أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - جاك دريدا يقابل السيد نمش واشرف يوسف ويمنحهما قبلة - رؤية متخيلة في نص شاعري-















المزيد.....

جاك دريدا يقابل السيد نمش واشرف يوسف ويمنحهما قبلة - رؤية متخيلة في نص شاعري-


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7638 - 2023 / 6 / 10 - 15:39
المحور: الادب والفن
    


الشاعر المصري والبوهيمي "اشرف يوسف" صاحب الدواوين النثرية الاكثر شهرة في البعثرة والمجاز التفكيكي الشعري، والبحث عن الذوات المختلفة المشتتة تغنمت دواوينه بالصخب الذاتي والاعتراف الوجوداني، كما يوصفه الناقد العراقي خضير ميري بأنه ملك الاحتيال علي المسميات ويتميز بالاقتصاد الشعري وان النثري لديه أكثر شاعرية عندما يقترب من التفاصيل وينافس النثري السردي وتخريب الحواس، وشحذ المخيلة وحلب الاستعارات البلاغية وعمل حسية لغوية خاصة لها أكثر من واقعيتها المقيتة التي تعرض الشعري الي الانقراض.. هذه التوصيفات التي يذكرخضير لا تتوقف عن الفهم التفكيكي لدواوين الشاعر اشرف يوسف.
في قصيدته الاولي المعنونة "تلغراف" مناجاة وجودية للبحث عن الذات الحائرة والمسائلة الذاتية للوصول إلي قبلة يفهم فيها إلي مدي وصل به الترحال ويقول " هكذا يتحلل سجنك الأبدي إلي معني يربطني بك، في طرقات الحواري والأزقة"، هذا الديوان المكون من 14 قصيدة تحت عنوان "حصيلتي اليوم... قبلة"، والصادر عن دار شرقيات في عام 2007، ويحاول المقال الاقتراب من مجاورة نقدية وبحث ذاتي علي استحياء في عوالم الديوان وقصائده والاستبصار الشعري قليلاً.
يبدأ المدعو "أحمد نمش"، البحث عن اصدقاء جدد بعد أن اخذ عهداً علي نفسه بمقاطعة اصدقاءه القدامي، يجلس السيد نمش علي مقهي يشتهر باسم قهوة البيضة في الضواحي الشرقية لشارع القصر العيني بوسط المدينة، يجلس وحيداً بلا صديق فسعيه نحو الاصدقاء كان اعلانا منه دون تنفيذ حتي الآن، يرتشف عدة اكواب من القهوة السادة التي تدعو القهوة الاسكتو موضعة امامه في ترابيزة شديدة البياض مثل ألوان حوائط القهوة العتيقة، يرمق السيد "نمش" الجالسون علي المقهي والمارة، ويرتدي ملابس غير منظمة، يبحث بكل تحدي عن أصدقاءه الجدد ليحكي لهم عن قصصه التي يغزلها خياله كل يوم عن تفاصيل مثيرة بالنسبة له، فقد اطلق عليه البعض أنه ديستوفيسكي القصر العيني، نمش يبحث عن ذاته في كل لحظة، يسرد قصصه اليومية بلغة حكي ذاتية وشاعرية، كأنه كتب أحدي قصائد ديوان أشرف يوسف، او أحدي دواوينه النثرية.
في قصيدته المعنونة " كينونة"، يهدم "أشرف"، بشكل دائم سلطة الإشياء وسلطة الوجود، وقبل كل ذلك، يهدم سلطته الشخصية لذا صيرورة البحث والتأمل لا تتوقف كأننا لدينا فيلسوفاً يتأمل مواقفه الفلسفية والفكرية بجرة قلم شاعرية، وينتقل الشاعر الي تفكيك سلطة الانثي، بخطابات خيالية شاعرية وموجهاً إلي خطاب الكتاب، فكأن اللقاء الحميمي مع المحبوبة هو لقاء لحوار الثقافات وهنا يتجلي الرمز الكلي أمام تفاصيل الايروتيك.


