أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - جماليات الصورة التشكيلية والنقد الاقتحامي في نصوص الزعيم احمد














المزيد.....

جماليات الصورة التشكيلية والنقد الاقتحامي في نصوص الزعيم احمد


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7213 - 2022 / 4 / 8 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


الست العجوز بائعة المناديل تحت الكوبري أمام مسارح الاطفال ومسرحيات الدراما التعبيرية في وجهها ندبة جمالية سألتني مرة عن تفسيرات لوحات دالي وأنها كانت سيريالية وهي طفلة فاشتريت منها باكو مناديل واعطيتها مقابل حبات من الفراولة ولم تندهش.
استطاع الفنان الزعيم احمد في معرضه الاخير "اصل الحكاية"، أن يكون وجوديا حذقا غير مغرقا في إبعاد الوجودية المعتادة فكان لا معقوليا وفقا لكامي في اتجاهات في الوجوه والنظرات بل كان التكوين التشكيلي لامعقولا للغاية ولكن بشكل غير مكلف فالبساطة الوجودية تناغمت مع الابعاد التشكيلية وكما كان لفقدان المعني وفتح التأويل تمظهرا وجوديا مهما في صياغاته اللونية والموضوعات في اللوحات فعند الوصول نسبيا الي معني ينفتح المعني إلي معاني دائرية وهي منسجمة مع التكوينات الدائرية في الوجوه والتموجات التشكيلية.
كما أنه ابرز الاشياء في الارنب والدجاج وكوب الشاي مكونات تشكيلية لها دلالة فنية جمالية متجسدا في الاقتحام السريالي الناعم المختزل وايضا دلالة وجودية في اكتشاف كينونتها في علاقتها مع الإنسان ومع العالم وهو إبراز وجودي جمالي.
الشيف محمد الليثي، استغرب من صديقه الخباز رمضان عبد الظاهر، فهو لا يعطي للعاملين في الفندق الكثير من الطعام كما أنه يشتم في سره محمد احمد عندما اخد بيضة اخري في الوجبة، الشيف محمد قيمصه الابيض به بعض المتسخ، ويضع التليفون في اذنه وسطوره الضخم ورأسه الشخصية البهلوانية تعطي مزحات كبيرة في انحاء المطبخ.
بيكيت ينظر من اللوحات ويدخن تبغه، يتعرض الزعيم احمد جيدا لمعاني العبث بخفة واللامعقول لبعض الاشياء فجماليات اللامعقول تجذب المشاهد سريعا والألوان تثير بثقلها وقوتها الفائقة الرعب المهول وتخطف المتلقي فهناك هجوم لوني واستباحة ضمير بمعني العبث فالابعاد المسرحية في بعض اللوحات تثير الكثير من الدراما التعبيرية والاتجاه العبثي أيضا في متتالية تشكيلية والوان صاخبة.
شكل اللاوعي غرف إضاءة والوان لدي الزعيم احمد فالوجوه والتشكيلات مليئة بالمخزون النفسي وهو اقرب الي الكبت فهناك تحركات تموجية أيضا في مساحات خارج الشخوص والأشياء مكبوتة قد يكون كبتا للمعني أو كبت عام متغير لكن الأمر يثير حالات لاشعورية مهولة.
في أعماله الاخيرة هناك مساحات من التجاور فالمكان منقسم وذلك بتكرار الشئ أو الإحساس المكاني والأواني لديها حضور واضح والتجسيد يتمثل في أن هناك تجاورات في المشهد فنظرة العيون لها دلالات كثيرة منها أنها تنظر إلي الأخر أو أشياء أو تحركات ما والألوان توحي بذلك فالحماسية في الالوان تشير الي التجاور الدائم,
أشرف يوسف من شعراء التسعينات لديه مخزون فلسفي في الانتاج الشعري، فكانت الجدلية والفخامة والتوحش الشعري، المدرسة الوحشية، والشعر الذئبي، والأيماءة الجمالية المتحيزة، اشرف وجد عملا لمدة عشر ايام فقط، كاشيرا في مطعم لصديق، اجتهد سبع ايام وكان يقوم بثلاثة وظائف في وظيفة واحدة، وفي يده مدونة الشعر العربي، ووالثلاثة ايام الاخري، قال لا استطيع الاستمرار ولكني سأحاول فضيق يدي يجذبني نحو العمل او عمل أخر.
بجانب التجاور وهو يعني الحميمية في التشكيل لدي الزعيم احمد هناك الكوميديا السريالية الخفيفة فهو لم ينخرط أو ينجرف في سريالية فجة أو تأثر سريالي واضح إنما اختلاط الحس الفكاهي بالحس السريالي في بلاهة وبعض وجوه الاستكانة والضعف في تجسيد وانحناءات بها ضحك باكي أو كوميديا اقرب الي فلسفة البؤس الوجودي.
