أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - مهاب ناجي ينتظر موتاه عند الترزي الاخير














المزيد.....

مهاب ناجي ينتظر موتاه عند الترزي الاخير


محمد احمد الغريب عبدربه

الحوار المتمدن-العدد: 7550 - 2023 / 3 / 14 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


في افتتاحية ديوانه وقصيدة "اسئلة مؤجلة"، يظهر الصوت الأنثوي ومناجاة الوالدة علي مواجهة الوالد واستدعاء اصوات الطبيعة لاعطاء منحي ناعم للسرد الشاعري، وتظهر حالة الفقدان والأسي والنهايات كنهاية كاتب القصيدة ، وفي قصائده المتتالية تظهر حالة الفقدان، فنحن امام قصائد الفقد، فهو يشعر بافتقاد الصديق ويستدعي شخوص للترحال في الأيام، وأيضا فقدان الاشياء,
في ديوانه المعنون " مدينة لا تليق بموتي" لمهاب ناجي، المنشورة عام 2021، وقد كتبه وسلمه مسودتها ثم رحل عن عالمنا في نفس عام تسليم المسودة، فبالتسليم أعلن مولد كتابه ونهاية جسده ووجود في عالمنا، وقد نعاه الشاعر الكبير وديع سعادة، وشعر أنه مثله، فكان يحادثه في هذه الكلمات التي تزين الديوان، قائلاً "رغم موت الشاعر فإني أشهد الآن ولادته، إن مهاب ناجي يحيا من جديد بشعره، ويعود من خلال هذا الكتاب كي يعيش بيننا. فهو أحد شعراء الحداثة الذين يمتلكون صوتًا شعريًا مميزاً. فلنقدم له كل التقدير الذي لم ينله في حياته".
في الديوان تتكرر التشابهات والمجازات في القصائد، فهناك معادلات للأشياء، فالصور التشبيهية حرة، ومنطلقة وليست مفتوحة بلا معني، ولكنها متقابلة مع معني يذكر في القصيدة، مما يعطي متعة للشعر لديه, وفي القصائد يقحم الشاعر مهاب يومياته علي المقاهي والوحدة والشوارع والحياة السياسية وذاته بالاساس، فهي ذاته مؤصلة في جميع القصائد وفي كل التشهبيات والتعبيرات الشاعرية فرغم وضوح المعني أن الجميل يتجلي في الافق وفي قصائده.
"المكنة بايظة لا تعمل انتظر غدا حتي يأتي الصنيعي ويصلحه"، جملة قالها الترزي الاخير عم ابراهيم القاطن في فيصل، والذي يعمل عدة ساعات في اليومبشكل غير منتظم، ويغلق المكان للصلاة في ميعادها . وانا والزبائن ننتظره بإريحية وسعادة ففي المرة الأخيرة في عز البرد وانا انتظره اشتريت حلويات وبعض الزبادي وانا افترش رصيف المكان، ولكنه لم يتأخر كثيرا فهو منضبط مثل طبيعة مهنته فالانضباط حاضر، ولكن تأخير اصلاح الملابس لأصحابها معتاد والزبائن سعداء للغاية يحتفلون بكل زيارة له وانا انتظره وجدت الشاعر المصري الراحل مهاب ناجي ينتظره أيضا لإصلاح ملابسه فكان مؤخرا فقد وظيفته من دار المحروسة حيث كان يعمل محررا أدبيا ومراجعا للروايات. رمي علي السلام وشعره منكوش ورائحة الموت تفوه من كلماته فقلت له انتظر فعم ابراهيم سوف يظهر حتما رد قائلاً " يعم هو كده علطول بس علشان شغله كثير يا صاحبي".
ياه المناجاة ياه يا صاحبي تركت مكانك فاضي علي أرصفة القصر العيني وشوارعها، وقهاوي جاردن سيتي الا تتذكر صمتك فتنطق وترجع بيننا مرة أخري الا تتذكر احمد نمش صديقك المخبول رائد الحكي النمشي وديستوفيسكي القصر العيني ديوانك الان بين يدي هدية للجماهير وحزن لي بل سحابة بيضاء من الكلمات، ومعظم قصائده قاسية عتيدة، تمحي الحضور، وتسحتضر الغياب والفقدان، تغازل المقاهي والوجدان والاخبار السياسية.
في هذا النور الصاخب في الامام، وحركات المارة افتقد صحبة الأمس، وبعض الحكايات أجلس مربعا قدمي، يدخل علي " خالد" ويقول "للتو أستيقظت واين مهاب الآن، أنه اكيد عند الترزي الأخير، عم ابراهيم، ينتظر اصلاح بعض الملابس"، يفتقد مهاب ناجي محبوبته كثيرا في القصائد ، كالطفل الذي يحبو نحو لعبته، حازت المحبوبة المفقودة مساحة شاعرية ليست قليلة وكل المعاني تناشد اللقاء، وتمني الحديث مع المحبوبة، ويفتقد مهاب في القصائد اشياء كثيرة أخري وليست المحبوبة فقط.
في قصيدة " اليوم ينصب ملك جديداً ولا أموت:، نشتم رائحة الموت في كل شئ عبر الدعوة نحو القتل، وهو قتل مبرر ويتجه الشاعر نحو انتقام جمالي شاعري تجاه الاشياء والأحداث واللاجدوي، فالذات هنا قاتلة وتعبر عن مشهديتها الداخلية برعونة وهدوء في نفس الوقت.
يحادث مهاب ناجي الاشياء، القطط، المقاهي، الحبيبة، ويقوم بأبرزاهم في القصيدة، ليصحبوا شخصيات تشارك القصيدة وتألقها وظهورها الشاعري دوماً، فهو لا يكتفي بالحديث اليهم فقط، فالمقهي تكررت كثيراً، واصبحتا صوتاً وشخصية حاضرة في القصائد بكثرة، فهو يتحدث اليها ومن عليها عن اشياء وموضوعات متنوعة.



#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاثة إضاءات فلسفية في سينما لوك جودار الفرنسي
- في فلسفة جماليات السينما: دلالات وملامح
- ملاحظات تشكيلية وجمالية حول لوحات عصام معروف
- اعترافات الجسد وكوابيس الكلمة عند -أن سكستون-
- جماليات الصورة التشكيلية والنقد الاقتحامي في نصوص الزعيم احم ...
- شربل داغر يقابل شارلي شابلن المريوطية ويفرض عليه طفولته وحبا ...
- الديناصوري يحاور عاملون الليل الظالم ويمنحهم رسائله المشفرة ...
- ماركس وفوكو في جدليات الذات المتفردة ودورها في الصراع
- رمزية السلطة والخوف.. -في غرفة العنكبوت-
- الوعي والاستعمالية بين فوكو وكانط وماركس ومدرسة فرانكفورت
- مقهي ماركس : شاعرية حكي أنثي الخفة الباحثة عن عزلة البهجة ال ...
- عوالم نفسية وثقافية تخيلية تحلق في روح الكاتبة اريج جمال
- في كنائس لا تسقط في الحرب بحث دائم عن أطياف الموت والحياة بأ ...
- علامات سردية وجمالية في فيلم الاب الروحي
- ايديولوجيا الخطاب الثقافي والسينمائي والادبي المعاصر
- ابعاد متعددة في خطاب جماليات السينما
- أبعاد تشكيلية للصورة السينمائية فى أفلام طلبه رضوان
- قراءة سيمولوجية أولية في فيلم - الآزرق هو أدفئ الألوان: حياة ...
- ملامح ودلالات للتذوق الفني في السينما
- دلالات لجدلية الروح الهيجلية في السينما


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد احمد الغريب عبدربه - مهاب ناجي ينتظر موتاه عند الترزي الاخير