خضير ميري الكاتب الفلسفي العراقي والادبي المشعوذ يجلس في احدي مستشفياته النفسية كعادته هذا المكير وفي أحدي محاولاته للهروب من الواقع ومن محاسبة الجميع له يتنكر في زي رجل أمن ويجلس في حديقة مستشفي ابن راشد العراقية بسبب معاناته للأرق الشديد، يقرأ مقاله الذي كتبه عن التو عن اشرف يوسف ويقول " يا له من رائع لا احد يفهم تفكيكاته المستمرة، فأشرف في ديوانه يستعير مفعول صوري وانساني أكبر مستعيرا لغة المزامير ومستبدلا القول المقدس المعروف (في البدء كانت الكلمة )الي مسماه المقول الخاص(في البدء كانت القبلة).وبذلك يتمم الانزياح دورته حين يصبح المعني اعادة لخلق الدلالة وليس استبطاناً لها قد تفتح لنا الأدوات اللفظية للمرآة اللاكانية آفاقا أخري في استنطاق هذه النصوص علي ضوء العقد أو التراكيب النفسية التي تنطق بنفسها من خلال الشاعر(الأم والأب والابن المركب منهما). وفي غفلة للناقد تضع قوات الامن يديه علي كتفه حتي أنه لم يستطع اكمال اقواله النقدية الفلسفية حول ديوان اشرف ، ويتعرض خضير للاعتقال ويقوم بتمثيل دور المجنون لفترة استمرت ثلاث سنوات في مديرية الأمن العامة قبل أن يتم نقله إلى مستشفى المجانين في (الشماعية) الذي هرب منه في فوضى عام 1991 التي أعقبت حرب الكويت. يا لها من قصية حياة ناقد وفيلسوف مثيرة جدا تشبه خيالات الشاعر.
يجلس علي مقهي البيضة رجل يقرأ كتاب الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا " في علم الكتابة"، الذي صدر في عام 1967، ويناقش فيه الكاتب كُتاب مثل كلود ليفي ستروس، وفرديناند دو سوسور، وجان جاك روسو، وإيتين بونوت دي كوندياك، ولويس هجيلمسليف، ومارتن هايدغر، وإدموند هوسرل، ورومان ياكوبسون، وغوتفريد لايبنتس، وأندريه لوري-غورهان، وويليام واربورتون. يُعتبر الكتاب نصًا تأسيسيًا لفلسفة التفكيك النقدية. كاتب المقال اسهب قليلا في الكتاب الذي اهتم بهم دريدا، محمد الغريب كاتب يحب الفلسفة والجماليات ويعمل فرد امنا متميزاً بشهادة بعض الاقران في العمل، وذلك في فندق جراند بيرامدز بجوار مطعم وكباريه صهللة في شارع الهرم ناحية المريوطية، يشتهر عنه أن البعض يقول انه كتاباته بنيوية او ما بعد بنيوية ولكن اغلبها مدعية لا فائدة منها حال كتاب ما بعد الحداثة في اي مكان في العالم، في الليل يقرأ قصائد اشرف يوسف ويندهش من قدرته التفكيكية في ديوان المقال "حصيلتي اليوم قبلة"، وأنه ينافس جاك دريدا في كتابه "في علم الكتابة".
السيد نمش هذا البهلوان، رائد تفكيك علاقاته النسائية فكان من ثوار التحرير وناقماً علي آبانا الذي حكم ورفض توزيع الثروة علي المهمشين والغلابة، يجلس الآن ويعلن ثورته ضد الجميع من أجل هذه الانثي التي تدعي مني، أو كما يطلق البعض عليها محبوبته الجديدة، يحاور نمش شاعرنا اشرف يوسف ويقول له " أفتح دفتي أحدي الكتب لديك وأحلم خلالها بلقاءك الحميمي القادم، اعطي لها جائزة المراة الإيروتيكية، قف قليلاً عن تفكيك خطابات السلطة المجتمعية ضد محبوبتك المنتظرة والتي يشاع عنها أنها ثائرة، او اعطي لنفسك مهلة عن الوقت واقفل دائرتك الضاخبة".