ونتيجة لذلك تميل الالوان في لوحات الزعيم الاحمد الي الإشعاع اللوني والسطوع بشكل ملفت اقرب الي ضوء الصباح وايضا الخطوط في الرسومات تميل الي الهجوم والتعبيرات الدرامية هجومية أيضا في الوجوه وفي التجسيد بشكل عام ورغم ذلك الان زوايا التدوير في الرسومات وبعض الانحناءات تؤدي إلي معاني الاستكانة وبعض الخضوع وهو معادل التناقض الجمالي بين الهجوم والاستعانة في إشعاعات لونية جمالية.
يغضب الزعيم احمد في غيابا تشكيليا فالحضور الهادئ لا حقيقي يتضمن انفتاحات في التأويل لأكثر المعاني غضبا وتمردا وقد تنتصر اللوحات الي حضورا حاسما للثورة والتحرر الوجودي في صخب الالوان و غضبها التشكيلي وايضا الي المسرح الدرامي وتحول الشخصيات الي حيوات راقصة والي الملمح البهلواني السريالي.
سيد مصطقي قميصه في العمل مهترأ جداً، ورفض عرضي بالذهاب معي الي سوق الجمعة وقال : ان الثلاثاء الماضي مدير الامن قدم بشتمي والقاء السباب علي كثيرا، يا له من امر مفزع، يا جدعان، ده انا اتمرمطت كثيرا ولكني استحمل الامر، هناك شدة في العمل، وكثير من الزملاء تعاطفوا معي، لن احضر معكم السوق، لن احضر فعلا .
تحيل اللوحات الي حالات امتاعية نتيجة لتداعي جماليات تشكيلية وذهنية فهناك فخامة الالوان وروعة تكوينات الشخوص والأشياء والبساطة المنتشرة في إبعاد وتكوينات اللوحات المختلفة وهذا الخط الامتاعي يشد المتلقي إلي أفق تخيلية للمتعة لامتناهية متجاوزة اللغة التشكيلية وحدود اللوحة.
تنتشر الدوال بكثرة بلا مدلول الا القليل من الاتجاهات في اللوحات وهنا تعبيرا مكثفا عن حقائق اللاوعي وتجسيد الكبت النفسي وصيرورة التعقيدات السيكولوجية ولكن الأمر مخبئ للغاية فالدوال تظهر وتشير الي مدولاتها ولكنها منفتحة في التأويل.
الكشط والحذف لغة ممكنة لدي اللوحات فهناك تنبأ دائم وممكنات يتبدل الاشياء ببعضها البعض والشخوص مكان الشخوص انفتاح التأويل يجعل الكشط التشكيلي صيرورة دائما وانكسارات الالوان تحضر لها الوان متبادلة فالحذف دائم وممتع وجمالي يفتح الأفق نحو التبدل والتكرار
التناقضات والتضاد الجمالي دائم وسلسة لدي الزعيم احمد فلغة التقابلات والاعتراف بالمعاكسات لدي المعني تحيل نحو مشاهدات مطلقة وتثير المدرك الحسي نحو الدهشة واقتحام اللوحات اجباري جماليا ومتوقف الي حد المخاطرة التشكيلية.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبا ...
- الديناصوري يحاور عاملون الليل الظالم ويمنحهم رسائله المشفرة ...
- ماركس وفوكو في جدليات الذات المتفردة ودورها في الصراع
- رمزية السلطة والخوف.. -في غرفة العنكبوت-
- الوعي والاستعمالية بين فوكو وكانط وماركس ومدرسة فرانكفورت
- مقهي ماركس : شاعرية حكي أنثي الخفة الباحثة عن عزلة البهجة ال ...
- عوالم نفسية وثقافية تخيلية تحلق في روح الكاتبة اريج جمال
- في كنائس لا تسقط في الحرب بحث دائم عن أطياف الموت والحياة بأ ...
- علامات سردية وجمالية في فيلم الاب الروحي
- ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر
- ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما
- أبعاد تشكيلية للصورة السينمائية فى أفلام طلبه رضوان
- قراءة سيمولوجية أولية في فيلم - الآزرق هو أدفئ الألوان: حياة ...
- ملامح ودلالات للتذوق الفني في السينما
- دلالات لجدلية الروح الهيجلية في السينما
- قراءات لاكانية في سينما المخرج الفرنسي روبير بريسون
- توماس كون في السينما
- أبعاد العلامات في افلام البولندي اندرية زلاوسكي
- ست تأويلات في فيلم المحاكمة لأورسن ويلز
- العمل الفني والتكشف الجمالي الصوفي اللامحدود لدي فيلسوف علم ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - جماليات الصورة التشكيلية والنقد الاقتحامي في نصوص الزعيم احمد