أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر














المزيد.....

ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 6912 - 2021 / 5 / 29 - 09:23
المحور: الادب والفن
    


هل يمكن للخطاب الجمالي في الفنون والادب والحياة ان يكون غير ايديولوجي، بعيدا عن نزعة مثالية وذات مفتردة، هذا محض هراء، فالجماليات هي ساحة من الخيال واللذة المثالية المتعالية، والفرد الأن يتحول نحوها، عبر خطابات السينما والادب، فهو يلهث وراء الجمالي حتي يشعر بوجود وكينونته، والسياسي والاجتماعي هنا يحاول الانفلات من هذا الايديولوجي بكل قوته حتي يضمن بقاءه واستقراره بكل قوة وعدم الرجوع الي عصر الايديولوجيات مرة أخري، هذا الصراع السياسي مع البحث اللاهث الفرد للجمالي لهو صراع مضمر لاوعى يتكشف في قيام المؤسسة بمكافحة دائما الخطاب الجمالي ذو النزعة الانسانية المدافعة عن حريات الفرد ووجوده والبعيدة عن التقينات والأداتية المفرطة والسلطوية والتوظيفية وهي الاساسيات التي تستند عليها السلطة والمؤسسة والسياسي والاجتماعي الكلي لبقاءه، وحتي اذا ظهرت هذه الخطابات الجمالية تكون في نطاق صغير يتم تقبيحه وان يكون مكروه ويتهم بالنخبوية واللانسانية واللاجتماعية..
جاكسون والخطابات الغير عقلانية
ويقول ليورنارد جاكسون في كتابه بؤس البنيوية انه مع اختفاء الماركسية من مواطنها الأوربية الشرقية، في النظرية الاجتماعية والادبية، سعت الأدبية والسينمائية والثقافية، في بناء أيديولوجيا ذات أصداء نظرية هدفها معارضة الرأسمالية، والميتافيزيقا الغربية، والعلم. وفي سياق رؤية جاكسون سعت هذه الدراسات نحو الدفاع عن الانسان، وقامت بنقد الخطابات والمنتجات السينمائية والثقافية والأدبية من اجل تطويرها نحو إيديولوجيا حيوية تحافظ علي جماليات الذات الانسانية دائما، والتأكيد علي أهمية المتنجات والخطابات ذو التوجه الايديولوجي الانساني الجمالي، فهناك مخرجون ذو توجي جمالي راقي يناهض العلمية الاوربية البحتة والرأسمالية مثل المخرج الفرنسي جودار والمجري بيلاتار واليوناني ثيو انجولوبولس، والدنماركي لارس فون ترير، والفرنسية شانتال اكريمان.
ويلاحظ ان معظم هذه الخطابات السينمائية وايضا النظريات الادبية النقدية وبعض المنتجات الادبية اتخذت منحي غير عقلاني صرف وذلك لكي تتجاوز العقل الذي يسود العالم ويرسخ للعديد من القيم الانسانية التي تنتج وتعيش في احضان عالم لا يفهم الانسان علي حقيقته او يراعي مناحي الهوية الذاتية، هذا المنحي الغير عقلاني كان مدهش وقوي وقادر علي تحدي هذا العالم الصلب الشرس ولكنه يظل نخبوي صعب المراس، صعب ان يصبح شعبويا وان ينتقل الي الوعي الجمعي، وان يذوب في روح الانسان في كل مكان، ولكنه يظل حائط صد منيع لدي المثقفين والمنظرين الذي يبثون روح المواجهة والمقاومة لعل يصبح هناك تغييرا نسبيا وبطيئا لصالح الانسان، ويقول جاكسون في كتابه بؤس البنيوية، ان ما بعد البنيويات المتنوعة فهي السلف المباشر للنظرية الأدبية المعاصرة، وان الكثير منها لا عقلاني في نزوعه، وينبغي تفسيره بالأحري بوصفه حركة احتجاج ضد الرأسمالية والعلم والميتافيزيقا الغربية والبطريركية وكل شئ ضد الانسان الحر، ولا بوصفه نظريات جدية ورصينة في الأدب والثقافة.
لذا كانت المدارس الثقافية والادبية والسينمائية المعاصرة علي المستوي الخطاب النقدي والخطاب الانتاجي، لم تسعي الي المضمون والشكل والبعد الفني للمنتج، انما سعت للتركيز علي الروح والحالة في العمل الثقافي والفني والادبي وهذه الروح كانت غير عقلانية تسعي لمواجهة الخطابات المضادة للانسان التي لا تعطي له وزن وقيمة، فخطاب النقد الثقافي المعاصر يعتمد علي تفسير وفهم الانساق المضمرة في النص وليس البعد الشكلي والجمالي. وكما يري جاكسون نري بأنه بالنظر الي النطريات الادبية والثقافية نجدها رصينة ومادية وجادة، ام النظريات النصية الحديثة ليست سوي ضرب من الصوفية المثالية التي تهدف إلي القفز فوق الإشكاليات الجدية المطروحة في المعرفة والفكر والعالم.
الخطابات الثقافية
وفي الخطابات الثقافية المعاصرة، هناك فلاسفة وعلماء اجتماع سعوا نحو خوض طريق وعر في النقد الثقافي والدراسات الثقافية، من اجل تأسيس بناء نقدي يحافظ علي الانسان من مظاهر التأكل ومحاولة ايجاد خطاب بديل عن خطابات موت الانسان وموت المؤلف وموت الهوية، في صياغه أولية ومحاولات اقترابية جادة وذو وجاهة واضحة، وتتداخل هذه الخطابات الثقافية النقدية مع النقدية الأدبية في هذا الاقتراب والمحاولة الدؤوبة، فهناك الناقد الادبي الانجليزي تيري انجليتون يكتب عن الثقافة والنقد الثقافي في كتبه "في فكرة الثقافة"، وهذا الكتاب الذي يؤسس ويفتح الباب نحو اقترابات ومحاولات حول مفهوم الثقافة والجدليات التي تثار بداخله يدخلنا نحو تمهيدات للنقد الثقافي والدراسات الثقافية.
ومن اقطاب الدراسات والنقد الثقافي الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو، فقد سعي في نحت ايديولوجية تاريخية لم يقر انها كذلك فهو يرفضها دائما، ولكنه بلاوعي تاريخي وجد التاريخ والماضي حضن ايديولوجي للانسان، وذلك ما أكد عليه نظيره الفرنسي ايضا بورديار، في نظرياته حول الواقع المفرط وان الاحداث الحالية لم تحدث انما هي تم الوعي بها بالماضي، فرؤية الحدث في وقت حدوثه والتلاعب به من جهات اخري خارج منطقه الخاص في الحدوث كما كان يؤكد أن هذا الحدث زائف للغاية وان الوعي به بعد كرنفالي وانه ايضا كرنفالي، فالاحداث هي في التاريخ والماضي. ويلاحظ ان فوكو نفسه بعد عن الايديولوجية والأنسنة .



