في فلسفة ميشيل فوكو الكاتب: محمد الغريب
- مهاب ناجي ينتظر موتاه عند الترزي الاخير
- ثلاثة إضاءات فلسفية في سينما لوك جودار الفرنسي
- في فلسفة جماليات السينما: دلالات وملامح


المزيد.....




- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...
- القضاء الفرنسي يطالب بتحديد مكان بشار الأسد في تحقيقات جرائم ...
- الحوثيون يعلنون مهاجمة ميناء إيلات وهدفا عسكريا بالنقب
- حصيلة أممية تكشف أن 875 شهيدا مجوعا سقطوا بغزة
- واشنطن تطلب من إسرائيل التحقيق في مقتل أميركي بالضفة الغربية ...
- في قطاع عانى لسنوات طويلة حصارا خانقا.. كيف تطور المقاومة سل ...
- فشل انقلاب تركيا الأخير ونهاية عهد الدولة المسروقة


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد احمد الغريب عبدربه - الأوجه المتعدة للخطاب الفلسفي : الشر كقناع مستحيل