يرفض اشرف يوسف الصور البلاغية والنواحي الشاعرية البيانية، ويتجه الي نواحي اسلوبية ما بعد بنيوية، في تشريح انطولوجي غرائبي لموضوعات ديوانه، كأنه الكلام مسموع وليس مكتوب، كأن الامر تلاقي للأذن وليس لقراءة الأعين، أصوات الديوان حية مليئة بالحيوية والتفاعل الشاعري والحسي مع القارئ، في كتابه يطرح دريدا فكرته عن اعتبار الكتابة مجود نوع مشتق من الحديث المنطوق عبر التراث الفلسفي الغربي كله، وبالتالي اعتبار الكتابة مجرد إسقاط للحضور الكامل للحديث المنطوق.
في قصيدته صانعة الأكفان يقول أياديهِم مجتمعةٌ/جَرَّت الجدرانَ الوقحةَ بجانبِ بعضِها/ورسمتْ بلداً يكلِّمُ الموتَ داخلَ سفينةِ نوح/موتٌ، يا موتُ!!/اصعدْ لنا معَ الهواءِ, ينفتح اشرف علي الثورة بحماسية شديدة، ويلاحظ الروح اليسارية الهائلة في كتاباته والانتصار لقيم الحق والعدالة والانثي وضدية الافكار السلطوية، ويستخدم طرق تفكيكية جديدة في شحذ همم القارئ في الانتصار للمعني والجميل في الحياة، فكتاباته هي اشراقات صوفية ونورانية، وتأتي باقية قصائد الديوان في مناحي ثورية تفكيكية ذاتية، ورغم بعض العبوس او النواحي العدمية التي قد تتسم بها التفكيكية او الرؤية او القراءة الاولي لكتابات اشرف بأنها ذاتية حزينة الآ أنها في جوهرها شاعرية انفتاحية متفائلة تحمس للحياة، وكان يجلس اشرف يوسف مع محمد الغريب كاتب المقال: يقول له انا منفتح علي الحياة سأسعي غدا في البحث عن محبوبة جديدة مثل صديقنا الجميل احمد نمش واحتسي النبيذ بين احضانها رغم اني فحل شعري ولدي ذاتية وحضور في الكتابة لا أري مثله... الشاعر دائما يحتفي بنفسه كما هي كتابته تحتفي بنفسها....



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجودية
- إمكانات النقد في فلسفة ميشيل فوكو الكاتب: محمد الغريب
- مهاب ناجي ينتظر موتاه عند الترزي الاخير
- ثلاثة إضاءات فلسفية في سينما لوك جودار الفرنسي
- في فلسفة جماليات السينما: دلالات وملامح
- ملاحظات تشكيلية وجمالية حول لوحات عصام معروف
- اعترافات الجسد وكوابيس الكلمة عند -أن سكستون-
- جماليات الصورة التشكيلية والنقد الاقتحامي في نصوص الزعيم احم ...
- شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبا ...
- الديناصوري يحاور عاملون الليل الظالم ويمنحهم رسائله المشفرة ...
- ماركس وفوكو في جدليات الذات المتفردة ودورها في الصراع
- رمزية السلطة والخوف.. -في غرفة العنكبوت-
- الوعي والاستعمالية بين فوكو وكانط وماركس ومدرسة فرانكفورت
- مقهي ماركس : شاعرية حكي أنثي الخفة الباحثة عن عزلة البهجة ال ...
- عوالم نفسية وثقافية تخيلية تحلق في روح الكاتبة اريج جمال
- في كنائس لا تسقط في الحرب بحث دائم عن أطياف الموت والحياة بأ ...
- علامات سردية وجمالية في فيلم الاب الروحي
- ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر
- ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما
- أبعاد تشكيلية للصورة السينمائية فى أفلام طلبه رضوان


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - جاك دريدا يقابل السيد نمش واشرف يوسف ويمنحهما قبلة - رؤية متخيلة في نص شاعري-