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما
- أبعاد تشكيلية للصورة السينمائية فى أفلام طلبه رضوان
- قراءة سيمولوجية أولية في فيلم - الآزرق هو أدفئ الألوان: حياة ...
- ملامح ودلالات للتذوق الفني في السينما
- دلالات لجدلية الروح الهيجلية في السينما
- قراءات لاكانية في سينما المخرج الفرنسي روبير بريسون
- توماس كون في السينما
- أبعاد العلامات في افلام البولندي اندرية زلاوسكي
- ست تأويلات في فيلم المحاكمة لأورسن ويلز
- العمل الفني والتكشف الجمالي الصوفي اللامحدود لدي فيلسوف علم ...
- مداخل هامشية لرولان بارت الفرنسي حول بينيوية الادب
- خمسة إرهاصات حول النقد الثقافي في السينما
- لا تولد قبيحا : عوالم رجاء عليش المرعبة المختبئة في جحور بعي ...
- عالم التشابه في النظم المعرفية الغربية في القرن السادس عشر
- دراما أبسن في السينما
- رباعية الذات والسعادة والعالم والخارجي والوجود
- مشكلة تشتت وتفتت العلوم الانسانية والاجتماعية
- فلسفة السينما بين : جودار وبريسون و بيرتولوتشي
- المقهي
- مقال في الافكار التي تكتب


المزيد.....




- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر